من منا لا يتذكر العتبة الخضرا ذلك الفيلم الشهير الذي قدمه الفنان اسماعيل ياسين وبعيدا عن كوميديا النصب عليه واقناعه بشراء الميدان تأتي المقارنة بين الصورة التي قدمها الفيلم والواقع الحالي لتكشف تفاصيل الاختلاف والتغيرات التي طرأت علي ميدان العتبة فتحول من أحد أهم ميادين العاصمة الي سوق شعبي لايخلو من الحركة ليلا أو نهارا حيث يشهد انفلاتا من نوع آخر فلم يشكو أحد من البلطجية والسبب كما وصفه البعض ان المكان شديد الازدحام ولا يمكن لأي بلطجي تهديد أي شخص سواء من مرتادي الميدان يوميا أو الباعة الجائلين الذين يفترشون معظم المساحات الخالية من السيارات لهم ولبضائعهم التي ملأت الميدان لدرجة استغلال بعض الباعة لسلالم محطة مترو العتبة مرورا بالمساحة الموجودة امام مسرح الطليعة الي جانب حركة المرور التي تتأثر بأوقات زحام الميدان. واتفقت معظم روايات الاهالي حيث ان ميدان العتبة من المناطق التي لم يختلف حالها بعد الثورة فالزحام مازال كما هو بل ازداد وزادت معه السرقات حيث يستغل البعض أوقات الزحام لسرقة شنط السيدات بالإضافة الي المشاجرات التي تحدث ويكون سببها في الغالب شرطة المرافق حيث لا يتهاون رجال البلدية- رغم قلة دورياتهم بعد الثورة مقارنة بالحال قبل الثورة في التعامل مع الباعة الذين يرفضون المساس ببضائعهم. في البداية يشكو كرم بائع ملابس علي أحد الارصفة من البلدية لانها علي حد وصفه كانت تقاسمه رزقه قبل الثورة والآن تهدد مصدر رزقه ويتساءل انا مسئول عن أسرة مكونة من6 أفراد اعمل ايه اذا البلدية لمت بضاعتي ناكل منين؟!. ويقول محمد صادق بائع بشتغل في عز الشمس عشان اكسب كام جنيه ازاي حد ييجي يقاسمني فيهم ويري انه يبيع بضاعته بعيدا عن طريق المارة أو السيارات أي انه لا يتسبب في أي زحام حتي يطالبه أحد بإخلاء مكانه ويؤكد ان الوضع لم يختلف كثيرا بعد الثورة فإذا كانت البلدية قبل الثورة تقاسم الباعة رزقهم مقابل مبلغ مادي لترك الوضع كما هو عليه فإن معظمهم الآن يحاولون طردنا من الميدان بشتي الطرق. ويقترح تخصيص مساحة يتم تقسيمها الي أكشاك صغيرة مقابل إيجار يدفعه البائع وفي المقابل يضمن كل باع مكانا آمنا ل بضاعته وعدم التعرض لأي مشاكل ويعترف بأن ازدحام الميدان سببه افتراشه هو وعدد كبير من الباعة الجائلين للمساحة أمام مسرح العرائس والمسرح القومي ولكن في الوقت نفسه هو ده المكان اللي نقدر نشتغل فيه. ويقول عم محمد بائع متجول بملابس أطفال انا بياع باسترزق يعني بضر البلد في ايه؟ ويقول أحنا غلابة مش أحنا السبب في الفوضي دي عشان ده اكل عيشنا. وتقاطعه زينب محمد ربة منزل قائلة اشتري معظم احتياجات أبنائي من العتبة نظرا لإنخفاض اسعار الملابس خاصة الأدوات المدرسية التي تباع بأرخص الأسعار قبل بداية كل عام دراسي وتضيف انها راضية تماما عن حال الميدان رغم زحامه في معظم الاوقات لانها في النهاية مستفيدة من هؤلاء البائعين. وعبرت عن حزنها الشديد عن رؤيتها ل رجال البلدية يقومون بمطاردة الباعة الجائلين لانهم ناس غلابة عايزة تكسب بالحلال. ويقول أحمد عبدالستار وهو شاب يبيع جوارب حريمي انا كنت عاطل وبدأت اشتغل في ميدان العتبة عشان الناس بتيجي تشتري معظم حاجتها من هنا عشان رخيصة ويضيف انه يكسب يوميا حوالي30 جنيها تزيد أو تقل وفقا لحركة البيع والشراء. ويرفض فكرة وجود محلات لانه يستطيع التحرك ببضاعته في أكثر من مكان علي عكس وجود مكان ثابت يدفع عنه إيجارا يأخذ من يوميته القليلة ويصرخ قائلا هما عايزيني ابقي عاطل ولا اسرق وابقي بلطجي انا عندي عيال واللي هيقف في رزقهم مش هرحمه. تحقيق: هند رأفت