أصابته حالة من الذهول والدهشة فسيطر عليه الغضب الشديد فلم يدر ماذا يفعل مع شريك والدته الذي تسبب في وفاتها حزنا علي ضياع مصدر رزقها بعدما استغل جهلها وعدم إلمامها بالقراءة والكتابة وأخذ بصمتها بالتنازل عن إيرادات ساحة لانتظار السيارات التي يديرها بالتعاون معها خلف موقف عبود بمنطقة الزاوية الحمراء. نشبت العديد من المشادات الكلامية بين الطرفين والتي كانت تتطور في كثير من الأحيان إلي مشاجرات ولكنها سريعا ما كان يتم احتواؤها من أصحاب المحال المحيطين بالساحة ومع مرور الوقت الذي امتد إلي ثلاث سنوات زادت معه أحوال حسين المعيشية سوءا خاصة وأنه لا يملك أي صنعة أو عمل يتكسب من ورائه. البداية كانت بتلقي اللواء اشرف الجندي مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة إخطارا من اللواء نبيل سليم مدير المباحث الجنائية يفيد بورود بلاغ الي المقدم عبد الرازق عادل رئيس مباحث قسم شرطة الزاوية الحمراء من مستشفي معهد ناصر باستقباله أحمد حسن47 سنة موظف بفندق ومقيم شبرا الخيمة توفي إثر إصابته بكسر بعظمة الجمجمة وتهتك بالمخ ونزيف داخلي وتوقف عضلة القلب. وبانتقال رجال المباحث والفحص تم التقابل مع شقيقه سعد52 سنة موظف وبسؤاله قرر بأن شقيقه يدير ساحة انتظار سيارات كائنة خلف مرور عبود ويتردد علي الساحة لمتابعة سير العمل إلا أنه تلقي اتصالا هاتفيا من الأهالي بوفاة شقيقه وفور وصوله اكتشف سرقة هاتفه المحمول. بتشكيل فريق بحث بإشراف اللواءين أشرف الجندي مدير مباحث العاصمة ونبيل سليم مدير المباحث الجنائية باشره العميد حسام عبد العزيز رئيس مباحث قطاع الشمال والعقيد محمد عيد مفتش المباحث ضم ضباط مباحث القسم وبإجراء التحريات وجمع المعلومات بالمنطقة المتاخمة لساحة الانتظار عمل المجني عليه أمكن التوصل إلي شاهد رؤية والذي قرر بمشاهدته في وقت معاصر علي اكتشاف الواقعة المجني عليه صحبة حسين حسن23 سنة عاطل ومقيم الساحل ومسقط رأسه عزبة فانوس- قليوب خلف أحد المشاتل الكائنة بشارع ترعة الإسماعيلية. وبتكثيف التحريات تبين أن الأخير وراء ارتكاب الواقعة. تم تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة بالأماكن التي يتردد عليها المتهم أسفرت إحداها عن ضبطه وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة بقصد الانتقام من المجني عليه وأقر بوجود خلافات سابقة بينهما بسبب إيرادات الساحة المؤجرة لوالدته والمجني عليه من الحي إلا أنه منذ ثلاث سنوات استغل المجني عليه عدم إلمام والدته القراءة والكتابة وقام بأخذ بصمتها علي تنازل عن إيرادات الساحة لصالحه وتوفت عقب ذلك. الأمر الذي أثار حفيظته فخطط للتخلص منه حيث تمكن من استدراج المجني عليه لأحد المشاتل الكائنة بشارع ترعة الإسماعيلية بدعوي مشاهدة بعض المواتير الخاصة بالسيارات وغافله وتعدي عليه بعصي خشبية سبق وأن قام بإخفائها داخل المشتل محدثا إصابته التي أودت بحياته واستولي علي هاتفه المحمول ولاذ بالفرار فتم بإرشاده ضبط الأداة المستخدمة في ارتكاب الواقعة والهاتف المحمول المستولي عليه بمكان إخفائهما بساحة انتظار السيارات. تم تحرير محضر للمتهم وباخطار اللواء محمد منصور مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالته إلي النيابة التي تولت التحقيق.