ربما لا ينطبق علي تلك الجريمة لفظ واحد يشي بكل عناصرها, إذ تجمع تلك الجريمة مكونات شتي بطلتها هي ضحيتها, فتاة لم تكمل الأربعة عشر ربيعا تتعرض لقهر من أسرتها فتجبرها علي الزواج, من شاب لم يكن هو ما ترغب فيه,وليس هو ذلك الشاب الذي يتحمل أعباء أسرة. تحولت الضحية إلي بطلة جريمة مركبة فقد قادها عقلها القاصر أو ربما بيئتها القاصرة أيضا- التي ينتشر فيها زواج القاصرات بسبب حكم انتشار الجماعة الإرهابية في تلك المنطقة التي تسوغ ذلك وتبرره, فالزوجة القاصرة تعرفت علي شاب أصغر, وربما كانت تبادله الحديث عبر الهاتف المحمول, أو عبر الإنترنت, أو عبر بلكونات البيوت المتلاصقة, فأقامت معه علاقة غير شرعية كانت نتيجتها إصابة لوالد زوجها وقتل لعشيقها. تلقي رئيس مباحث مركز كرداسة بلاغا يفيد بمقتل عمر ماهر17 عاما, طالب علي يد عامل يدعي عبد الرحيم ض.20 عاما, بعد أن تمكن من ضبطه داخل شقته في وضع غير ملائم مختفيا داخل الدولاب. تم تشكيل فريق بحث لكشف غموض الجريمة وأسبابها حيث أكدت التحريات أن المجني عليه يقيم علاقة آثمة مع زوجة الجاني وبتكثيف التحريات وسؤال الجيران بدأت خيوط الواقعة تتكشف لتروي مشاهد من مأساة مروعة. كانت البداية بملاحظة الجيران وجود شاب صغير السن لم يتجاوز العشرين من عمره يتردد علي أحد المنازل خاصة بعد غياب صاحبه وتكرر ذلك أكثر من مرة بل وتأخره لعدة ساعات. وفي إحدي المرات قام الجيران بعد التأكد من وجود هذا الشاب داخل شقة الجاني بالاتصال به هاتفيا وإبلاغه الذي حضر إلي الفور بصحبة والده وطرقا باب الشقة. بدأ الشك يتصاعد داخل الزوج الذي سارع بطرق الباب بعنف إلي أن فتحت له الزوجة وهي في حالة ارتباك شديد, فدفعها الزوج جانبا ودخل يبحث عن الشاب الذي أبلغه الجيران بوجوده. كان والد المجني عليه يبحث مع نجله, فبادر بفتح الدولاب عنوة فكانت المفاجأة, عصا غليظة تنزل علي رأس والد الزوج, مما أثار حفيظة نجله الذي يبدو أنه كان يتوقع ذلك, فبادر الزوج بطعن المجني عليه بعدة طعنات أردته قتيلا. أكدت التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة صحة الواقعة وأن المتهم تلقي اتصالا هاتفيا من الجيران يخبره بوجود أحد الأشخاص مع زوجته فاطمة س.14 عاما, داخل عش الزوجية بمنطقة برك الخيام بكرداسة, وأضافت التحقيقات أن الشاب بمجرد علمه برجل غريب في منزله انطلق برفقة والده قاصدين منزله وحاولا فتح الباب إلا أنه كان مغلقا من الداخل, قبل أن تفتح الزوجة الباب وهي في حالة ارتباك. وأشارت التحقيقات إلي أن الزوج ووالده قاما بالبحث عن المجني عليه بالشقة إلي أن عثرا عليه داخل دولاب الملابس بغرفة النوم, إلا أن العشيق تعدي علي والد الزوج بعصا خشبية مقشة محدثا إصابته بجرح في الرأس محاولا الهرب إلا أن الزوج استل سكينا من المطبخ, وقام بطعنه محدثا إصابته بجرحين بالصدر والجبهة ليسقط غارقا في دمائه, بينما هربت الزوجة واختبأت أعلي سطح عقار تحت الإنشاء. أمرت نيابة حوادث شمال الجيزة تحت إشراف المستشار وائل الدرديري المحامي العام لنيابات شمال الجيزة بتشريح ودفن جثة المجني عليه, كما طلبت سرعة تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة للتعرف علي ظروفها وملابساتها.