DonaldDuck دونالد داك الشخصية الكرتونية الأمريكية الأشهر في العالم البطة البيضاء الشهيرة بالعم بطوط الذي يرتدي ملابس البحار ولا يجيد قيادة السفينة, أنه السريع الغضب والذي يصاب غالبا بسوء الحظ, نتيجة هذا الغضب والتخبط يعود إلي الظهور علي شاشات العالم وهو يرتدي زي رئيس أمريكا الذي يتحدي الملل ويعيد إلينا إنتاج مشاهد جديدة ل والت ديزني, الأمريكية فهو هنا يرقص بالعصا وعلي حائط المبكي يذرف الدموع وعلي كوريا الشمالية يصرخ بالتهديد والوعيد ويظهر الي جانبه عصابة القناع الأسود الذين يرتدون في نسختهم المعدلة الجلباب والذقن والشعوب العربية التي لا تعدو ان تكون أكثر من توتو وسوسو ولولو الذين سيظلون أطفالا مهما كبروا في نظر الكبار المسئولين عنهم وعن مجري حياتهم. انه عالم والت ديزني علي الارض الذي تصدره إلينا امريكا جاهز للعرض بعد وضع السيناريو وتحديد دور الشخصيات ومجري الأحداث, ورغم كل هذه الحرفية في الإعداد والاخراج وتكلفة الإنتاج الباهظة فليس من الضرورة أن تلقي كل الافلام نفس القدر من النجاح, وعلي عكس حالة التشاؤم والغضب التي تبعت زلزال قرار تهويد القدس من قبل النسخة الامريكية الجديدة للدونالد داك ترامب فقد خدم دون ان يدري القضية الفلسطينية المسكوت عنها وأعادها الي سطح الأحداث الدولية بعد ان أغرقتها احداث العالم وصراعاته والربيع العربي التي لم تعد أحداثها تثير الشجون الشعبية وخلع الجميع كوفية القدس بعد أن اختنقت بها رقابهم ويبقي الوضع علي ماهو عليه وعلي المتضرر اللجوء إلي فتح أو حماس. هذا الدونالد داك ترامب الذي يمتطي دوما حصانا خشبيا متوهما أنه سيجعل منه فارسا لم يعد يثير حوله إلا مزيدا من السخرية والشفقة وإحراج أمريكا دوليا, حين يخرج الجميع ألسنتهم لقرار رئيسها معتبرين, إياه هو والعدم سواء في إشارة واضحة الي ان امريكا اما انها تنتهك حرمة القوانين الدولية أو أنها لا تعدو أكثر من دمية إسرائيلية. وسيخرج الحديث عن قرار تهويد القدس من قاعات اجتماعات مجلس الأمن ومن الكونجرس ومن زعماء الدول إلي مصطبة الشارع السياسي الذي بات علي صفيح ساخن رغم انه لم يشم قط ريح شوارع القدس العتيقة ومنذ نعومة أظفاره يعشق صورتها او صورة قبة الصخرة التي تنتشر في كل مكان علي أنها المسجد الأقصي أولي القبلتين وثالث الحرمين الذي لا نعرف ملامحه دون ان يدري احد سر هذا الخطأ الشائع ولا ولم يحاول أحد تصحيحه فنحن من نعتز بالموروثات. وان كانت حسابات هذه البطة الأمريكية قد راهنت علي ان الأمر لن يخرج علي عدة مظاهرات مناهضة للقرار هنا وهناك في الدول العربية وضمان ولاء البعض ممن تتشابك أيديهم في مصالح مشتركة وعلاقات مع إسرائيل من تحت الترابيزة فإنه قد نظر إلي نصف الكوب الذي يبدو مملوءا, والذي لن يكفي ليشربوا منه فهناك نصف آخر فارغ قوي عظمي أخري ومجلس أمن وقوانين دولية.