أصبح الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي علي مقربة من التأهل إلي المربع الذهبي لبطولة دوري أبطال إفريقيا, ليس فقط لتعادله السلبي مع مضيفه حوريا كوناكري الغيني مساء أمس في ذهاب ربع نهائي البطولة القارية, ولكن لأن المباراة كشفت أفضلية لاعبي الأهلي علي ممثل غينيا, في مختلف الخطوط, بعد أن امتلك الفريق الضيف زمام الأمور وأهدر أكثر من فرصة لإلحاق الهزيمة بحوريا علي مدار شوطي اللقاء, الذي أداره التونسي يوسف السرايري, وشهد حضورا جماهيريا مكثفا. وكذلك نجح الفرنسي باتريس كارتيرون, المدير الفني للأهلي في التفوق خططيا علي مواطنه فيكتور زفونكا المسئول عن حوريا, وذلك بنجاح باتريس في التحكم في إيقاع المباراة بشكل أفضل من فيكتور, وامتلاك كارتيرون مجموعة لاعبين من أصحاب الخبرة الذين لم يتأثروا بسلاحي الأرض والجمهور, بعد أن استند عليهما بشكل كبير زفونكا ربما بشكل أقوي من إمكانات لاعبيه داخل ملعب28 سبتمبر الذي استقبل اللقاء. وعن أحداث الشوط الأول.. امتلك لاعبو الأهلي زمام الأمور خلال ال45 دقيقة الأولي, ونجح الفريق الضيف في أن ينتشر في الملعب بشكل أفضل, والاستحواذ أكثر علي الكرة, وإظهر أنيابه الهجومية بقوة بشكل أثبت رغبته الحقيقية في تحقيق الانتصار, دون أن يلتفت الفرنسي باتريس كارتيرون إلي الأسلحة التي استند عليها مواطنه فيكتور زيفونكا, مثل الأرض والجمهور واللاعبين صغار السن. وأدي التفوق الأهلاوي في معاناة جيرمان بيرثي, حارس مرمي أصحاب الأرض, ومن أمامه أبوبكر كمارا وأسوكو حامد, مساكي حوريا, من خطورة المغربي وليد أزارو, مهاجم الأهلي, ومن تحته الثلاثي إسلام محارب ووليد سليمان وناصر ماهر, فيما لم تظهر الأنياب الهجومية لحوريا بالدرجة ذاتها, رغم اعتماد فيكتور علي هدافه أومامو مانديلا لاعب الوسط المهاجم وهداف الفريق في البطولة, مع وجود داوودا كمارا ورأس الحربة بولاجي سيمون, ولكن منافذ التهديف الغينية لم تسبب إزعاجا للمالي ساليف كوليبالي وسعد الدين سمير ثنائي قلب دفاع الأهلي, ومن خلفهم الحارس محمد الشناوي إلا علي فترات قليلة ومتباعدة, وفي متوسط الميدان لم يتمكن سيبي بافور كي ومحمد أمادو من مجاراة حسام عاشور وهشام محمد. وشهدت النصف ساعة الأولي هدوءا نسبيا, وحصل لاعبو الأهلي علي فرصة لاستكشاف نقاط القوة والضعف في حوريا, وذلك خلال فترة جس النبض التي استحوذ خلالها الأهلي علي الكرة, وبعد مناوشات غير مؤثرة من هجوم الفريقين, بدأت أنياب الأهلي الهجومية تظهر بعد نصف ساعة وتمثل ذلك في أن أبو بكر كمارا مدافع حوريا كاد يهز شباك فريقه, من كرة عرضية لعبها علي معلول من الجهة اليسري ارتقي كمارا لإبعادها برأسه لتذهب الكرة بجانب القائم الأيسر مباشرة. وشهدت الدقيقة34 هجمة منظمة رائعة للأهلي, بدأت من ناصر ماهر من القلب الذي مرر الكرة إلي داخل منطقة جزاء حوريا, علي رأس أحمد فتحي الذي هيأ الكرة, إلي خارج المنطقة, للمندفع هشام محمد ليقابل الكرة من وضع الحركة وقبل أن تلامس الأرض لتخطئ المرمي الغيني بقليل. واستشعر لاعبو حوريا الخطر, وحاولوا الظهور في الثلث الأخير من ملعب الأهلي, وتهديد مرمي الشناوي ويسدد سيبي بافور كرة أمسكها الشناوي