أصبحت مركبات ا التوك توك ا وانتشارها بشكل كبير بجميع شوارع وميادين وقري ومدن مختلف محافظات الجمهورية ظاهرة تحتاج إلي تضافر الجهود لإيجاد حلول جذرية لها بعد أن صارت تمثل ارقماب في معادلة القضاء علي البطالة, فضلا عن أنه بات أحد مصادر الرزق التي تعتمد عليها آلاف الأسر المصرية في تدبير نفقاتها, بالإضافة إلي أنه يعد وسيلة المواصلات الوحيدة واالرخيصة ب التي يعتمد عليها أهالي القري النائية في تنقلاتهم, فضلا عن المناطق العشوائية ذات الشوارع الضيقة التي لا تدخلها السيارات الأجرة, وهو ما يتعارض مع المشاكل والأزمات التي تصدرها الأعداد الكبيرة لهذه االمركبات ب التي لم يصدر إحصاء دقيق بها حتي الآن وتتسبب في اختناقات مرورية تصيب معظم شوارع المحافظات, ناهيك عن حالات التحرش, وصولا إلي قيام البعض باستخدامه في ارتكاب جرائم السرقة والخطف. وفيما انقسم المواطنون حول جدوي استمراره ما بين مؤيد ومعارض بحسب سلبياته وإيجابياته كل من وجهة نظره.. أكد أصحاب االتكاتكب أن الاشتراطات التي وضعتها إدارات المرور صعبة ومكلفة, مشيرين إلي تأييدهم لقرار ترخيص مركباتهم, مؤكدين أنه سيحميهم من مطاردة رجال المرور ويبعد عنهم الشبهات. وجاء قرار مجلس الوزراء الذي فوض المحافظين في المضي في إجراءات تقنين أوضاعه طبقا لظروف كل محافظة, مع تحديد الاشتراطات اللازمة لتشغيله بعد حصر أعداده كمحاولة لوضع حد لأزماته, بينما طالب عدد من المواطنين والنواب ومسئولي المحليات بضرورة صدور قانون شامل ومتوازن يحل كل المشكلات المتعلقة بتقنين أوضاعه وترخيصه. عالم خاص خارج كل الضوابط والقوانين المتعارف عليها يعيشه قائدو مركبات التوك توك داخل محافظة أسيوط بعد أن استباح قائدوها شوارع وأزقة أسيوط لممارسة كل أنشطة البلطجة ووصل إلي حد ارتكاب الجرائم من سرقة وخطف وحتي القتل من خلال هذه المركبات التي باتت كالمرض المزمن الذي ينهش في جسد المحافظة بسبب انتشارها بشكل عشوائي, فضلا عن تشابهها مما سهل من استخدامها في ارتكاب جميع الجرائم التي باتت تؤرق أهالي المحافظة.. علي الجانب الآخر أصبح التوك توك أحد أهم وسائل النقل التي لا يمكن الاستغناء عنها فضلا عن كونه وسيلة للتكسب وتوفير فرص العمل. يقول ناصر شحاتة- مدير مدرسة إن التوك توك بات قاسما مشتركا ووسيلة متصلة بمعظم جرائم القتل والاختطاف ومع الظروف الاقتصادية وبات قائدوه ومعظمهم من الصبية مستهدفين من قبل عصابات القتل والخطف ومؤخرا شهدت قرية بني مجد جريمة قتل بشعة عندما قام مجهولون باقتياد سائق توك توك لتوصيلهم من قريته فزارة مركز القوصية وحتي مركز منفلوط وبينما هم يسيرون بطريق جانبي انقضوا عليه وألقوا بجثته في ترعة بني مجد بعد سرقة التوتوك لتتشح قريته بالسواد خصوصا أن القتيل طالب بالصف الأول الإعدادي والعائل الوحيد لأسرته بعد وفاة والده منذ عامين بعد صراع مع مرض الكبد. لا غني عن التوك توك يشير عبد العظيم سيد عامر محاسب إلي أنه لا غني عن التوك توك كوسيلة أكل عيش بعدما بات بمثابة مصدر دخل للأسر المعدومة وكوسيلة مواصلات حيث يدر دخلا كبيرا ويفتح بيوتا كثيرة كما أنه أصبح أحد أهم وسائل النقل التي لا يمكن الاستغناء عنها بسبب صغر حجم المركبة وقدرتها علي الدخول إلي الحواري والأزقة التي لا يزيد عرضها عن مترين بالقري الفقيرة وهو ما كانت تعجز السيارات عن الوصول وهو ما كان