إيمانا بدور الفن في المجتمع, ومع اقتراب أعياد الربيع وشم النسيم, بادرت مجموعة من طالبات كلية التربية الفنية بجامعة حلوان بتحويل مشروع تخرجهن إلي وسيلة لتجميل واحدة من أهم وأقدم الحدائق في مصر وهي حديقة الحيوان بالجيزة التي غابت عنها اللمسة الجمالية منذ سنوات, وتقوم الطالبات حاليا برسم جداريات فنية لتجميل الحديقة. وتقول الطالبة هبة الله محمد: إن فكرة المشروع نبعت من جدتي المترددة دائما علي الحديقة والتي انتقدت الحالة السيئة التي وصلت إليها ووصفتها بالقبح, وطالبتها بعمل مشروع لزيادة الوعي البصري لدي الزوار, مشيرة إلي أنها توجهت بهذه الفكرة إلي د.تغريد يحيي مدرس مناهج وطرق تدريس والتي دعمتها وأرسلتها بخطاب إلي إدارة حديقة الحيوان ورحبت الإدارة بالفكرة, وبدأ العمل علي تفعيلها بتصميم أول جدارية بطول6 مX5 م أمام قفص الشامبانزي بمشاركة14 طالبة من كلية التربية الفنية, مشيرة إلي أنهن تشاركن في البداية في شراء الخامات والألوان, ولكن بعد ذلك قامت إدارة الحديقة بتوفير الخامات اللازمة لهن وتفاعل الجمهور معهن بشدة, وشارك بعض تلاميذ المدارس والزائرين المحبين للفن التشكيلي في ال8 جداريات الأخري. وتشير الطالبة إسراء عادل إلي أن من بين المواد التي تدرسها في كلية التربية الفنية التدريب الميداني ومنها انطلقت فكرة تنفيذ هذا المشروع, مضيفة أنها شاركت ميرنا سمير في تنفيذ جدارية الغزالة بارتفاع ثلاثة أمتار وعرض مترين في مواجهة باب الرحلات رقم5, وأحاطهم تشجيع الزوار بأجواء من البهجة والفرحة وأبدوا إعجابهم بالفكرة. أما الطالبة ميرنا سمير فتقول: إنها فوجئت بالفكرة في البداية ولم تتوقع لها هذا النجاح نظرا لتخوفها من الاحتكاك أو مضايقات الزائرين, ولأنها لم تشارك من قبل إلا في المعارض المغلقة بقاعات الكلية وساقية الصاوي, لكن ردود أفعال الناس كانت عكس توقعاتها, واعتادت علي الرسم أمام الجمهور الذي يطالب بالتقاط الصور التذكارية معهم, وتمنت ميرنا استمرار هذه التجربة الناجحة وتعميمها في تجميل مناطق المختلفة التي تحتاج للمسة جمالية وطالبت بدعم شباب الفنانين وتوفير الخامات والأدوات اللازمة لذلك. وتقول د. تغريد يحيي المشرفة علي المشروع إنه بدأ منذ أكتوبر الماضي ومن المقرر الانتهاء منه في آخر مارس المقبل, وتم حتي الآن تنفيذ9 جداريات علي الأسوار من الداخل, بمقاسات مختلفة, ومازال العمل جاريا, مضيفة أن جميع التصميمات التي تم تنفيذها من وحي الحيوانات لتلائم أجواء الحديقة, بمشاركة14 طالبة بينهم نعمة الله محمد, ومنة سعيد, ومها عمرو, ورانيا محمود, وميرنا سمير, وهبة الله خلف, وريم فوزي, وأمل حامد, وعقب تنفيذ جدارية الشمبانزي باعتبارها أولي التجارب أمدتهم إدارة الحديقة بالخامات والأدوات اللازمة التي تساعدهم علي إتمام المشروع بشكل لائق, بجانب الرسوم الإرشادية لجذب الزوار وأطفال المدارس وذلك لإعادة مكانة الحديقة لعهدها السابق ورفع الذائقة الجمالية والوعي البصري. من جانبة أشار د. محمد إسحق عميد كلية التربية الفنية إلي أن مفهوم دور التربية الفنية تغير ولم يعد قاصرا علي إعداد المعلم فقط, بل شمل برامج التواصل مع مجالات ومؤسسات المجتمع المختلفة, مشيرا إلي أن المشاركات بمشروع التجميل اختارن حديقة الحيوان كميدان للتدريب وتم التواصل مع إدارة الحديقة ممثله في العميد رشاد رحيم مدير حدائق الحيوان والأسماك واللواء محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية الذين رحبوا بالفكرة وتمت الموافقة علي استقبالهم يوم السبت من كل أسبوع وقاموا بوضع تصور مبدئي ورسم الاسكتشات. وأضاف, أن الكليه بصدد عقد بروتوكول تعاون مع إدارة الحديقة للاستفادة من خبرات طلاب الكلية خاصة في الأعمال التجميلية والإرشادية وتأكيدا لدور الكلية وأبنائها وخريجيها في التواصل مع المؤسسات المجتمعية.