بترحاب شديد, استقبل الأدباء والمثقفون فوز الأديب عبدالوهاب الأسواني( عقاد الستينيات) بجائزة الدولة التقديرية للآداب, وذلك ثقة في كتاباته التي اتسمت بالواقعية والحرفية والتي بدأها بسلمي الأسوانية عام1970. وتوجها بروايته الأخيرة كرم العنب التي تدور احداثها بعد نصف قرن من غروب ثورة العرابيين. تاريخ الأسواني حافل بالكثير ويري أن ما كتبه جيله من الأدباء وجه الجيل الجيد بثورة25 يناير, بالإضافة إلي تعبيره عن رؤيته حول عدة أمور أدبية وفنية في الحوار التالي: * هل توقعت الفوز بالجائزة.. ولماذا برأيك تأخر تكريمك؟ ** بنسبة60% توقعت الفوز وقد رشحني الأتيليه من ثلاث سنوات ولم يحالفني الفوز, وقد أسعدني الفوز هذه المرة من الجولة الأولي, وكونها تأخرت او تقدمت لا يهم, المهم أنها جاءت دون ان أسعي إليها, فقد رشحني اصدقائي باتحاد الكتاب. * ما رأيك في إعطاء جائزة التفوق لأربع سنوات متتالية لأدباء راحلين.. وهل يعتبر هذا هروبا من إعطائها لأحد بعينه؟ ** لا يعنيني كونه راحلا او علي قيد الحياة فالتكريم لابد وأن يأتي في اي وقت, خاصة ونحن نعلم ان المثقفين لا يمتلكون اموالا كثيرة, فهي مهنة غير مربحة لأصحابها, وقد يكون أبناء هذا الأديب في احتياج لهذه الأموال, خاصة وأن التليفزيون مثلا يتعامل مع الأدباء بأقل الأجور. * ما رأيك في قول الكاتب خيري شلبي عند التصويت علي الجوائز بأن الحاصلين عليها متخلفون عقليا..؟ ** سألت من كتب هذا الكلام وأكد لي انه حصل فعلا, ذهلت طبعا ولكن خيري شلبي اتصل بي وقال هو لم يقصدني بهذا الكلام. * وهل ما قاله الكاتب بهاء طاهر بأن الذين يحصلون علي الجوائز هم الأكثر قدرة علي التربيطات صحيح؟ ** لا أعتقد ذلك فهل تتم التربيطات مع كبار المثقفين؟ لا أظن ذلك. * هل لديك تعقيب علي فوز أحمد رجب بجائزة النيل؟ ** لا استطيع ان احكم عليه لأنني لم أقرأ كل أعماله.. ولكن كنت اتمني أن يحصل عليها جميع من تنافسوا عليها فكلهم يستحقون وأرجو ان يزيد عدد الحاصلين علي هذه الجائزة لأننا امام جيل واسع قد لا يحالفه الحظ للفوز بهذه الجوائز لأنها سنوية. * كيف تري أداء المؤسسة الثقافية الرسمية الآن..؟ ** الدكتور عماد أبوغازي وزير مثقف وعزالدين شكري روائي رائع جدا, لقد قرأت له ولم اكن اتوقع ان كتاباته بهذا الجمال, اثق فيهما واعتقد أنهما سيتقدمان بالوزارة وبأدائها. * كيف تري دور الأديب في الظروف الراهنة؟ ** الأديب يكتب ليقرأ الآخرون. هناك مقولة لتوفيق الحكيم الأديب ليس مصلحا اجتماعيا.. ولكنه مصلح للمصلح وهو يقصد ان الأديب يخلق المصلحين الاجتماعيين, ويقول الأديب يحيي حقي. الأديب هو المدفعية بعيدة المرمي وهو يقصد أن نتائج الأدب لا تظهر الا بعد سنوات وهذا ما حدث بالفعل حيث قال لي أحد شباب الثورة لقد شحنتونا لسنوات وها نحن الآن ننفذ في ميدان التحرير, هذا الجيل جاء بعد ان قرأنا وقرأ أدبنا وأشعر بالفخر له له ولم اصدق ما فعله وقد اتهمناه نحن بالتقصير واللامبالاة وعدم الانتماء ولكنه اثبت العكس. * لماذا نشعر بأن بعض المثقفين منغلقون علي ذواتهم في الوقت الذي تحتاج اليهم مصر حيث تلعب كل التيارات السياسية لصالحها ويراهنون علي عدم الوعي الكافي للشعب المصري؟ ** أشعر بقلق شديد خاصة وان آخر احصائية تقول إن نسبة الأمية في مصر26% وهذه أصوات عليه وسهل التغرير بها, اتمني ان تكون هناك وثيقة نتفق عليها واري ان وثيقة البرادعي هي الأقرب لأنها أقرب للوثائق الدولية المعمول بها ولابد ان يعمل الجميع الآن. * وسط هذه الزحمة من الأعمال الروائية التي نراها تطفو كل يوم علي المشهد الروائي..هل تري ان هناك جيلا من الروائيين يستطيع ان يرسخ اقدامه كما فعل الروائيون الكبار في الأجيال السابقة؟ ** مصر طول عمرها ولادة ولكن الزحمة الكبيرة وخروج كل هذا العدد من الروايات يخلق نوعا من التشويش علي الكاتب الجيد, ويحدث هذا مع كل جيل ولكنه يحدث الآن بهستريا وعلي كل يستمر الكاتب الجيد والأعمال الجيدة وبظني الروائيا يولد روائي من اللحظة الأولي. * البعض يري أن الأعوام القادمة سوف تشهد فيها القصة القصيرة تقدما علي الرواية.. هل تتفق مع هذا الرأي؟ ** حسب المناخ العام يسود الأدب ولا ننسي انه في فترة الستينيات كان المسرح هوالمتصدر للمشهد الإبداعي ثم انتهي ذلك وظهرت أنواع أخري من الفنون وتصدرت المشهد بقوة, وهكذا هو الحال حيث تخرج بعض الفنون في بعض الأوقات ليحالفها الحظ ثم تتواري ليظهر غيرها, فكل جيل وله ذائقته الفنية.