لكن.. موجودة في كل بلاد الدنيا.. ولا أحد يخاف منها.. وينتابه الرعب.. غير المبرر.. العالم كله مثلنا.. ولكن.. هذه.. كلمة سحر تفتح أبواب النقاش.. والرأي.. والتطور.. ولا يمكن.. أن نلغيها من قاموس التعامل في حياتنا.. وعندما يسود مناخ الديمقراطية.. والحرية.. تزيد استخدامات كلمة.. لكن وبصوت عال.. وبضرورة ملحة.. ولا يستطيع أي إنسان أن يتصور العالم من غير لكن.. هذه.. ليحل محلها.. كله تمام التمام.. ولا نسمع. ولا نري غير نغمة واحدة.. تخفي وراءها.. مشاكل الدنيا.. وهموم العالم!! فقد تري فيلما ممتازا.. من جميع النواحي.. سيطرة المخرج علي أدواته.. استطاعته استخدام المؤثرات.. والموجبات الفنية لم تهرب منه الصورة تعبيرا عن مضمون الفيلم.. استخدامات رائعة للعدسات قربا وبعدا عن الزوم!! اكتشافات جديدة لقدرات نجومه.. كادرات ذات مستويات تعبيرية لا حدود لها.. عبر عن مضمون الفيلم برؤية خاصة.. أبرزت شخصية المخرج.. ولكن تأتي هنا.. لتضيف شيئا.. ولكن ماذا..؟! يوجد عيب في منطقة كذا من التصوير.. كان من الممكن أن يستخدم اللون الأبيض والأسود في التعبير عن الرجوع إلي الماضي الفلاش باك عندما يروي البطل للبطلة ذكرياته التي عاشها في عصر الأبيض والأسود مثلا.. لكن.. هنا أضاف شيئا جديدا!! ولكن.. هذا.. حق للرأي.. والرأي الآخر.. وأثارت ضجة هائلة في هذه الأيام.. عندما استخدمها المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين في فيلمه القاهرة حبيبتي.. ولكن..؟! ولكن.. هذا.. حق للرأي.. والرأي الآخر.. وأثارت ضجة هائلة في تلك الأيام بدأت في مهرجان كان.. وصلت إلي الشارع المصري. وتناقلتها كل الأوساط.. ووصل حجمها إلي حجم قضية عامة.. ويوسف شاهين.. جزء مهم من تاريخ السينما المصرية.. وواحد من أولئك الذين تذوب حياتهم وأفكارهم. وآراؤهم مع شريط سينمائي.. وعندما يستخدم كلمة.. لكن.. فهو علي قدر مسئوليتها وعلي فهم واع لمدي تأثيرها.. وهو يستخدمها بحب لوطنه وفنه.. حتي النحاع وعندما استخدم يوسف شاهين كلمة.. لكن في فيلمه.. فهو قد فتح الباب أمام أسلوب جديد في عالم السينما.. ويمكن أن نطلق عليه اسم الحوار بالكاميرا فهو لم يقل.. كله تمام.. بل قال.. فعلا أنا أحب بلدي.. ولكن هناك أشياء يجب أن نراها.. وأن نستوعبها. وأن نحاول علاجها.. والتغلب عليها.. وهذا من صلب رسالة الفنان.. وليس عيبا أن نكشف عن.. لكن.. التي توجد في حياتنا. ففي كل بلد في العالم توجد أكثر من.. لكن.. في بلدان العالم الأول.. والثاني والثالث توجد.. لكن.. وبمساحات كبيرة.. ولا يخلو فيلم من التعرض إلي لكن هذه دون خوف أو خجل. وثورة التكنولوجيا في عالم الفن.. والمعلومات. والتصوير.. لم تعد تخفي شيئا. فذلك العالم.. يري الآن.. ويسمع كل العالم.. ولا داعي لهذه الحساسية المفرطة عند استخدامنا.. كلمة.. لكن.. بالصوت والصورة.. فاستخدامنا لهذه الكلمة. بهذه الجرأة دليل علي قدراتنا علي تخطي الصعاب. ودليل علي تقدمنا الحضاري.. وممارسة حريتنا في التعبير والتعبير والتقدم!! وإذا كان.. يوسف شاهين استطاع أن يستخدم.. لكن.. في فيلمه القاهرة نرجو أن يظهر.. يوسف شاهين آخر.. ليقدم.. لكن.. من وجهة نظر الرأي الآخر, ويبدأ الحوار الرائع بالصور ة علي الشاشتين.. الكبيرة والصغيرة. فقد آن الأوان أن تحصل الصورة علي حريتها بلا خوف.. أو حساسية!!