طالعتنا الصحف بخبر حول وجود تطبيق الكتروني جديد يهدف لتوفير خدمات تنظيف المنازل بأيد أمينة ومدربة, وقد طالعت في الخبر أن التطبيق لا يضع في شروط التقدم للعمل أي عوائق بخصوص المؤهلات بل يسمح لجميع حملة المؤهلات بالتقدم للعمل من خلاله لدرجة أنه ووفقا لما جاء بالخبر أن عددا من حملة بكالوريوس الهندسة قد تقدم بالفعل للعمل خلال هذا التطبيق للقيام بأعمال النظافة داخل المنازل وفقا لمساحة كل شقة وعدد ساعات العمل فيها. وهذا الخبر في حد ذاته أثار لدي حالة ذهنية مزدوجة بين الفرحة بأننا أصبحنا قادرين علي كسر التابوهات القديمة وبدأنا في كمجتمع في تغيير نظرتنا المعروفة لممتهني هذه المهنة حيث كان أغلبهم من أبناء الطبقات الفقيرة التي لم تحصل علي قدر كاف من التعليم وبالتالي فقدت الفرصة علي المنافسة من أجل الحصول او حتي التفكير في الحصول علي وظيفة بأي من المؤسسات الحكومية التي باتت تغلق أبوابها أمام حملة المؤهلات العليا أنفسهم بسبب ما تعانيه من تكدس في العمالة الزائدة عن الحاجة الأمر الذي بات يحمل ميزانية الدولة فوق طاقتها منذ سنوات طويلة مضت, لاسيما وأن معظم هؤلاء يشغلون وظائف إدارية ليس لها أي طابع إنتاجي وهو ما زاد من اعتبارهم عبئا علي كاهل الدولة. من هنا بات الاتجاه نحو كسر التابوهات وتغيير نظرة المجتمع ناحية وظائف كان ينظر لها نظرة خاصة أمرا ضروريا. ويبدو لي أن ذلك التطبيق سيكتب له النجاح. وتعود اهمية مثل تلك التطبيقات إلي ما توفره من أمان نفسي نسبي لمستخدميها بفضل جودة الخدمة من جهة وطبيعة مقدميها من جهة أخري وهو ما يتسبب في حالة من الرضا التام بين طرفي التعامل فكلاهما يعرف حقوقه وكذلك واجباته, كما أن مثل هذه التطبيقات في الواقع توفر فرصا كريمة للعمل في مختلف المجالات التي تطرقها فها هي قد بدأت بمجال قيادة السيارات وتلاها مجال العمل في تنظيف المنازل وأتوقع أن تكون هناك مهن أخري كثيرة يمكن العمل بها عبر الانترنت. وظني أنه لايمكن أبدا منع مثل تلك التطبيقات ولا يجب محاربتها بل علي العكس أري أنه يجب تشجيعها والإكثار منها بهدف خلق جو المنافسة بينها لصالح المستخدم الذي يستحق أن ينال أفضل خدمة لقاء استعداده التام لدفع ثمنها. ومن منا لم يكن له موقف سيئ مع أحد سائقي التاكسي في أي محافظة من محافظات الجمهورية ومن منا لم يتعرض لابتزاز ورضخ له لإيثار مبدأ السلامة أولا, وكثيرا ما عانت أجهزة الدولة في التفكير للسيطرة علي ظاهرة الاستغلال التي بدأت في التوحش بين سائقي التاكسي والتي انعكست سلبا علي زوار مصر من العرب أو الأجانب.. وكم من أعمال درامية وسينمائية رصدت تلك الظاهرة علي استحياء, وفيما يتعلق بالتطبيق الالكتروني الجديد أجده استجابة لتعامل المجتمع مع الانترنت الذي بات في متناول نسبة كبيرة من المواطنين علي اختلاف أعمارهم وثقافاتهم وفي معظم الأماكن فقد بات الدخول عليه من ضروريات الحياة تماما كما هي الحال في أوروبا وأمريكا.