بثبات, وتبعه أسانتي جود فريد بكرة قوية كادت تصيب مرمي الشناوي, ويهدر محارب فرصة خطف هدف أهلاوي رغم العرضية المتقنة من معلول وينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. ومع بداية الشوط الثاني, ظهر حوريا بشكل أفضل نسبيا خاصة في الشق الهجومي, وحاولوا بجدية تهديد مرمي الشناوي, وتعددت المحاولات الهجومية لهز شباك الأخير. ويتمركز سعد وكوليبالي في التعامل مع محاولات الاختراق من العمق وخلخلة هذا التمركز من هجوم حوريا, ويشتت ساليف ببراعة الكرة العرضية التي لعبها سيبي بافور. ويجري كارتيرون تغييرا اضطراريا بسحب سعد الدين سمير للإصابة إثر كرة مشتركة مع داوودا كمارا, ويدفع بالمخضرم محمد نجيب. وتثور الجماهير متهمة الحكم بالتغاضي عن احتساب ركلة جزاء لمصلحة حوريا إثر عرقلة محمد أمادو من قبل حسام عاشور داخل المنطقة, ويجري كارتيرون التغيير الثاني بالدفع بصلاح محسن, رأس الحربة, علي حساب ناصر ماهر, ليلعب صلاح بجانب أزارو في الهجوم لتخفيف الضغط علي دفاعات الأهلي. ويعتمد الأهلي علي الهجوم المضاد استغلالا للمساحات التي ظهرت في دفاعات أصحاب الأرض, وكاد أزارو يخطف هدفا من إحدي هذه الهجمات, ويجري كارتيرون التغيير الأخير بالدفع بأيمن أشرف المدافع الأيسر علي حساب وليد سليمان, ليتقدم علي معلول لشغل مركز صانع الألعاب أو الجناح الأيسر الهجومي. ويهدر صلاح محسن فرصة خطيرة, من هجمة مرتدة بعد أن تصدي حارس حوريا لكرة محسن, رغم أن الأخير كان في حلق المرمي الغيني. ويهاجم حوريا بشكل أكثر شراسة في الدقائق الأخيرة, ويدفع فيكتور بالمهاجم سيكو أمادو كمارا علي حساب بولاجي غير الموفق لبث الحيوية في هجوم حوريا, ولكن استمر اعتماد الأهلي علي الهجوم المرتد, الذي كاد يسفر عن تقدم الفريق الضيف, لولا استغلال صلاح محسن لإحدي هذه الهجمات بعد أن لعب الكرة عرضية بدلا من تسديدها في مرمي جيرمان. ويتعرض جهاز الأهلي لموقفين خطيرين, بعد أن أجري باتريس تغييراته الثلاثة, الأول تمثل في سقوط سعد ونجيب إثر كرة مشتركة بينهما, والثاني إصابة تم تداركها لهشام محمد. وفي الدقائق الأخيرة, يهاجم حوريا بكل خطوطه, ويلتزم لاعبو الأهلي بالجانب الدفاعي, وينجح الفريق الضيف في استهلاك الوقت ببراعة, لينتهي اللقاء بالتعادل السلبي. باتريس: الاحتفال غير منطقي أكد الفرنسي باتريس كارتيرون, المدير الفني للأهلي, أن تعادل فريقه مع حوريا كوناكري الغيني, علي ملعب الأخير أمس, لا يعني تأهل الأهلي إلي المربع الذهبي لدوري الأبطال, خاصة أنه لكل مباراة ظروفها التحكيمية والجماهيرية والفنية, ولذلك سيتم التعامل مع الموقف بقوة, خاصة أن حوريا أثبت امتلاكه لمجموعة من العناصر علي أعلي مستوي. وقال: الضغط الجماهيري يؤثر بالسلب علي أي فريق.. أعتقد أن ممثل غينيا لعب تحت تأثير الشد العصبي.. حوريا ستكون أعصابه أهدأ في القاهرة.. لا بد أن نركز خلال الفترة المقبلة علي تحصين الأهلي من رياح المفاجآت. وعن استمرار ظاهرة إهدار الفرص السهلة أوضح باتريس أن تلك إحدي النقاط السلبية التي شهدتها مباراة الأمس, بعد أن أهدر أزارو وإسلام محارب وهشام محمد وصلاح محسن فرصا خطيرة. زفونكا: موعدنا في القاهرة رغم أن التعادل السلبي