استقبل قسم السموم والطب الشرعي بمستشفيات جامعة المنوفية المئات علي مدار السنوات الخمس الماضية مصابين بحالات تسمم شديدة نتيجة تناولهم حبوب حفظ الغلة فوسفيد الألومنيوم والتي تباع بمحلات البذور والمبيدات وبعض الصيدليات دون رقابة, فيما شهد هذا العام زيادة ملحوظة في عدد المصابين نتيجة انتشار أماكن حفظ الغلال بالمنازل والبيوت ما تفشل معها مساعي أطباء القسم في إنقاذ بعض هذه الحالات لخطورة هذه المادة السامة مما يضطر الأهالي إلي التوجه بالمصابين إلي المستشفي الجامعي بعد فشل المستشفيات الأخري في إسعافهم وقد يتوفي المصاب قبل وصوله إلي مركز علاج السموم بالمستشفيات الجامعية. وأكدت الدكتورة صفاء عبدالظاهر رئيسة قسم السموم والطب الشرعي بطب المنوفية ان استخدام هذه المادة شائع في المناطق الزراعية لكونها متوافرة دون أي نوع من الحذر أو الرقابة علي تداولها واستخدامها بمنافذ بيع المبيدات الحشرية بالرغم من تكرار المناشدة والإبلاغ الرسمي لجميع الجهات المختصة بمدي خطورتها وأن بها سما قاتلا يسبب الوفاة السريعة وليس لها ترياق مضاد إلي الآن, وقالت ل الأهرام المسائي إنه علي الرغم من ذلك مازالت منتشرة ومتوافرة للاستخدام في حفظ الحبوب بالمنازل وخصوصا حبوب الغلة, كما إنها تستخدم كمبيد حشري في الزراعة. وأوضحت أن معظم الحالات التي استقبلها القسم ومركز علاج التسمم والإدمان بمستشفيات جامعة المنوفية كانت من الشباب والأطفال ومعظمها حالات انتحار أو تناول عن طريق الخطأ أو تلوث الطعام نتيجة تلوث الأيدي بالمادة السامة. وأضافت أن خطورة التسمم بهذه المادة تكمن في غاز الفوسفين عند ملامسة المادة للرطوبة أو الماء, مشيرة إلي أن خطورة المركب تكم أيضا في أنه سريع الامتصاص من المعدة وسريع التأثير علي أعضاء الجسم ويتسبب في إصابة الشخص بهبوط حاد في الدورة وفشل بالقلب, بالإضافة إلي عدم وجود ترياق مضاد للتسمم بهذه المادة إلي الآن وكشفت صفاء عبد الظاهر أن لجنة المضاعفات والوفيات بالقسم واللجنة العامة بالمستشفيات سجلت وجود زيادة مطردة في عدد الحالات المعرضة للتسمم بمادة فوسفيد الألومنيوم سواء عن طريق الإصابة العارضة أو عن طريق الانتحار بحبة الغلة مشيرة إلي أنه من بداية عام2017 إلي الآن بلغت حالات التسمم بهذه المادة والتي استقبلها المركز100 حالة وعدد الوفيات49 حيث بلغت نسبة الوفاة49% من عدد الحالات. وناشدت رئيس قسم السموم بمركز الطب الشرعي الإكلينيكي وعلاج التسمم والإدمان بجامعة المنوفية المسئولين ضرورة التدخل السريع لحظر ومنع التداول الحر لهذه المادة وتشديد الرقابة علي منافذ بيع المبيدات الحشرية ومعاقبة المخالفين للحفاظ علي صحة المواطنين وعدم تعريضهم للموت المحقق في حالة تناولها. وأكدت أن أعضاء هيئة التدريس بالقسم أجروا أبحاثا مكثفة للوصول إلي أفضل طرق التشخيص والعلاج, مشيرة إلي أنه تم وضع بروتوكول للعلاج والإسعافات الأولية سيتم إرساله وتعميمه علي منافذ الخدمة الصحية المختلفة بمحافظة المنوفية ويشمل كيفية التعامل عند استقبال الحالة وتحديد التداخلات الممنوعة والتي قد تؤدي إلي تدهور الحالة ومن ثم تعرضها لخطر الوفاة.