لن تجدي الإجراءات الأمنية في كل دول العالم, ما لم يكشف النقاب عن الحقيقة, والحقيقة تكمن في دول بأكملها, تقف في الضفة الأخري المعادية للسلام والاستقرار العالمي, هذه الدول بنت أجنداتها علي أساس التدمير وتخريب الكون الإنساني, متخذة من الشعارات الواهية, طريقا لتحقيق مآرب شيطانية. ومن المؤسف جدا أن مخابرات دول عظمي وأجهزتها الأمنية, تعلم ذلك وتغض النظر عن ذلك, وتصرف العين عن وضع اليد علي مخبأ الداء, لأسباب جوهرية معلومة, وهي ترك الطوفان يغرق التضاريس دون حراك جدي, يمنع وصول الموج الهائج إلي منازل الأبرياء, وكأن هناك تحالفا خفيا بين من يضرب ومن يتفرج, والهدف هو إشاعة الفوضي العارمة بين الأصقاع والبقاع, وليظل العالم في حالة الغليان الدائم, والمستفيد هو الضارب والمتفرج, والخاسر هي هذه الشعوب المكلومة والدول المغلوبة علي أمرها. فلا أصدق أن هذه الجيوش الجرارة في دول ادعت أنها تستطيع كشف الأقل حجما من الذبابة, وتعجز الآن عن ملاحقة فلول يتنقلون في الأراضي البطحاء من بلد إلي آخر, ويشيعون فسادا من العراق إلي سوريا, فليبيا, والصومال, واليمن, دون أن يبدر أي حل لهذا الانتشار النيراني المريع. نقول: هناك تواطؤ عالمي من جهة دول عظمي لتحريك النيران, وتقليب الجمرات بين مواقد وأخري, لتظل شعوب العالم تكتوي بالسعير الإرهابي إلي الأبد. نقول: عندما أرادت الدول العظمي أن تهلك العراق عملت خلال أربعين يوما, ولمجرد اشتباه فقط, وأصبح العراق كالعصف المأكول, بينما لم تفعل الشيء نفسه مع إيران, بل هادنت وداهنت لمدة سنتين, حتي توصلت إلي مصل تخديري لا يحل مشكلة, وإنما يؤجلها علي الرغم أن ما لدي إيران هو جرم مشهود, ولدي إيران مفاعل نووي قيد التنفيذ, وليس لمجرد شبهة كما كان العراق. القضية واضحة ولا تحتاج إلي تحليل أو تأويل أو تدليل, فقط علينا أن ننظر بعين مبصرة ونفس بصيرة, سنجد أن الإرهاب ما هو إلا صنيع هذا التغاضي, وهذا الانتباه إلي غير المكان المدبر للإرهاب. فالحريق علي الأرض ونافخو الكير كثر, وهم يسعون إلي التوسع علي حساب الدول والشعوب المغلوبة, والعالم يتفرج, فقط يبحث عن الدخان. وما حدث في مسجد الروضة في مصر, لدليل علي أن هناك اليد الطولي لقوي تحرك النيران متي شاءت, وكيف شاءت, وحسب ما تقتضيه مصالحها, لكسر شوكة الدول الراعية للسلام, وجهد مصر في التوفيق بين الأشقاء في فلسطين واضح وجلي, ولربما هذا الجهد لم يرق للبعض, فتمت المجزرة ليس عقابا للصوفية, وإنما هي رفع السبابة في وجه مصر.