لأسباب كثيرة بعضها يتعلق بالوعي والآخر يتعلق بالظروف الاقتصادية ننتحل صفة الطبيب بمجرد ظهور أعراض برد أو أي أعراض مرضية نصف لأنفسنا وللمقربين اسم المضاد الحيوي ونتوجه لشرائه من أقرب صيدلية, وبمجرد حدوث تحسن نتوقف عن استكمال تعاطي الدواء ليبقي في أحد أدراج المنزل في انتظار يد أخري ليتعاطة عضو آخر بالأسرة عند ظهور أي أعراض مرضية ربما تكون مختلفة هكذا نتعامل مع المضاد الحيوي وكأنه سحرقادر علي علاج كل الأعراض, حسب إحصاءات صادرة عن منظمة الصحة العالمية فإن60% من المضادات المستهلكة تصرف بدون روشتة, وتصل ل70% في بعض الدول. استخدام المضادات الحيوية وإساءة استخدامها موضوع خصصت له منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع حملتها للتوعية به بين الجمهور والأطباء ومقدمي الخدمة الصحة, ومن مقرالمنظمة بالقاهرة انطلقت الحملة في حضور ممثلين عن وزارة الصحة وأساتذة الطب خاصة تخصص الميكروبيولجي المهتم بالعدوي وطرق مواجهتها, وفي حضور وسائل الإعلام. ومن المناقشات والكلمات التي ألقاها ممثلون عن المنظمة نخرج بعدة حقائق إن خطورة إساءة استخدام المضادات الحيوية يهدد بردة صحية تفقدنا ماتوصل إليه العلم من إنجازات في مجال علاج الأمراض, حيث تتولد مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية مما قد ينتج عنه الوفاة, وحسب ما أعلن من أرقام فإن750 ألف شخص يموتون سنويا في إقليم شرق المتوسط بسبب أنواع من العدوي بالميكروبات أصبح لديها مقاومة للمضادات, وإن لم يصل الأمر للوفاة هناك آثار أخري يتكبدها المريض وأسرته عندما لايستجيب للعلاج بسبب مقاومة الميكروب للمضاد منها طول فترة العلاج والإقامة بالمستشفي وارتفاع فاتورة العلاج, ومن الأمراض الخطيرة التي تأثرت بمقاومة المضادات مرض السل الذي يحصد سنويا أرواح250 ألف شخص, وأمراض الالتهاب الرئوي والتهاب الجهاز البولي التي تزداد مقاومتها للمضادات الحيوية ويتطلب علاجها تطوير عقاقير جديدة. تسعي منظمة الصحة العالمية من خلال حملتها إلي رفع الوعي حول استخدام المضادات الحيوية وإحداث تغيير في السلوك والرسالة الموجهة هي إحرصوا دوما علي طلب المشورة من طبيب متخصص قبل تناول المضاد الحيوي تزداد خطورة إساءة استخدام المضادات الحيوية مع غياب التشريعات التي تراقب صرف هذه الأدوية واستهلاكها في أغلب الدول. المشكلة عابرة للحدود فمقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية مشكلة سيعاني منها الجميع, وتعرض إنجازات الطب الحديث في مجال عمليات نقل الأعضاء والعلاج الكيماوي وحتي الجراحات العامة والولادات القيصرية كل هذه الجراحات ستكون أكثر صعوبة في غياب مضادات حيوية فعالة للحماية من العدوي وعلاجها, ويعود بالعالم إلي عصور كانت أبسط أنواع العدوي قادرة علي أن تودي بحياة الإنسان. ولتوصيل الرسالة ببساطة للجمهور أعدت المنظمة مواد فيليمية وفيديوهات, نجاح الحملة يحتاج للتعاون بين كل الجهات المعنية وزارة صحة من خلال دور الرائدة الريفية, ووزارة التعليم العالي بعمل ندوات داخل الجامعات خاصة بين طلاب كليات الطب والصيدلة والتمريض, ومشاركة طلاب كليات الإعلام في تصميم حملات للتوعية بخطورة إساءة استخدام المضاد الحيوي, ووزارة التربية والتعليم من خلال مواد العلوم والبيئة وتقديم المعلومات من خلال إستراتيجيات تدريس تقرب المادة العلمية وتبسطها. ومع الحرص عند تناول المضاد الحيوي, نتذكر أن الوقاية خير من العلاج وكثير من العدوي يمكن تجنبه بإتباع السلوكيات الصحية ومنه عدم استخدام الأدوات الشخصية وغسيل اليدين قبل الأكل أكثر أهمية من غسيلها بعد الأكل, وتجنب الأماكن المزدحمة. بعد حضور إطلاق حملة التوعية بخطورة إساءة استخدام المضادات الحيوية بدعوي من إدارة الإعلام بالمنظمة وجدت إجابة عن سؤال يتردد كثيرا لماذا لا نستجيب للعلاج رغم بلبعة الكثير من الأدوية؟