الضغوط جزء من تركيبة حياتنا اليومية وما هي إلا حالة من التوتر تنتاب الإنسان بإرادته أو بدون إرادته. فقدتقفز من علي ظهر السفينة مجبرا لأنها تغرق; وقد تقفز من ذات السفينة باختيارك لأنك في سباق أو تخضع لأحد التدريبات. إذن قد يكون الضغط محفزا وقد يكون محبطا. وما يهمنا هنا هو كيفية تخطي الضغوط المحبطة التي نقع بسببها ضحية للاضطرابات النفسية مثل القلق والغضب والاكتئاب والتي تنتهي إما بالمواجهة أو الانسحاب ويترتب عليها آثار سلبية تعرقل تقدمك في عملك وحياتك و تضعف علاقاتك الطيبة بالآخرين. وبناء عليه فإن أول الطرق للنجاة من فخ التوتر هو تدريب النفس علي المرونة والثبات خاصة مع الضغوط المعتادة. بمعني لا تترك المواقف تسيطر علي مشاعرك بل كن أنت يقظا لما يدور حولك وأحسب آثار رد فعلك الغاضب فيما بعد ودرب نفسك أن تعود لتوازنك بأسرع وقت. ولتحقيق هذه المعادلة عليك بمعرفة مصدر معاناتك فإذا كان الموقف الضاغط بسيطا تجنبه و غير طرق تفكيرك المعتادة في حل مشاكلك. مثال إذا كنت تذهب للعمل من طريق مزدحم يسبب لك التوتر فعليك أن تتعلم طرقا أخري بديلة لتصل عملك بكامل أناقتك النفسية دون توتر و ضيق وملل. أما إذا كان الضغط بسبب مشكلات في مجال عملك فعليك أن تتأكد أنك تضع كل شيء في حجمه الطبيعي وإنك تري الأشياء بصورتها الواقعية وليس من خلال وجهة نظرك أو حسب ما يراه من حولك. مثال: إذا كان رئيس قسمك عصبيا أو عدوانيا فلماذا تنزعج أنت ما دام عملك تؤديه بكفاءة دون تكاسل؟ كن واقعيا فرضا كل الناس غاية لا تدرك, ومن ثم عليك أن تتعلم ألا تثير غضبه وتتجنب الاحتكاك به أو إثارته واستفزاذه; واستبدل رؤيتك المثالية للأمور برؤية أكثر واقعية فكلنا معرضون أن نكون هذا الشخص الغاضب أو العدواني لأي ظرف أو محنة. وفي حالة كان الموقف أكبر من حدود إمكانياتك فلابد أن تعيد حساباتك وتحسن مستويات تفكيرك; كن مرنا وأكثر ثباتا فالحياة لا تقدر الضعفاء ولا تتعاطف معهم. تقبل واقعك واجتهد في خفض كل ما يؤثر علي هدوئك واستقرارك النفسي لتنجو من الآثار المرضية المدمرة جراء تكرار الغضب و الاستسلام للمشاكل. إننا في حاجة ملحة ودائمة للإرادة لمقاومة الطاقة السلبية واستعادة توزاننا الداخلي. تعلم الاسترخاء والعفو ولا تتردد في الاستعانة بصديق مخلص إذا اشتد عليك التوتر لتفضفض وتبوح له ليخف الحمل عن نفسك المتألمة وابحثمعه عن حلول بديله, لتتخطي أزمتك بسلام. كن قويا صلبا قادرا علي مواجهة الأزمات بثبات وإصرار وعزيمة. وتذكر قول جبران خليل جبران: ستكون حرا إذا لم يكن لك في نهارك شاغل وإذا لم يكن ليلك مليئا بالاحتياجاتوالأحزان. ولكن عندما تمتليء حياتك بكل هذا ستجد نفسك ناهضا.. شامخا.. متساميا عليها.. منطلقا متحررا من أغلالها فأنت عند ذلك ستكون أكثر حرية. إننا نعيش في عالم مليء بالمشكلات والضغوط و فوق هذا يمر بسرعة فائقة ورغم ذلك نحن لا نستطيع إنهاء حياتنا ولا توقع متي ستنتهي حياتنا. ورغم كل ما نواجه من تحديات وإحباطات إلا أننا نستطيع أن نكون كما نريد فنحن قادرون أن نولد من جديد إذا تمتعنا بالقوة والتفكير الإيجابي الواقعي. فما دام هناك روح تحرك جسدنا وتذكرنا أننا أحياء, وأن لدينا عقلا يرسم مستقبلنا إذا أحسنا التفكير. إذا كل ما علينا هو تحديد موقعنا في الحياة هل هو موقف الضحية أم المحارب الرابح؟