بعد20 سنة بالتمام والكمال عاد منتخب فرنسا الديوك الزرقاء ليتسيد كرة القدم في العالم من جديد ويعتلي العرش الكبير بتتويجه بطلا لمنافسات كأس العالم في روسيا بعد نجاحه في الفوز علي كرواتيا4-2 في نهائي مونديال روسيا الذي اختتم أمس بعد أيام من المتعة والسعادة والشقاء توج الديوك بلقب هو الثاني لهم بعد التتويج في باريس عام.1998 جاءت المباراة ممتعة من الفريقين وبدأ المنتخب الفرنسي بالتسجيل في الدقيقة19 بهدف عكسي لماندزوكيتش عندما لمس كرة جريزمان العرضية برأسه.. وتعادل المنتخب الكرواتي بتسديدة رائعة بيريسيتش في الدقيقة28 وفي الدقيقة34 تدخل الفار ليهدي منتخب فرنسا ركلة جزاء يسجل منها جريزمان الهدف الثاني لينتهي الشوط الأول2-1 لفرنسا ومثلما اهتزت الشباك في الشوط الأول بثلاثة أهداف شهد الشوط الثاني مثلها وبدأه المنتخب الفرنسي في الدقيقة13 عن طريق بول بوجبا بتسديدة قوية واختتم كيليان مبابي أهداف فرنسا في الدقيقة20 ثم عاد ماندزوكيتش ليسجل لكرواتيا من خطأ لوريس في الدقيقة23 لينتهي اللقاء4-.2 شوط أول ما أجمله جاء يليق بالحدث والمناسبة ونهائي بطولة تعد واحدة من أفضل كئوس العالم من الناحية الفنية والتكتيكية والتنظيمية تخلله كل شيء في فنون الكرة ولكن كانت المعركة الأكبر في خط الوسط بين ستة لاعبين هم الأفضل في الوعي والانضباط سواء الدفاعي والهجومي للحد الذي بدا فيه أن الأدوار متشابهة بينهم لحد الاستنساخ ولم لا والفريقان لعبا بطريقة رقمية واحدة هي4-3-3 وبلاعبين يكاد يكون أسلوبهم واحدا في الضغط وعند السيطرة وفي طريقة البناء والتحول من الدفاع للهجوم أو العكس وحتي في الواجبات نفسها في كيفية تنفيذها وإذا وضع في الاعتبار أن التشكيل ضم أربعة لاعبين في وسط الملعب هم الأفضل والأغلي في العالم في عمق الملعب سواء راكيتيتش ومودريتش في كرواتيا أو بوجبا وكانتي في فرنسا ويلعبون في برشلونة وريال مدريد الأكبر في إسبانيا ومانشيستر يونايتد وتشيلسي الأكبر في إنجلترا مما صنع تحديات غير عادية علي المستوي الشخصي والجماعي. الشوط الأول.. بداية صعبة وبدأ الفريقان بتشكيلة نموذجية ولعب المنتخب الفرنسي بتشكيل مكون من: هوجو لوريس في حراسة المرمي وأمامه الرباعي بينيامين بافارد, رافا فاران, صامويل أومتيتي وثيو هيرناندز في خط الدفاع والثلاثي نجولو كانتي, بليز ماتويدي وبول بوجبا في خط الوسط.. وفي الهجوم الثلاثي أوليفيه جيرو, أنطوان جريزمان وكيليان مبابي.. وبدأ المنتخب الكرواتي بتشكيل ضم في حراسة المرمي: سوباسيتش وفي خط الدفاع فيرساليكو, ديان لوفرين, فيدا, سترينيتش والثلاثي لوكا مودريتش, إيفان راكيتيتش وبروزوفيتش في خط الوسط وفي الهجوم: بيريسيتش, ماريو مانذوكيتش وريبيتش. وبشكل منظم مثل المنتخب الفرنسي مع فارق النزعات الهجومية والإمكانات الفردية لثلاثي خط الوسط التي كانت أفضل من الديوك ولكنهم تشابهوا في التنظيم لمجموعة خط الوسط التي كانت1-2 مثل الهجوم الذي تحول إلي2-1 في كرواتيا بوجود ماندزوكيتش كرأس حرية ومن خلفه ريبيتش وبريزيتش ولكنه كان في فرنسا1-2 بوجود جريزمان وأمامه مبابي وجيرو. والمشكلة لم تكن في الثلث الهجومي ولكن في الأوسط الذي كان ميدانا فسيحا للمنافسة والصراع والإبداع وكان من المنطقي أن يتفوق الكروات في السيطرة في بداية اللقاء لسببين الأول تفوقهم في المهارة والنزعات الهجومية وجرأة المساندة عند الثلاثي مودريتش وراكيتيتش وبروزوفيتش.. والثاني يتعلق بلاعبي المنتخب الفرنسي وهو مشكلة