تمرد علي عادات وتقاليد أسرته الريفية الطيبة التي عاش بين أحضانها طيلة طفولته رافضا الاستمرار في الدرب الذي حدده له والده الذي طالما حلم بأن يحقق ابنه ماعجز هو عن تحقيقه من خلال رغبته في استكمال دراسته لينال مكانة تتشرف به عائلته.. ضاق محمد بالضغوط التي كانت تمارسها عليه عائلته خاصة بعد هجره التعليم في مراحله المبكرة وانغماسه وسط رفقاء السوء ببلدتهم عرب الغديري إحدي نجوع مركز شبين القناطر التي تتميز بقربها من أكبر بؤرتين للاتجار في المواد المخدرة الجعافرة ونجوع الخانكة.. زادت حدة الخلافات بين الشاب وأسرته وتحول الأمر لشجار يومي بسبب قضاءه أغلب وقته بين المسجلين وأرباب السوابق الذين استهوته حياتهم حيث كان يعود لمنزله في الأوقات المتأخرة من الليل وفي إحدي المرات قام والده بتعنيفه وطرده من المنزل.. تنقل الشاب كثيرا بين منازل أصدقاء السوء بين منطقتي الخانكة وشبين القناطر الذين تعرف عليهم وانضم إلي أغلبهم في التشكيلات العصابية حيث مارس مختلف أعمال البلطجة والسرقة في الأوقات المتأخرة من الليل وصدر ضده حكما غيابيا بالسجن3 سنوات وأصبح مطاردا من قبل الأجهزة الأمنية.. تعرف الهارب علي شخص يصغره بأربع سنوات يدعي رزق مقيم بمنطقة سرياقوس بالخانكة وعملا معا مع عصابات الاتجار في المواد المخدرة المنتشرة بمحيط سكنه وعملا مع الكثير منهم كناضورجي وجنيا من وراء تلك الأعمال العديد من المال وأصبح صيتهما ذائعا بين تجار السموم.. فكر الصديقان معا في استغلال علاقاتهما بتجار المواد المخدرة وإعادة ممارسة نشاطهما القديم ولكنهما هذه المرة سيقوما بجلب وترويج مسحوق الهيروين لحسابهما الخاصة وتواصلا مع تجار السموم وأعادا نشر اسمهما بين المدمنين وبعد فترة استطاعا جذب أعداد كبيرة منهم لبؤرتهما التي كانت متنقلة بين منطقتي شبين القناطر وسرياقوس.. ذاع صيت تاجرا السموم من جديد بدأت بعدها التقارير الأمنية ترصدهما وعيون رجال مكتب مكافحة المخدرات بالقليوبية التقطتهما حتي تم إعداد عدة مأموريات لاستهدافهما وسقطا في قبضة الأمن وبحوزتهما كيلو جرام من مسحوق الهيروين المخدر كانت معدة للترويج.. كانت معلومات سرية قد تجمعت أمام ضباط مباحث قسم مكافحة المخدرات بالقليوبية تفيد قيام عاطلين بتكوين بؤرة وترويج السموم وتحديدا مسحوق الهيروين بمنطقتي شبين القناطر والخانكة.. وبالتنسيق مع العميد عبد الله جلال رئيس فرع البحث الجنائي بالخانكة وبتكثيف التحريات تبين أن المتهمين كل من محمد زكي31 سنة مقيم عرب الغديري بشبين القناطر ومحكوم عليه غيابي بالسجن3 سنوات والثاني يدعي رزق سيد27 سنة مقيم بسرياقوس.. وبعرض المعلومات علي اللواء محمد الألفي مدير إدارة البحث الجنائي بالقليوبية تم إخطار اللواء محمد الحمزاوي مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية فأمر بسرعة القبض علي المتهمين وتم تشكيل فريق بحث علي مستوي عال بالتنسيق مع قطاع الأمن العام وتم إرسال العناصر السرية لجمع المعلومات اللازمة عن المتهمين لوضع خطة القبض عليه.. وتبين من التحريات تنقل المتهمين بين مركزي شبين القناطر والخانكة واتخاذ المناطق الزراعية وكرا للاتجار بالمواد المخدرة وتحديدا مسحوق الهيروين وتسلمهما منذ عدة أيام كمية كبيرة من المخدر وقيامهما بتريوجها علي المدمنين الذين يترددون علي بؤرتهما في الأوقات المتأخرة من الليل.. وبعرض المعلومات علي النيابة العامة تم تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة وتم إعداد مأمورية من رجال المباحث لاستهداف المتهمين حيث تم نصب العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة بالقرب من الأماكن التي اعتاد المتهمين التردد عليها وخط سيرهما أسفرت عن ضبطهما أثناء استقلالهما دراجة ناريه بدون لوحات معدنية بالقرب من محطة وقود بكفر حمزة وبحوزتهما كمية من مسحوق الهيروين المخدر وزنت كيلوجرام و مبلغ2460 جنيها و هاتفان محمولان وميزان معدني حساس وبمواجهتهما اعترفا بحيازتهما للمواد المخدرة بقصد الاتجار.. تم تحرير المحضر اللازم وتحريز المضبوطات وإحالة المتهمين إلي النيابة العامة التي تولت التحقيق.