اتشحت قرية الكعابي بالفيوم بالسواد حزنا علي فقدان4 من أبنائها لأسرة واحدة منهم ثلاثة أشقاء وابن شقيقهم الرابع التهمتهم بيارة للصرف الصحي في منزل أحدهم, والمثير أنهم توفوا جميعا وهم يحتضنون بعضهم البعض في مشهد ليس له مثيل. وقد صب أهالي الضحايا الخمس جام غضبهم علي المسئولين حيث تعاني القرية من عدم خدمات للصرف الصحي منذ7 سنوات ويضطر الأهالي لنزح مياه البيارات بأنفسهم مثلما فعل الضحايا الخمسة الذين سقطوا في بئر الإهمال واللامبالاة. وقد شيع الآلاف من أهالي قرية الكعابي الجديدة الجثامين في مشهد جنائزي مهيب وودعو الضحايا وسط حزن عم جميع أهالي القرية. ) الأهرام المسائي(توجه إلي منزل الضحايا بقرية الكعابي والتقي ذويهم. في البداية يؤكد محمد إبراهيم عبد الحميد بالمعاش الأب المكلوم الذي فقد ولده والمفجوع في فراق ثلاثة من أشقائه حيث قال ان نجله سيد)28 سنة( والذي يعمل سائقا بالشرطة قي شرم الشيخ ومتزوج منذ7 أشهر فقط قام بالنزول إلي بيارة الصرف الصحي الخاصة بمنزله لتنظيفه وفجأة لم نسمع صوته فقام بالنزول وراءه وبعده عمه ناصر ثم حمدي أحد الجيران ثم عمه عبد الحميد شقيقي الأكبر ولم يخرج الخمسة إلا جثثا هامدة بسبب الاختناق الذي أصابهم جراء استنشاقهم غاز الميثان السام. ويضيف وهو يبكي: مات نجلي وأشقائي الثلاثة بسبب الفقر وإهمال المسئولين لنا فمشروع الصرف الصحي متوقف منذ5 سنوات بالقرية حتي صدأت المواسير التي تم تركيبها بدون مبرر ولانعرف ما السبب في توقفه, لافتا إلي أن أهالي القرية يقومون بكسح) بيارات(الصرف الصحي علي نفقتهم الخاصة حتي إن سيارة الوحدة المحلية تأخذ من كل منزل15 جنيها للقيام بعملية الكسح وتنتظر دورك حتي يقوم المسئول بالحضور لكسح المياه. وطلب الأب المكلوم أن يشمل المسئولون وأهل الخير أسرة شقيقه ناصر برعايتهم, مشيرا الي انه توفي ولديه ستة من الاولاد5 و من البنات بدون أي مورد رزق يحميهم حيث كان يعمل باليومية وليس له معاش من أي جهة ثم بكي الأب بكاء شديد وقال:) أرجوكم ماتنسوش ولاد ناصر دول غلابة ومالهومش حد في الدنيا.أما حسين عبد الستار عبد ربه محاسب ابن عم الضحايا فيقول ان من بين المتوفين حسين)43 سنة( ويعمل فرد حراسة بسجن دمو بالفيوم ومتزوج ولدان5 بنات وولدين ويسكنون في منزل متواضع أصبحوا الآن بلا عائل بعد أن فقدوا والدهم, وناصر)42 سنة( سائق بالتعاقد بالميكنة الزراعية لديه4 بنات وولد, وحمدي رمضان(37 سنة) عامل وكان قادما من الأردن منذ15 يوما فقط ولديه3 أولاد وبنت وسيد28 سنة متزوج منذ7 أشهر ويعمل سائقا وعبد الحميد60 سنة بالمعاش مساعد شرطة ولديه3 أولاد و6 بنات. ويقول رمضان صديق روبي والد الضحية حمدي وهو أحد جيران الضحايا وتربطهم صلة نسب وقرابة إنه سمع خبر سقوط ابنه في بيارة الصرف الصحي وكان في الحقل فذهب مسرعا الي المنزل ليتعرف علي ماحدث ولكنه عندما توجه إلي المنزل شاهد أسوا مشهد في حياته وهو ابنه وهو جثة هامدة وبكل إيمان وصلابة قال الأب انه يحتسبه عند الله حيث إن آخر أفعاله قبل موته هو محاولة إنقاذه لأقاربه وجيرانه. ويؤكد محمود محمد شامخ)42 سنة( رقيب شرطة أحد شهود العيان علي الواقعة أنه كان يجلس في منزله وفجأة سمع أصوات استغاثة بالشارع فذهب إلي منزل الضحايا ليستطلع الأمر فوجد الضحية حسين داخل الخزان بدون حراك تلاه ناصر ثم حمدي.وأخذنا ننادي عليهم بأعلي صوت ولكن لم يرد علينا احد فحاولت النزول لإنقاذهم ولكن عند نزولي برأسي فقط شعرت بدوار شديد فقلت للأهالي أخرجوني بسرعة وبعد خروجي فوجئت بنزول الضحية عبدالحميد, ثم جاء سيد الذي أخذ يصرخ) عمامي.. عمامي( وكان مثل المجنون فخلع ثيابه علي الفور ونزل الي) البيارة( لإنقاذ اعمامه ولكن فشلت محاولته أيضا ليلقوا حتفهم جميعا بسبب إهمال المسئولين في عدم تنفيذ مشروع الصرف الصحي بالقرية. ويضيف عزام محمد إبراهيم أحد جيران الضحايا أنه بعد ذلك منعنا كل الموجودين من النزول في بيارة الصرف الصحي لإنقاذ الخمسة, وقمنا علي الفور بالاتصال بالإسعاف وسيارات الإنقاذ التي تأخرت ساعة ونصف الساعة حتي وصلت وقاموا بسحب المياه وفرغوا أسطوانة الأكسجين الموجودة في سيارة الإسعاف حتي تمكن الأهالي من النزول وانتشال الضحايا. ويضيف ناصر علي إمام مسجد إن هناك شائعة تناولتها إحدي القنوات الفضائية العربية حول الحادث وهو ان الضحايا لقوا مصرعهم بسبب التنقيب عن الآثار وهو خبر عار تماما من الصحة لعدم وجود آثار في بيارات الصرف الصحي. وأضاف: تقرير مفتش الصحة جاء فيه أن الوفاة نتيجة اختناق الضحايا بعد استنشاقهم غاز سام عند سقوطهم في بيارة الصرف الصحي وليس في حفرة للتنقيب عن الآثار كما تردد, مشيرا إلي ان إذاعة ذلك الخبر أثارت غضب أهالي الضحايا وجميع أهالي قرية الكعابي بما فيه من تشويه لسمعة الموتي بغير حق.