اللعب في المساحات الضيقة عند التعرض للضغط وكيفية الخروج منها وتوسعتها وهو ما بدا أن زالاتكو المدير الفني للمنتخب الكرواتي يعرفه وركز عليه جيدا فدانت له السيطرة والاستحواذ علي الكرة أكثر من المنتخب الفرنسي ولكن أزمته الحقيقية كانت أيضا في التطوير والاختراق وصناعة المفاجأة والأهم رفع رتم الأداء وزيادة سرعته لإرباك المنافس. ولم يكابر ديشان أو يغير من خططه ولم يسيطر عليه القلق في البداية من قوة كرواتيا نزعتها الهجومية التي بدوا عليها في الدقائق الأولي التي استحوذوا فيها علي الكرة وحاصروه فالتأثير علي مرمي لوريس لم يكن مخيفا ولا عظيما بعدما فشلوا في صناعة الفرص بصرف النظر عن المنتخب الفرنسي لم يصل للثلث الدفاعي في أول15 دقيقة وليس لمرمي سوباسيتش.. ومع الدقيقة19 وضح عمق تكتيكات المنتخب الفرنسي وحجم ما يملكه لاعبوه من وعي والأهم من تكامل في القوة والمهارة والسرعة وكأنهم وزعوا الأدوار فيما بينهم فعند التحدث عن السرعة هناك مبابي وعن القوة هناك جيرو والمهارة وصناعة اللعب جريزمان. ولم يكن يحتاج المنتخب الفرنسي لأكثر من دقيقتين للسيطرة علي الكرة لصناعة الفارق وتهديد مرمي كرواتيا وتغيير إيقاع اللعب ليصبح أكثر سرعة وأعلي إيجابية والذي بدأت تفاصيله في الدقيقة18 عندما استغل مبابي سرعته واخترق من الناحية اليمني وراوغ ولعب عرضية لم تجد المتابع.. بعدها في الدقيقة19 يحتسب الحكم الأرجنتيني ركلة حرة ينفذها باقتدار جريزمان داخل منطقة الجزاء تلمس رأس ماندزوكيتش وتسكن شباك حارس مرماه معلنة عن أول هدف عكسي بنيران صديقة في مباراة نهائي كأس عالم وعن افتتاح ماراثون الأهداف الكبير. وكان من المنطقي أن تهاجم كرواتيا بعد الهدف وتزيد نزاعاتهم ومغامراتهم الهجومية ويسيطروا بقوة علي وسط الملعب والثلث الهجومي ولكن المشكلة لم تكن في الاستحواذ وإنما في قدرتهم علي إرباك ثلاثي وسط فرنسا وإخراجهم من المساحات التي أجادوا إغلاقها أو دفعهم لارتباك أخطاء وهو ما حدث في الدقيقة28 عندما احتسب الحكم الأرجنتيني ركلة حرة نفذت بشكل رائع يلعبها لوفرين برأسه داخل منطقة الجزاء يرتبك دفاع فرنسا وترتد لتصل لبروزفيتش يراوغ ويسدد قوية داخل المرمي مسجلا التعادل وهي الكرة الوحيدة التي اضطر فيها كانتي للتحول للرقابة الفردية ولم يحل أحد محله في تغطية المساحة في عمق الملعب. وسيطر المنتخب الفرنسي من جديد علي الكرة وتغير السيناريو ولعب الكروات علي المرتدات وكادوا يحولون النتيجة لصالحهم إلا أن الدقيقة34 أعادت الفارق والتوازن للديوك عندما احتسب لهم ضربة ركنية نفذها جريزمان علي القائم الأول ولمسها ماتويدي برأس لترتطم بيد المدافع الكرواتي ويطالب لاعبو فرنسا بركلة جزاء ويحتكم الحكم للفار لأول مرة في مباراة نهائي كأس عالم ليعود ويحتسب ركلة جزاء يسددها جريزمان علي يمين الحارس مسجلا الهدف الثاني.. ويحاول منتخب كرواتيا التعادل ويسيطر بشكل كبير وينفذ لاعبوه أكثر من عرضية ويسدد لوفرون كرة قوية ترتطم بالدفاع لينتهي الشوط الأول2-1 لفرنسا. الشوط الثاني.. السرعات تهزم الضغط ويبدأ الشوط الثاني بسيطرة وضغط عنيف وشرس من المنتخب الكرواتي ويسدد رابيتش كرة قوية من تمريرة عميقة يحولها لوريس باقتدار لضربة ركنية.. ويتدخل من جديد الحارس الكبير لينقذ فريقه من انفراد عندما يخرج من مرماه ويتقمص شخصية قلب الدفاع ويسيطر علي الكرة ويمررها لفاران.. وفي ظل دقائق الرعب الكرواتية كاد مبابي ينهي الطموحات عندما اخترق من الناحية اليمني