بدت القاهرة وكأنها سوق شعبية بطلها الميكروباص وسائقوه وتلاشت ملامح ترويض امبراطوريتهم لتتطاير الوعود بالقضاء علي هذه الظاهرة والسائقون استغلوا غياب الشرطة وابتزوا الركاب ورفعوا الأجرة وتقاسموا المسافات فيما بينهم وفي أحيان أخري عندما يرفض الركاب زيادة التعريفة فإنهم يصرون علي تحميل السيارة بأعداد زائدة لمضاعفة الأجرة بطريقة غير مباشرة الكل يتسابق علي ابتزاز المواطنين المسافرين إلي منازلهم. حتي المسافرون علي خطوط الأتوبيسات والسكة الحديد لايجدون مقاعد او تذاكر للسفر, وجلس الركاب علي الأرصفة انتظارا لمن يأتي ويردع المخالفين لكن ذلك لم يحدث لتصبح معاناة يومية. وأمام مواقف الصعيد بعبود جلست اعداد كبيرة من أبناء سوهاج في انتظار الأتوبيس ولكن المواطنين لا يعلمون ان السائقين يعملون حسب المزاج, تحدثنا إلي سعد برعي احد مواطني الصعيد الذي قال إنه يعمل في احدي الكافتيريات بالقاهرة وأنه يعيش وأسرته في احدي قري محافظة أسوان مضيفا: أسافر كل أسبوع ونقف هنا منذ أكثر من3 ساعات ولم يأت الأتوبيس وضاع أول أيام الاجازة. ويضيف إبراهيم عبدالفتاح من مواطني الإسكندرية إن السائق طلب أجرة27 جنيها وهذه الأجرة غير قانونية لأنها لاتزيد علي20 جنيها في أصعب الظروف لكن الركاب رفضوا وأصروا علي أخذ الأجرة القانونية مقابل ركوب4 اشخاص في الكرسي الواحد من الميكروباص رغم أن حمولته3 فقط, وبالتالي فهو جمع الأجرة التي يحتاجها بطريقة غير مباشرة. توجهنا إلي صبحي سيد أحد الركاب ويبدو علي وجهه حزن شديد سألناه عن سبب حالته فقال إن ما يحدث بالموقف شيء مزعج وهناك إهمال شديد من إدارة المواقف وكأنها بدون مسئول او حاكم يسيطر عليها فكل سائق او حاكم يسيطر عليها فالكل يفعل مايشاء لانهم استغلوا ظروف الحاجة إلي السفر الضروري وغياب الشرطة ويتحكمون فينا بدون وجه حق. لكن الوضع في مواقف الفيوم والواحات بحري والذي يطلق عليه موقف الصباحي بشارع الهرم, كان مأساويا, الفوضي تعم المكان والسائقون يفعلون ما يشاءون ويصرون علي أن تكون أجرة الفيوم11 جنيها رغم أنها لا تتعدي7 جنيهات ونصف الجنيه ولم يجد الركاب سوي الرضوخ لمطالبهم حتي لا يقفوا تحت حرارة الشمس في الشارع ويجلسوا علي الأرصفة. وفي ميدان رمسيس كانت الفوضي عارمة, الميكروباصات تملأ الميدان والأصوات تتعالي وكل سائق يحاول خطف راكب قبل أن يشده زميله السائق لكن كل راكب لا يعلم انه سيدفع الأجرة مضاعفة فأجرة كفر الشيخ وصلت إلي10 جنيهات بدلا من7,5 جنيه, والمحلة12 جنيها بعد أن كانت8 جنيهات والمنصورة14 جنيها بدلا من9 جنيهات وارتفعت أجرة الإسكندرية صحراوي إلي20 جنيها بدلا من17 جنيها وعلي صعيد الوجه القبلي وصلت أجرة أسوان إلي70 جنيها بدلا من60 جنيها وارتفعت أجرة اسنا من50 إلي60 جنيها, ونجع حمادي من45 إلي55 جنيها وكان ذلك من موقف رمسيس غير الشرعي وبات معظم رجال المرور في غفلة عما يقوم به السائقون. ويقول محمد السيد إن الزحام في موقف رمسيس عرض مستمر رغم أنه ليس مكانا للحمولة ورغم ذلك فإن المشكلة تتكرر في كل مناسبة وللأسف السائقون يشترطون التحميل الزائد بأربعة أشخاص في المقعد الواحد بدلا من3 أفراد موضحا أن هذا الأسلوب من السائقين لا يحدث سوي في الأعياد والمناسبات لكن رجب الجمل أحد سائقي موقف رمسيس غير القانوني قال انه مادام الركاب يدفعون الأجرة عن طيب خاطر فلا توجد مشكلة في زيادة تعريفة الركوب وقال الدنيا خربت ايه مش بأيدينا حاجة. ومع كثرة تعدد المواقف تشكو علية محمد منصف من انتشار ظاهرة التحرش بالفتيات داخل المواقف بسبب غياب الرقابة الأمنية وشدة الزحام, فيما يستنكر علي إسماعيل لجوء السائقين إلي تقطيع الطريق, وهو ما يكلف الراكب أجرة مضاعفة تفوق قدراته, فضلا عن استغلال المسافرين في أوقات الذروة لإجبارهم علي الركوب, منتقدا انعدام الوجود المروري, واهتمام رجال المرور بتحرير الغرامات والمخالفات, دون وضع نظام منضبط ومراقبة السائقين.