تزايد هجوم علماء الدين علي جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات المتطرفة والمتشددة لأنهم تسببوا في فقدان الشباب للثقة واتجاههم إلي اعتناق أفكار متطرفة تصل إلي الإلحاد وتزايدت نسب ذلك لتقديمهم نموذجا سيئا للتدين مبني علي الشراسة وحب الذات والسيطرة وتحقيق مآرب ومصالح شخصية الإخوان وجماعات التكفير حفروا خندق الإلحاد بفشلهم د.عزيزة الصيفي: جماعات عنصرية ومتسلطة وترعرعت في أحضان أعداء الإسلام د.حمد الله الصفتي: زعزعوا ثقة العوام في الموروث الديني.. ولم يقدموا شيئا للدين شراسة ورغبة الإخوان في السيطرة وأكدت الدكتورة عزيزة الصيفي, الأستاذة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات جامعة الأزهر, أنه منذ أن ظهرت جماعة الإخوان بتشددها وميول من أنشأها للعدوانية والشراسة والرغبة في السيطرة علي البلاد بفكره المتطرف, وقد كان ظاهرها الرحمة وباطنها الشر لكل من لا ينتمي إليها, فالإخواني هو المسلم وما عداه عاص بل كافر, هكذا تولدت عندهم النزعة العنصرية والتسلط, مما تسبب في ظهور كثير من الجماعات التكفيرية التي ولدت من رحم هذه الجماعة, وقد عاني المسلمون من ويلاتهم إذ أحدثوا الوقيعة والمكيدة وفرقوا بين الناس, فحدثت انقسامات في الفكر وتمادت اتهامات الناس بعضهم لبعض حتي وصل الصراع إلي داخل الأسر فيتهم ابن والديه وإخوته بل وأهله بالكفر, بالإضافة إلي استغلال العدو المتربص بنا لإذكاء نار الفرقة والانقسام خاصة أن هذه الجماعة نمت وترعرعت أصلا في كنف أعداء الإسلام, وهم السبب الأساسي في ظهور الفكر المتطرف, والإلحاد الذي تطور إلي عمليات إرهابية تدمر وتقتل وتهدد استقرار البلاد بحجة فاسدة, وسبب واه, حيث يظن هؤلاء أنهم يحمون الإسلام ويعيدون أمجاد دولة الخلافة والإسلام منهم براء. وقالت إن جماعة الإخوان هي السبب الحقيقي لكل إرهاب في العالم سخرها أعداء الإسلام لتكون رأس حربة تضرب الإسلام والمسلمين في كل مكان, لذا لابد من التصدي لأصحابها وقادتها ومحاكمتهم, وتقديم النصح والإرشاد لمن يتعاطف معهم, موضحة أن هؤلاء المتعاطفين معهم الظانين أنهم علي حق عندما يعلمون كذب هذه الجماعة ونفاقها وأنهم ليسوا طوق نجاة لهم في هذا العالم.. يخرجون من الملة ويلحدون, وأنها ظاهرة خطيرة تعاني منها الأمم غير المسلمة, أما أن تنتقل إلي بلاد الإسلام فإن جماعة الإخوان ومن خرج من عباءتها سبب إلحاد بعض الشباب لفقدهم للمصداقية, لذا وجب علي جميع المؤسسات الدينية في العالم وعلي رأسها الأزهر الشريف التحرك وبسرعة للحد من هذه الظاهر بمزيد من العمل لنشر وسطية الإسلام واعتداله والوقوف في وجه التطرف فالإنسان محتاج دائما لمظلة أمان تحتويه في الحياة والشعور بأنه علي الطريق الصحيح خاصة الشباب ضعيف الإيمان مسلوب الإرادة الذي يسهل التأثير عليه, وكذلك من المهم أن تتغير طريقة الخطاب الديني والتغلب علي فكر الإخوان المتطرف, واحتواء الشباب قبل أن يفقدوا الأمل. زعزعوا ثقة العوام في الموروث الديني من جانبه أكد الدكتور حمد الله الصفتي, مدير الشئون العلمية والثقافية بالمنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف, أن