54 عاما مضت علي اغتيال الرئيس الأمريكي الشاب جون كنيدي46 عاما ولم يسدل الستار بعد علي الحادث, فحتي الساعة لم يتأكد ما إذا كان الحادث تم بدوافع سياسية عنصرية أم كان مؤامرة أمريكية داخلية علي الرجل حديث المؤامرة يتردد علي ألسنة الكثير من الأمريكيين علي سبيل الترجيح والشك خاصة أن مستندات التحقيق لاتزال حبيسة أدراج مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي إف بي آي. ورغم إعلان المتهم الرئيس في الحادث وقت وقوعه لي هارفي أوزوالد فمازال الشك في أنه كان يعمل بمفرده قائما إلي الآن. فالوثائق الخاصة بالحادث والتي نشرت الخميس الماضي فقط علي موقع الأرشيف الوطني الأمريكي وتم إرجاء نشر أغلبها ستة أشهر إضافية لحين فحصها من جانب أجهزة الأمن الأمريكية تؤكد أن أوزوالد كان قيد مراقبة ال إف بي آي قبل شهر من الحادث في مدينة نيو أورليانز بولاية لويزيانا قبل انتقاله إلي مدينة دالاس بولاية تكساس, وجاء بالوثيقة أن أحد عملاء المكتب كان يعمل مع مصادر كوبية للحصول علي معلومات حول ما يسمي بلجنة اللعبة النظيفة لكوبا التي كانت تؤيد الزعيم الكوبي فيديل كاسترو, وكانت قيادة المكتب علي ثقة من أن أوزوالد ينتمي لهذا الجماعة. وأيا ما كانت التفاصيل التي نشرت بالفعل بعد أكثر من نصف قرن علي اغتيال الرئيس, فإن تأجيل نشر ما يقرب من3000 وثيقة من وثائق التحقيق180 يوما إضافيا لاستبعاد بعضها من النشر يزيد من الشكوك في أن حادث الاغتيال كان مؤامرة مدبرة. استدعاء الماضي واجترار الأحداث لدي المتشككين في الأمر بعد هذه السنوات الطويلة يثير المزيد من الشكوك في نفوس المعنيين من الأمريكيين بحل لغز اغتيال الرئيس الشاب حول حقيقة الأمور, خاصة أن أوزوالد قتل علي يد جاك روبي الذي كان يملك ملهي ليليا خلال نقل المتهم من سجن المدينة, بعد القبض عليه بيومين, ما يرجح فرضية تتردد في الأحاديث الخاصة للأمريكيين أنفسهم بأن هناك من كان معنيا داخل المؤسسات الأمريكية بإخفاء كل معالم الجريمة, لأن المتهم الرئيس قتل, كما قتل قاتله, لقطع الطريق علي أي جهة تحقيق جادة تسعي لمعرفة الحقيقة كاملة مجردة علي التوصل لأي شيء, لغياب الفاعلين الأصليين الذين تفيد الأحاديث الجانبية أنهم كانوا مدفوعين من مؤسسات أمريكية كانت تري ضرورة التخلص من كينيدي, وإظهار الأمر علي أنه حادث..مجرد حادث ارتكبه شخص موتور لا يراد له أن يتكلم أو يبريء ساحته أو يعترف علي من دفعه للقتل. الفرضية الرسمية الشهيرة والتي لم تتبدل علي مدي نصف قرن تقول أن قاتل كنيدي هو لي هارفي أوزوالد, العنصر السابق في مشاة البحرية الأمريكية المارينز الذي عاش فترة في الاتحاد السوفيتي قبل انهياره, ما يوحي بتجنيده لصالح موسكو دون ذكر ذلك, أو ميوله الشيوعية المعارضة خاصة مع محاولة ربطه بمنظمة مؤيدة للرئيس الكوبي الراحل فيدل كاسترو الموالي أيضا للاتحاد السوفييتي, وتقول الفرضية الرسمية أيضا أن أوزوالد تصرف بمفرده وأطلق ثلاث رصاصات نارية من بندقيته علي سيارة الرئيس خلال أقل من6 ثوان, الأمر الذي لا يتفق مع ما تم الإيحاء به من أنه كان يعمل لحساب منظمة مشبوهة! وما يغذي حديث المؤامرة ما نشرته لجنة تحقيق خاصة تابعة للكونجرس الأمريكي عام1979 أي بعد مرور16 عاما علي الحادث, خلصت فيه إلي أن كنيدي اغتيل علي الأرجح نتيجة مؤامرة, وأن شخصين وليس أوزوالد وحده أطلقا النار! تأجيل نشر وثائق الحادث يلقي بظلال ثقيلة علي عملية الاغتيال, ويضرب الشفافية في مقتل, ويزيد من الجدل الدائر حول المؤامرة لأجل غير مسمي, ويؤكد أن سيناريو جديد يجري صياغته بعد مراجعة الوثائق وفحصها واستبعاد بعضها بالصورة التي تتوافق مع الرواية أو الفرضية الرسمية الأصلية لإخفاء الحقيقة إلي الأبد.