لفريق حوريا كوناكري الغيني, مع الأهلي أمس بالعاصمة الغينية كوناكري, يصب عمليا في مصلحة الأهلي ويجعله الأقرب للتأهل إلي دور الأربعة لبطولة دوري أبطال إفريقيا, إلا أن الفرنسي فيكتور زفونكا المدير الفني للمثل غينيا أبدي تفاؤله في إمكان تحقيق إنجاز الصعود للمربع الذهبي الإفريقي, قبل اللقاء الثاني مع ممثل مصر علي ملعب الأخير يوم22 سبتمبر الجاري. وانعكست تلك الحالة علي كلمات زفونكا عقب انتهاء المباراة وقال: واجهنا فريقا كبيرا من العيار الثقيل.. المنافس تفوق في الشوط الأول ولكن الشوط الثاني كان لنا باكتساح وأهدرنا أكثر من فرصة.. الحكم تغاضي عن احتساب ركلة جزاء لمصلحتنا رغم أن مدافع الأهلي عرقل أمادو داخل المنطقة بوضوح.. الشوط الأول من المباراة انتهي وعلينا الاستعداد للشوط الثاني الذي سيقام في القاهرة. كمارا: لا تراجع ولا استسلام أكد أبو بكر كمارا, مدافع فريق حوريا كوناكري الغيني, أن فرصة فريقه مازالت قائمة في العبور إلي المربع الذهبي لبطولة دوري أبطال إفريقيا, رغم التعادل السلبي مع الأهلي مساء أمس علي ملعب28 سبتمبر, بكوناكري, في ذهاب البطولة القارية. وقال كمارا: لم نفقد الأمل.. نجحنا في أن نطيح بصن داونز الجنوب إفريقي من المرحلة الماضية من البطولة.. الجمهور تسبب في توترنا بشدة إثر تعجله تسجيل الأهداف.. أعلم أن الأهلي فريق كبير ولكن أيضا لن نفرط في التأهل إلي المربع الذهبي حتي لو كانت مباراة الإياب في القاهرة معقل الفريق المنافس. حواديت من المباراة - تحدث محمد الشناوي, حارس مرمي الأهلي, مع زميله سعدالدين سمير, مدافع الأهلي, بعد أن أخطأ سعد تقدير الكرة وكاد لاعب حوريا يخطف الكرة قبل وصول الشناوي ويمسك بالكرة. -حرص الفرنسيان باتريس كارتيرون, المدير الفني للأهلي, وفيكتور زفونكا, المدير الفني لحوريا كوناكري, علي تبادل الحديث باللغة الفرنسية فيما بينهم قبل بداية المباراة. -ظهرت علامات الحسرة علي هشام محمد, محور ارتكاز الأهلي, بعد أن أضاع فرصة خطيرة كادت أن تهز الشباك, وأخطأ مدافع حوريا في تشتيت الكرة ليقابلها هشام علي حدود منطقة الجزاء بتصويبة قوية ذهبت جانب القائم. -قدم أبو بكر كامارا, مدافع وكابتن فريق حوريا كوناكري, اعتذاره للمغربي وليد أزارو, راس الحربة الأهلي, بعد ضربة غير متعمدة, نزف علي أثرها المغربي من فمه وخرج لتلقي العلاج -حرصت الجماهير الغينية المتواجدة في ملعب اللقاء, بأداء رقصة علي الموسيقي الإفريقية بين شوطي اللقاء. -ذهب الفرنسي باتريس كارتيرون, المدير الفني للأهلي, بعد انتهاء المباراة للتحدث مع حكم الحكم, ووجه له التحية علي أدائه رغم ضغط الجماهير الغينية, واستمر الحديث حتي خرج من أرضية اللقاء. شكر دبلوماسي وجه أعضاء بعثة الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي الشكر إلي محمد فتحي, سفير مصر لدي العاصمة الغينية كوناكري, والقنصل محمود رضا, بعد المجهود الذي بذلته البعثة الدبلوماسية المصرية لتذليل العقبات أمام بعثة الفريق منذ وصولها إلي غينيا لمواجهة حوريا كوناكري. وتم توجيه الشكر للسفارة والقنصلية المصرية من خلال سمير عدلي, المدير الإداري للأهلي, ومحمد يوسف, المدرب العام والقائم بأعمال مدير الكرة.