وسدد بقوة أنقذها الحارس وكانت الكرة أشبه بإنذار عنيف لم يفهمه زالاتكو المدير الفني للمنتخب الكرواتي باقتراب موعد انفجار المهاجم وتحوله لعداء من طراز فريد وليدفع منتخب كرواتيا ثمن الاندفاع الهجومي والمساحات الخالية أمام مبابي ولم تمض أكثر من13 دقيقية أقل من6 دقائق علي فرصة مبابي حتي كان المهاجم الأسمر يتسلم تمريرة طولية من وسط الملعب في مساحة خالية لينطلق ويراوغ ويمرر لجريزمان الذي هيأها ومررها لبوجبا علي حدود منطقة الجزاء سددها ارتطمت بالدفاع وعادت له مرة أخري سددها باقتدار وكأنه ينفذ ركلة جزاء في الزاوية العكسية مسجلا الهدف الثالث. وجاء الهدف الثالث ليرفع معنويات المنتخب الفرنسي ويربك كرواتيا وجاءت الدقيقة20 ليحصل مبابي علي مكافآته الخاصة عندما ينطلق هيرنانديز من الناحية اليمني ويراوغ ويمرر لمبابي الذي يسدد بقوة داخل المرمي مسجلا الهدف الرابع الذي قضي علي كل الآمال التي عاد بصيص منها بهدف ماندزوكيتش الذي استغل خطأ لوريس وثقته عندما حاول أن يراوغه فخطف الكرة وأسكنها المرمي مسجلا الهدف الثاني لينتهي اللقاء4 2 وتفوز فرنسا بكأس العالم للمرة الثانية في تاريخها. لوجريت: ديشان باق4 سنوات في أول رد فعل من جانب الاتحاد الفرنسي لكرة القدم علي تتويج المنتخب بطلا لكأس العالم, أعلن نويل لوجريت رئيس الاتحاد استمرار ديديه ديشان مديرا فنيا للمنتخب بعقد يمتد لأربع سنوات مقبلة ليبقي علي رأس الإدارة الفنية حتي المونديال المقبل. وأكد لوجريت أن رهان فرنسا علي ديشان الذي بدأ في عام2012 أتي بثماره عقب الفوز ببطولة كأس العالم بعد الوصول إلي نهائي أمم أوروبا معتبرا المدرب ديشان إضافة كبيرة أعادت الهيبة للمنتخب الفرنسي. نجم اللقاء جريزمان اختارت اللجنة الفنية لبطولة كأس العالم أنطوان جريزمان لاعب وسط مهاجم المنتخب الفرنسي رجلا للمباراة بعد تألقه اللافت وتسببه في3 أهداف منها هدف سجله من ركلة جزاء قاد بها الديوك الزرقاء للحصول علي لقب بطل كأس العالم للمرة الثانية في تاريخها. وتعد هي المرة الرابعة التي ينال فيها أنطوان جريزمان لقب رجل المباراة في بطولة كأس العالم الجارية حاليا. هوجو الثاني أصبح هوجو لوريس حارس مرمي منتخب فرنسا ثاني لاعب في تاريخ الديوك الزرقاء يحمل لقب بطل كأس العالم بعد أن سبقه إلي هذا الشرف ديديه ديشان المدير الفني للجيل الحالي والذي كان قائدا للمنتخب في عام1998 ضمن الجيل الذهبي الذي قاده زين الدين زيدان, وارتكب هوجو لوريس خطأ قاتلا في اللقاء تسبب في تسجيل هدف في مرماه هو الثاني لكرواتيا ليواصل هفواته الكبيرة في المباريات النهائية. ماريو مع وضد بات ماريو ماندزوكيتش مهاجم المنتخب الكرواتي هو أول لاعب في التاريخ يسجل هدفين أحدهما لفريقه والثاني للمنافس في لقاء ضمن منافسات كأس العالم خلال مواجهة أمس في نهائي البطولة. وسجل اللاعب هدف فرنسا الأول في شباك سوباسيتش حارس كرواتيا قبل أن يسجل الهدف الثاني لفريقه في مرمي الديوك الزرقاء ولكنه لم يكن كفيلا بمنح كرواتيا فرصة إحراز اللقب المونديالي وخسرت2-.4 الجائزة 38 مليونا جائزة مالية ضخمة حاز عليها المنتخب الفرنسي من وراء تتويجه بطلا لمسابقة كأس العالم للمرة الثانية في تاريخها تمثلت في الحصول علي جائزة مالية قيمتها38 مليون دولار من جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا. فيما ينال المنتخب الكرواتي الوصيف28 مليون دولار وفقا للجوائز المالية المعلنة من جانب الفيفا قبل انطلاق البطولة.