يبدو أن الغرور أصبح هو كلمة السر الأولي والأخيرة في سيطرة الشركة الراعية لاتحاد كرة القدم علي مقاليد الأمور داخل الجبلاية في ظل حال الضعف الشديدة التي يعيشها هاني أبوريدة رئيس الاتحاد في مواجهة تلميذه م. ك رئيس الشركة التنفيذي في الفترة الأخيرة. وشهدت الساعات الأخيرة فضيحة مدوية فريدة من نوعها تمثلت في إخضاع م.ك منتخب مصر الوطني الأول لكرة القدم لسيطرته المباشرة قبل أشهر قليلة من خوض منافسات كأس العالم المقبلة من خلال فرض حصار علي الجهاز الفني وإصدار قرار يمنع كوبر ومعاونيه بالكامل من الحديث لمحرري الصحف بجانب القنوات الفضائية. ولجأ م.ك إلي ورقة تحصين الجهاز الفني وحصره عليه فقط بتوقيع عقود رعاية خاصة مع كوبر ونبيه وفايز ولهيطة وآخرين يمنعهم فيها من الحديث وهي واقعة إن صحت ستثير فضيحة أخري تتمثل في استغلال جهاز المنتخب لمناصبهم في الحصول علي عائد مالي إضافي يخص عملهم التابع في الأساس لاتحاد الكرة ويخضع للرأي العام ومن يريد الحديث مع جهاز المنتخب لابد أن ينال الإذن من م.ك. وتلقي هاني أبوريدة نصائح عديدة وضغوطا كبيرة تطلب منه التدخل لمنع القرار في الفترة المقبلة بحجة أنه جرت محاولة تنفيذه قبل سنوات في الأهلي وتسبب في أزمة كبيرة وتم التراجع عنه وكان من بين قيادات الشركة الراعية حاليا من حارب القرار ورفضه وطلب إنهاءه والذي كان يتمثل في الحصول علي إذن إداري من المسئولين في النادي لإجراء أي حوارات مع اللاعبين أو الجهاز الفني وسداد قيمة مالية تخص الحوار, وكان مشروعا يجهز له وتم التراجع عنه في الأهلي. ويمثل القرار قنبلة من العيار الثقيل وفضيحة مدوية لكونه فريدا من نوعه لم يسبق له مثيل في تاريخ الكرة المصرية, حيث أصبح التسلسل من جانب جهاز المنتخب الحصول علي موافقة رئيس الشركة قبل إجراء أي أحاديث وسداد مقابل مالي نظير هذا وهو إطاحة كاملة بصلاحيات اتحاد الكرة الذي يعد الجهة الوحيدة التي تملك منع الجهاز الفني من الحديث لفترة مع تخصيص متحدث رسمي من مساعدي كوبر. ويأتي القرار من جانب م.ك لتحقيق أكثر من مكسب يسعي له, الأول هو إخضاع الصحف لهيمنته الكاملة تحت مسمي الرعاية والحاجة إلي التعاون مع المنتخب الوطني وتغطية أخباره في المستقبل, والثاني هو التسويق لقناته الفضائية الرياضية ضد باقي القنوات وحرمان باقي القنوات بما فيها غريمه التقليدي أحمد شوبير من استضافة أعضاء الجهاز إلا بعد سداد رسوم مالية وفي الوقت الذي يختاره. وكان م.ح تعمد في وقت سابق إظهار هيكتور كوبر المدير الفني ومساعده المقرب محمود فايز علي شاشة قناته الرياضية, ثم حرم الثنائي من الظهور بعد التأهل لكأس العالم مع شوبير, واكتفي بالموافقة فقط لأسامة نبيه المدرب العام وأحمد ناجي مدرب حراس المرمي في إطار التضييق علي شوبير تحديدا قبل أن يقرر فتح الجبهات الإعلامية ضده عقب عدم قيامها بالترويج له والاحتفاء به بوصفه بطلا من أبطال الوصول إلي كأس العالم بحكم أنه راعي الجبلاية وهو ما أثار الغضب بداخله وسعي للسيطرة بقوة علي الجانب الصحفي بجانب الإعلامي. المثير في الأمر أن قرار الشركة الراعية يتعارض مع فكر أحد أقطاب الشركة وهو أسامة الشيخ رئيس القناة الرياضية, والذي وصفه في وقت سابق بعبارة لعب عيال, واعتبره غير قابل للتنفيذ, ويعد الشيخ أحد أبرز المرشحين لخلافة كامل في الفترة المقبلة في منصبه ودخل دائرة الترشيحات بجانب عمرو وهبي المدير التنفيذي. وبات الجميع يخشي داخل اتحاد الكرة من صدمة منع الصحفيين من الحديث مع الجهاز الفني للمنتخب الوطني في الفترة المقبلة التي ستشهد الإعداد القوي لبطولة كأس العالم. إيهاب لهيطة: ادفع نتكلم معاك اعترف المهندس إيهاب لهيطة مدير المنتخب الوطني الأول لكرة القدم بتوقيع جميع أفراد الجهاز الفني للمنتخب الوطني, علي عقود رعاية خاصة لصالح الشركة الراعية للمنتخب الوطني, مقابل الحصول علي مبالغ مالية علي أن يلتزم جميع أعضاء الجهاز الفني الصمت وعدم الإدلاء بأي تصريحات أو أحاديث صحفية إلا بعد العودة لرئيس الشركة الراعية للحصول علي إذن مسبق. وأشار لهيطة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد علي هامش معسكر المنتخب الوطني إلي أن ما حدث أمر طبيعي للغاية وأن هذه تعتبر حقوقا تجارية, وعلي من يرغب أن يحصل علي تصريحات أو أحاديث مع أعضاء الجهاز الفني للمنتخب أن يرجع للشركة للحصول علي هذه الحقوق مقابل دفع مبالغ مالية تحددها الشركة. وهو الأمر الذي أغضب جميع الحاضرين من رجال الإعلام الذين اتهموا مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة هاني أبوريدة ببيع حقوق الصحفيين في الحصول علي المعلومات الكافية عن المنتخب والتحدث مع جميع أفراد الجهاز الفني دون الحصول علي إذن رئيس الشركة الراعية الذي أصبح يتحكم في رجال المنتخب الوطني سواء الجهاز الفني أو اللاعبين. ولم يعد أمام وسائل الإعلام المختلفة سوي متابعة المنتخب الوطني من خلال المؤتمر الصحفي الذي يعقد في بداية كل معسكر, خاصة بعدما رفض مسئولو الشركة السماح للصحفيين الإعلاميين بمتابعة ربع ساعة من مران المنتخب حيث تم احتجاز الصحفيين لمدة نصف ساعة قبل أن يتدخل إيهاب لهيطة ويسمح لهم بالدخول بعد مفاوضات مع رئيس الشركة الراعية وتدخل هاني أبوريدة.