تمثل الصدمات والمشكلات الصحية والأسرية والمواقف الضاغطة عائقا أمام أي إنسان وهنا تبدو ملامح شخصيتك, وكيفستواجه الشدائد ؟ وكلما كانت استجابة الفرد إيجابية وكان قادرا علي وضع حلول و تطويع قدراته وإمكانيته لمجابهة الأزمة أطلق عليه مرن نفسيا. فانفعالاتنا هي مصدر سلوكياتنا وأمراضنا والمرونة النفسية مناعة تلقائية و وقاية للفردمن الاكتئاب والقلق. فحين تقاوم الأحداث الحياتية بقوة وإيجابية, وتتصدي لها ببصيرة و فاعلية فأنت تتعايش بشكل سلمي مع الأحداث ومع نفسك ومن حولك. وحتي تستمر المرونة النفسية بقوة وفاعلية فأنت تحتاج لصيانة ممتلكاتك الشخصية من مهارة في حل المشكلات وثقة بالنفس وتقبل النقد والفشل. كما عليك بتدريب نفسك علي جمع المعلومات لأي مشكلة من مصادرها حتي تستطيع اختيار الأسلوب الأمثل لاتخاذ القرار و لحلها. كما يمثل الدعم الخارجي سندا لك يقوي جوانب الإيجايبة لديك ويثبتها ولذا عليك بالتواصل الجيد وملاحظة رد فعل الآخرين تجاه سلوكك لتعديل وتحسين سلوكياتك والرقي بها كل فترة. فحتي سلوكياتنا وأفكارنا في حاجة للتحديث والحذف والتجويد لنواكب متغيرات العصر. إن المرونة النفسية ليست مجرد نجاح في التكيف والتعايش الناجح مع الأزمات والعثرات, لكنه مفهوم له أبعاد ذات دلالة منها اتزان الشخصية والصحة النفسية ذلك لأن الاتزان الداخلي نشاط يبذله الشخص لخفض التوتر والمحافظة علي حالة الاطمئنان والاسترخاء البدني. وتري نظرية الإيجابية للحياة أن الإنسان المرن إيجابي بطبعه, فالنظرة الإيجابية في الحياة هي التي تحدد مكانة وقيمة الإنساندون إفراط أو تفريط. نهاية القول الشخص المرن هو الشخص القادر علي التحكم في تصرفاته لديه نظرة واقعية تجاه أمور الحياة, وطموحاته تتناسب مع إمكاناته, وهو الشخص القادر علي إشباع حاجاته الأولوية لأنه مسؤول و داخله خير وحب ونسق من القيم الإنسانية التي تبني المجتمع بالصبر والتسامح و الاستبصار. فالمرونة لا تعني التنازل عن مبادئك, ولكنها البصيرة والقدرة علي قراءة المواقف و ترجمتها بواقعية لوضع البدائل والحلول بعيدا عن التحيز والتعصب والصلابة النفسية.