ظاهرة الإلحاد من الظواهر التي طرأت علي الساحة المصرية بل علي الساحة العربية والساحة العالمية الآن, خصوصا بعد أحداث11 سبتمبر لكنها بعد ثورات الربيع العربي بدأت تأخذ منحي جديدا يظهر الداعون لها ظهورا واضحا معلنين عن أنفسهم بأنهم لا ينتمون إلي دين وأنهم لا يقرون بالأديان وما تحتوي عليه من عقائد أو إلزامات شرعية, مشيرا إلي أن بعض الباحثين لفتت نظره هذه الظاهرة وحاول حصر الأسباب التي أدت إلي ظهورها بهذا الشكل الفج في الفترة الأخيرة, والعجيب أن كثيرا من الباحثين وجد ارتباطا وثيقا بين وصول أصحاب التيار السياسي إلي صدارة الحكم في مصر وبين زيادة نسبة الإلحاد وذلك يتمثل في عدة نقاط, علي رأسها زعزعة ثقة عوام الناس في الموروث الديني, لأنه حينما تولي الإخوان الحكم كانت لهم اتجاهات معينة في فهم الدين الإسلامي وتطبيق الشريعة الإسلامية وفي التعامل مع النصوص الدينية, وهو ما شكك الناس في الموروث الديني الذي عشناه خلفا عن سلف, لأنهم أصبحوا يقارنون بين الموروث الديني الجديد الذي تنشره هذه الجماعات وبين الموروث الديني القديم المستقر في أذهانهم. وأضاف أنه من ضمن هذه الأسباب فشل هذه التيارات الإسلامية السياسية في إمكان الوصول بالمجتمعات التي وصلت إلي سدة الحكم فيها مثل جماعة الإخوان في مصر فشلت في إدارة الدولة وتحقيق عدالة وتكافؤ بين كل طوائف الشعب المصري ومعاملة حسنة لأهل الكتاب وغير المسلمين في الوطن مما أدي إلي اعتقاد الكثير منهم أن الإسلام لا يصلح أن يكون طريقة للحكم بل لا يصلح أن يكون طريقة للحياة أصلا, وبالتالي وصل هذا بكثير من الشباب إلي الانسلاخ من هويته الدينية أو من هويته الإسلامية ليوجه طاقته كلها لإنكار الأديان والسير في موجة الإلحاد الجديدة متخذا من الظاهرة الأوروبية قدوة وأسوة. وأشار إلي أن تيارات الإسلام السياسي حين وصلت إلي الحكم مثل جماعة الإخوان في مصر لم تحاول أن تقدم شيئا للإسلام مع أنهم كانوا يستعملون الشريعة الإسلامية كذريعة للوصول للحكم كجمع وحشد الأنصار والأعوان حولهم ولكن بمجرد الوصول للحكم وجدنا مثلا أول لقاء للرئيس المعزول محمد مرسي لم يكن مع العلماء ولا مع الفقهاء ولا مع الاقتصاديين ولا التجار لكن كان مع الممثلين والممثلات مع أن هذا يخالف من منظوره هو ما كان يدعو إليه قبل وصوله للرئاسة, ووجدنا مثلا البارات وأوكار الليل في العهد السابق لعهد الإخوان كانت ترخص لعام واحد أما في عهدهم كانت ترخص ل3 سنوات متتالية مرة واحدة, لم نجد أحد من أصحاب التيار الإسلامي السياسي يتكلم عن أي شيء بالنسبة لوضع المؤسسة الدينية ومكانتها في المجتمع وتعزيز دورها بل بالعكس وجدنا محاولات للقفز والهيمنة والسيطرة علي المؤسسة الدينية الممثلة في الأزهر الشريف والأوقاف المصرية بدعوة أنهم يريدون إصلاح هذه المؤسسة من الداخل, والحق أنهم يريدون السيطرة عليها مما جعل العوام يعتقدون أن الدين ليس إلا وسيلة لتحقيق المكاسب الاقتصادية والسياسية من أصحاب التيار الإسلامي السياسي وبالتالي اعتقدوا أن التخلص من الدين سيخلصهم من هؤلاء المنافقين الذين