توافد أهالي المصابين واحتشدوا أمام مستشفيات دمنهور العام وإيتاي البارود وكوم حمادة وبدر, للبحث عن المصابين والاطمئنان عليهم, وقال محمد علي عمر: إنه جاء من قرية كفر بولين بكوم حمادة, يبحث عن والدته هدي محمد إبراهيم جوهر47 عاما, وكانت تستقل القطار, لافتا إلي توجهه لمستشفي بدر وإيتاي البارود للبحث عنها, حتي علم بنقلها إلي مستشفي دمنهور العام عقب إصابتها باشتباه بكسر بالحوض والفقرات. وأضافت نبيلة عبد الشافي, أنها بمجرد علمها بالحادث قامت بالاتصال التليفوني بابنها محمد علي الطالب بالصف الثاني الثانوي, أحد المصابين, ووجدت تليفونه مغلقا, فلم تشعر بنفسها وهي تهرول مسرعة لمكان الحادث وتابعت: لفيت علي ابني المستشفيات حتي وجدته, فبدأت بمستشفي بدر ولم أجده ثم توجهت إلي مستشفي كوم حمادة ولم أجده فتوجهت إلي مستشفي إيتاي البارود; حيث أخبرني المسئولون بها أن ابني كان عندهم وتوجه منذ قليل إلي مستشفي دمنهور وهرولت إلي مستشفي دمنهور وأنا أبكي وعند دخولي المستشفي وجدت أمامي سيدة لم أعرف أنها المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة; حيث احتضنتني وأنا أبكي وقالت لي: متخفيش الحمد لله ابنك بخير, وتوجهت معي إلي ابني محمد. وروي محمود عبد الكريم, طالب بالصف الأول الثانوي الفني, اللحظات الصعبة التي عاشها مع ركاب العربة رقم3 المنكوبة, وقال: إنه عندما اقترب القطار من محطة قرية أبو الخاوي شعرنا بهزة قوية بالقطار من الخلف, ففزعت أنا وزملائي وتوجهنا إلي باب العربة وعندما انشطر القطار إلي نصفين وجدت عددا من المسنين علي الأرض وطلب مني أحدهم أن أنقذه, فرفعته وساعدته لكن الذي أثر في أنني لم أتمكن من إنقاذ الباقين. ومن جانبه أكد الدكتور سعيد عوض, مدير المستشفي العام بإيتاي البارود, أن المستفشي استقبل7 مصابين بالحادث, تم تقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم, معلنا نقل جميع المصابين بإصابات خطيرة لمستشفي دمنهور, ما عدا إبراهيم محمد ونس50 عاما, مقيم بقرية نكلا بمركز إيتاي البارود, المصاب بكدمة بالساعد الأيسر واشتباه بخلع بالساعد الأيسر, مؤكدا رفض المصاب الانتقال لمستشفي دمنهور العام ليظل بالقرب من عائلته بمسقط رأسه بإيتاي البارود, ونشرت إدارة المستشفي كشفا بأسماء جميع المصابين ممن تم تحويلهم للمستشفي العام بدمنهور علي حائط قسم الطوارئ لاستقبال الأهالي والاطمئنان علي المصابين. وأكد محمود عبد العال, أحد شهود العيان من ركاب القطار, أنه فوجئ بأن القطار فرمل بشكل مفاجئ بالقرب من أحد المزلقانات قبل محطة أبو الخاوي بمركز كوم حمادة بقرابة500 متر تقريبا; حيث وجد السائق نفسه في وجه أحد قطارات البضائع. وأشار عبد العال إلي أن سائق قطار الركاب ارتبك نتيجة إصرار قطار البضائع علي استكمال طريقه دون أن يهدئ السرعة, فلم يجد أمامه إلا أن يتنحي جانبا فحدث اصطدام بالعربة الثالثة والرابعة من قطار الركاب والاصطدام كان شديدا للغاية. وأضاف شوقي جمال أحد ركاب القطار, أن قطار البضائع كان يركن وبدأ يتحرك بعد أن قام عامل التحويلة بفتحها ويبدأ القطار في التحرك المفاجئ بقطار الركاب ويصطدم به, أما العربتان الأولي والثانية اللتان انفصلتا عن باقي قطار الركاب استكملتا طريقهما حتي استقرتا في رصيف أبو خاوي. شهامة المصريين وقت الأزمات ذكري الحوادث المتكررة التي وقعت علي هذا الخط المشئوم اقتحمت عقول الأهالي ككابوس مزعج فهبوا من بيوتهم تسابق أقدامهم الريح يحملون زجاجات المياه