كشف حادث الهجوم الإرهابي علي مسجد الروضة بغرب العريش واستهداف المصلين أثناء صلاة الجمعة عن وجود تغير كبير في منهج العناصر الإرهابية, متمثلا في استهداف المساجد وقتل أكبر عدد من المواطنين, للإيحاء بتواجدهم وجذب أنظار العالم لسيناء, وأكد خبراء أمنون واستراتيجيون في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي أن ما حدث في سيناء أمس أكبر دليل علي فشل الإرهاب في الصمود أمام الضربات الأمنية الناجحة لرجال الأمن.كما أشاروا إلي أن الحادث يعتبر رد فعل للإعلان عن سقوط خلية التخابر مع تركيا وضبط سيارتين مفخختين بوادي النطرون. قال اللواء محمد زكي الألفي مستشار بأكاديمية ناصر العسكرية والخبير في الأمن الوطني: إن استهداف المصلين بمسجد الروضة دليل علي بدء مرحلة جديدة من مراحل الحرب مع الإرهاب عقب فشلهم في استهداف رجال الأمن أو الجيش, مشددا علي أن الحادث يعتبر أول مرة يحدث استهداف للمساجد بهذا الشكل من العنف والدموية بدون مراعاة للدين, ولا بد من التعامل معهم بدون رحمة أو رأفة, مؤكدا أن مصر تسير في الطريق الصحيح ونجحت في تحقيق ضربات استباقية ناجحة ضد فلول الإرهاب بدليل استهدافهم للمدنيين سواء في الهجوم علي المسجد أو البنك الأهلي. وأكد الألفي أن العناصر الإرهابية ارتكبت الحادث تنفيذا لتعليمات الجهات الممولة والتي أرادت الانتقام من المصريين وإسقاط أكبر عدد من القتلي, فأصدروا التعليمات باستهداف المسجد, موضحا أن الحادث تنفيذ لتعليمات الدول والمنظمات التي تقوم بتمويل الإرهاب بهدف الإيحاء بضعف الأمن, ولكن الحادث كان له نتائج عكسية بإعلان دول العالم دعمها لمصر في حربها ضد الإرهاب, كما أعلنت دول العالم تعاطفها مع المصريين, ولا بد أن يتم الثأر بنفس القوة والقسوة, موضحا أن الشعب المصري لا يروع, والتاريخ شاهد علي بطولاته, كما أن رجال سيناء وأهاليها تحملوا حرب1956 و1967 ولم يغادروا أرضهم أو منازلهم رغم قسوة الاحتلال والحرب في سيناء حتي تحقق نصر أكتوبر. وأشاد سويلم بيقظة قوات الأمن بشمال سيناء ومطاردة العناصر الإرهابية وقتل15 إرهابيا بالإضافة إلي قيام الطيران والقوات البرية بمطاردة باقي العناصر المتورطة في الحادث الإرهابي, مشددا علي أن الحادث الإرهابي يعتبر ردا سريعا علي إعلان الأجهزة الأمنية القبض علي خلية التخابر مع تركيا وضبط السيارتين المفخختين بالبحيرة والتي كانت عناصر إرهابية تجهزها لاستخدامها في عمليات إرهابية, مشددا علي أننا في حرب غير تقليدية لأننا نواجه الإرهاب في5 جبهات وهي الحدود من الاتجاهات الأربع وخاصة الحدود الشرقية والغربية بالإضافة إلي العناصر الإرهابية بالداخل والتي تقوم بأعمال إرهابية بالقاهرة والمحافظات. أكد اللواء محسن حفظي الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية الأسبق أن أي إنجازات تحققها الدولة تسيء للإرهابيين ومن يمولهم, موضحا أن الحادث دليل علي أن الإرهابيين يستهدفون المسلمين والمسيحيين وليس الأقباط فقط مشددا علي ضرورة الضرب بقوة وعزيمة والانتقام من الإرهابيين باستخدام القوة الباطشة لأننا في حرب ضد الإرهاب وأشار إلي أن الحادث هدفه التأثير علي موسم السياحة. وقال العميد خالد عكاشة رئيس المركز الوطني للدراسات الأمنية وعضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف, في تصريحات لالأهرام المسائي إن هدف العملية الإرهابية هو نشر الرعب في نفوس أهالي سيناء حتي لا يقومون بالتعاون مع القوات المسلحة, بالإضافة إلي إرسال رسالة الي قيادات التنظيم الهاربة من سوريا والعراق بأن الإرهاب مازال قادرا علي تنفيذ عمليات إرهابية في سيناء بالرغم من الجهود الكبيرة التي تقوم بها القوات المسلحة. وأضاف عكاشة أن القوات المسلحة قامت بالرد الفوري علي الأرض باستهداف العديد من البؤر الإرهابية الموجودة في سيناء, وتم تدمير سيارتي دفع رباعي من اللذين شاركوا في العملية الإرهابية. من جانبه, دعا اللواء فؤاد علام وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق, وعضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب إلي تشديد الإجراءات الأمنية علي جميع المناطق الحيوية في الدولة وليس شرط أن تكون عسكرية أو شرطية, القضاء علي الإرهاب يجب أن يكون وفقا لرؤية محددة بين كل الأطراف والمجلس القومي لمكافحة الإرهاب يضم كل الجهات الرسمية وكل الوزارات المعنية بالقضاء علي التطرف والإرهاب.