يستعملون الدين للوصول إلي مآربهم. وأوضح الدكتور حمد الله الصفتي أن الحقيقة أن هذا العنصر أو هذا السبب وهو ثورات الربيع العربي أو وصول جماعة الإخوان للحكم في مصر يعتبر سببا رئيسيا لانتشار ظاهرة الإلحاد في مصر والعالم الإسلامي, ولذلك ينبغي إذا أردنا أن نتصدي لذلك أن نعيد الثقة لأذهان الشباب في الإسلام وينبغي علي الذين يستعملون الإسلام كستار سياسي أن يفهموا أنهم بذلك يسيئون للدين وأن الإنسان الذي يريد أن يدخل إلي معترك السياسة ينبغي أن لا يجعل من الدين وسيلة لتحقيق مآربه السياسية, لأن الدين إنما هو ثابت ينبغي أن يقدم لعوام الناس في صورة تجعلهم يعتقدون ويثقون فيما يلقي إليهم ولا يعتقدون أن هذا نوع من المراوغات السياسية أو أنه نوع من تحقيق المصالح أو أنه وسيلة للوصول للحكم أو المناصب السياسية حتي يظل الدين مقدسا في نفوس الناس. نموذج جبري لا يقوم علي الإقناع بينما أكد الدكتور خليفة الصغير علي محمد, وكيل وزارة الأوقاف والحاصل علي الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية, أن الله تعالي قال في محكم كتابه: أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون. وأن جماعة الإخوان المسلمين وممارساتها تسببت في تقديم صورة مشوهة عن الإسلام وكذلك من سار في دربها من الجماعات المتشددة والمتطرفة والتكفيريين أبناء الخوارج. حيث أظهرت أحدث الدراسات الأكاديمية ارتفاع نسبة الإلحاد بين الشباب بعد ثورات الربيع العربي وفشل الإسلاميين في الحكم والقيادة حيث ضربوا عرض الحائط بثوابت هذا الدين وكلياته الخمس المقررة في الفكر الإسلامي. وقدموا نموذجا جبريا لا يقوم علي الإقناع وقبول الآخر والتعايش السلمي.. هذه القيم التي لا يختلف عليها اثنان في الفكر الإسلامي علي اختلاف مراحله, بل اعتمدوا مبدأ الغاية تبرر الوسيلة وتحالفوا مع الشيطان من أجل الوصول إلي الحكم بعد تجريده من أسمي معانيه الروحية والخلقية. بل ظهرت المتناقضات واضحة في ممارساتهم, فتراهم يرفعون شعارا لا يطبقونه في الواقع وقد قال تعالي: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون. وأضاف قائلا: رأينا في ممارساتهم كذبا وخداعا والتقية المعروفة عند الشيعة وتجرؤا علي حرمات الله وتذكرنا قول رسول الله صلي الله عليه وسلم لحذيفة بن اليمان إن قوما يوم القيامة أعمالهم كجبال تهامة ينسفها ربي نسفا, قال: صفهم لنا يا رسول الله! قال: هم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ورأينا فيهم أنانية وحب الذات والانغلاق عليها وعدم قبول النصيحة إلا بعد فوات الأوان. وأشار إلي أنهم أظهروا في تجربتهم أن الإسلام يعارض التقدم العلمي بما يشبه ما قامت به حركات دينية سابقة تسببت في الدعوة إلي فصل الدين عن الحياة وما كان ذلك إلا لعجز أولئك المتدينون عن تقديم صورة الدين الحقيقية عن الحياة. وقال إنني أستطيع أن أربط بين سبب نشأة العلمانية في القرن الماضي نتيجة أخطاء المتدينين آنذاك وبين زيادة نسبة الإلحاد في الحاضر نتيجة خطيئة الإخوان والمتشددين, حيث قال تعالي: قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.