يعاني منه البسطاء من كبار السن الذين لا يقدرون علي الحركة. وطالب حسام عبد الله محمد مدرس مسئولي المحافظة بتطبيق القانون من خلال تحديد لون ثابت لكل مركز علي حدة لمعرفة التكاتك الغريبة ومن ثم حظر دخولها وكذلك الوصول لصاحب المركبة بسهولة حال مخالفته القانون أو ارتكاب جناية وهو ما سيسهل عمل الجهات التنفيذية وملاحقة لصوص التكاتك الذين يقومون بسرقتها وتقطيعها لبيعها كقطع غيار, مشيرا إلي أن القانون خول للمحافظ المختص بعد موافقة المجلس الشعبي المحلي تحديد لون وأعداد وتعريفة الركوب وخط سير التوك توك وكلها أمور غير موجودة وغير مطبقة علي أرض الواقع. شكوي من الرسوم والشروط وفي المقابل قال عادل عبد الحميد محمود سائق توك توك إن المشكلة الحقيقية التي تواجهنا في الترخيص هي الشروط القاسية والرسوم التي تصل ل1000 جنيه وهو ما لا يتوفر مع قائد المركبة الذي يحصل علي بضعة جنيهات في اليوم يستقطع منها البنزين والباقي يفي بمتطلبات أسرته المسئول عنها, فضلا عن أن عددا كبيرا من قائدي هذه المركبات من الصبية ممن لا يتجاوز معدل أعمارهم10 سنوات لظروف أسرهم الصعبة وترخيص المركبة وحصولها علي لوحات يعني تطبيق الغرامات علي المركبة والسيطرة عليها ومن ثم قطع أرزاق هؤلاء الصبية الذين بعضهم ينفق علي عائلة بأكملها. المرور: اشتراطات خاصة للحد من الحوادث ومن جانبه أوضح العميد أحمد التوني مدير إدارة مرور أسيوط أن الإدارة بدأت بالتنسيق مع الوحدات المحلية في مطاردة المركبات المخالفة عقب انتهاء المهلة التي تم منحها لمالكي هذه المركبات لتقنين أوضاعهم وفقا للاشتراطات الفنية الخاصة بالمركبة والتي تتمثل في أن تكون السرعة التصميمية للمركبة لا تقل عن45 كم في الساعة ولا تزيد علي60 كم, وأن لا يقل ارتفاع المركبة عن سطح الأرض عن15 سم وأن تكون السعة اللترية أكثر من50 سم3 وذات محرك رباعي الأشواط أو ذات محرك كهربائي قدرته المستمرة والقصوي أكبر من4 كيلووات, علي أن يتم تزويد مقعد السائق بحزام أمان مناسب ويجب استخدام الغطاء تندة للمركبة المكشوفة تقوم مقام السقف, وتكون جميعها من مواد مقاومة للاشتعال, علي أن يكون الجانب الأيسر المخصص للركاب مغلقا تماما, كما تضمنت الشروط حظر استخدام التوك توك إلا في نقل الأشخاص, بالإضافة إلي منع تسييرها في عواصمالمحافظات أو المدن أو إليها أو في الطرق الرئيسية والسريعة. وأضاف أنه تيسيرا علي أصحاب المركبات تم وضع مندوبين من إدارة المرور بمقار الوحدات المحلية لاستكمال باقي الإجراءات علي أن يتم ترقيم تلك المركبات واستخراج رخص قيادة للسائقين ومنع الأطفال من قيادة تلك المركبات حفاظا علي حياة المواطنين والحد من الحوادث. المحافظ: حملات يومية لمطاردة المخالفين من ناحيته أكد المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط أن المحافظة لن تتراجع عن القضاء نهائيا علي مشكلات التوك توك من خلال السيطرة عليه بتقنين أوضاعه, مشيرا إلي أنه تم توجيه جميع رؤساء الأحياء والمراكز والمدن بسرعة تنفيذ قرار ترخيص مركبات التوك توك واتخاذ الإجراءات اللازمة حيال المخالفين والتصدي بقوة وحزم لمن لم يلتزم بقواعد وشروط الترخيص, مشيرا إلي أنه تم منحهم مهلة كافية لتقنين أوضاعهم للترخيص وذلك بهدف الحد من الجرائم التي ترتكب بواسطة هذه المركبات, مطالبا بمصادرة المركبات المخالفة لحين ترخيصها.