وأدوات الإسعافات الأولية المتوافرة بين أيديهم, فمجموعة تسارع لمساعدة العالقين وأخري تضمد المصابين وآخرون يحاولون استخراج جثث من توفاهم الموت. انتفض أهالي وجماهير قري مركز كوم حمادة وتوجهوا علي الفور إلي منطقة أبو الخاوي بمجرد سماعهم لخبر وقوع الحادث بين القطارين, كما قاموا بمساعدة رجال الإسعاف في حمل المصابين إلي المستشفيات وأمام المستشفيات اصطف الأهالي للإسراع بالتبرع بالدم كما قام أهالي قري كوم حمادة المجاورة لمنطقة أبو الخاوي بحمل وجبات الغذاء للناجين من الحادث, إضافة إلي قيام عدد كبير من أصحاب السيارات بنقل الركاب الي أماكن إقامتهم القريبة من موقع الحادث وتوصيل البعض منهم إلي الطريق السريع وإلي مواقف السيارات بمركز كوم حمادة كما شهد موقع الحادث تواجد عدد كبير من الأطباء بالقري القريبة من موقع الحادث; حيث قاموا بتقديم الإسعافات الأولية للمصابين بجروح بسيطة لا تستدعي نقلهم للمستشفيات. ارتفاع عدد الضحايا إلي12 و50 مصابا قال الدكتور علاء الدين عثمان وكيل وزارة الصحة بالبحيرة: إن الحادث أسفر عن وفاة12 مواطنا منهم;7 جثث تم التعرف عليها وجثتان أشلاء بمشرحة مستشفي دمنهور وجثتان بمشرحة مستشفي بدر بالإضافة إلي وفاة طفل بموقع الحادث تم تسليم جثته لذويه, كما بلغ عدد المصابين المتبقين في المستشفيات الحكومية39 تم نقلهم جميعا إلي مستشفي دمنهور التعليمي لتلقي العلاج. والمتوفون هم: عبد الشافي محمد عبد الشافي67 سنة من مركز كوم حمادة وأحمد بلال عبد الشافي31 سنة من مركز كوم حمادة ورجب محمد طه إبراهيم38 سنة من إيتاي البارود وهويدا فوزي عبد السلام37 سنة من كوم حمادة وأحمد سمير عبد الحليم ومني توفيق يوسف علي وجثة مجهولة الاسم وأشلاء لجثتين مجهولتين بمستشفي دمنهور التعليمي أما علاء أحمد محمود عبد الوهاب من قرية الحدين بكوم حمادة ومحمد إبراهيم سليمان رمضان من قرية الحدين بكوم حمادة وجثة طفل تم تسليمه لذويه من موقع الحادث بمشرحة مستشفي بدر. خط الحوادث لم يكن حادث أمس هو الأول من نوعه, فقد تكررت حوادث القطارات علي هذا الخط, ففي سبتمبر من العام الماضي, اصطدم قطار بضائع مع قطار ركاب دون إصابات ولا وفيات لكن في ديسمبر2016, أصيب عدد من الركاب لتصادم قطارين في محطة قطار الطيرية بمركز كوم حمادة. تكررت ذات الحادثة في مايو2016, حيث خرج قطار ركاب عن مساره واصطدم بمنازل العاملين بالسكة الحديد لكن دون وقوع إصابات وهو ما حدث أيضا في2015 في منطقة مزلقان النجيلي. الحادثة الأخري, تسبب في إصابة9, كانت عندما تسبب سائق ميكروباص علي نفس الخط في انقلاب جرار قطار في منطقة الجلاتمة بأوسيم, وفي2008 أصيب16 شخصا من ركاب قطار إيتاي البارود بينما أصيب31 راكبا عندما خرج قطار المناشي عن القضبان وسقط في الرياح التوفيقي. عجلة البوجي في بيانها الرسمي أعلنت هيئة سكك حديد مصر, أن سبب تأخر القطار رقم678, ركاب إيتاي البارود القاهرة, بخط المناشي, يرجع لسقوط عجلة البوجي من العربة الثالثة بنفس القطار أثناء مسيره بمحطة أبو الخاوي, ما أدي إلي احتكاكها مع عربة قطار طفلة المخزن علي السكة. ولأن عجلة البوجي دائما ما توجه لها الاتهامات فأسباب سقوطها تشير إلي مسئولية كبيرة يتحملها قطاع الصيانة والسلامة بهيئة السكة الحديد, فهذه العجلة تسقط إما بسبب عوامل طبيعية وجوية تتسبب في صدئها أو تلفها, أو أن الفرملة قد تكون السبب الثاني في سقوطها أو أن المثلث الذي يتم تثبيت عربة القطار فيه بعجلة البوجي قد انفكت.