تستمر لليوم الثاني علي التوالي اليوم فعاليات مؤتمر دور وهيئات الإفتاء في العالم تحت عنوان دور الفتوي في استقرار المجتمعات تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية, وبمشاركة63 دولة حيث من المقرر أن يناقش المشاركون في المؤتمر اليوم وضع ضوابط للحفاظ علي الفتوي لضمان. استقرار الأمم والمجتمعات وعدم ترك الساحة للمتشددين والمتطرفين من جانبه قال فضيلة الإمام الأكبر إن كلمته في مؤتمر دار الإفتاء المصرية عن دور الفتوي في استقرار المجتمعات هي أشبه بنفثة مصدور أو زفرة مكلوم; بل هي شكوي الغريب أحملها إلي أهل العلم, وسدنة الشريعة وحراس القيم السماوية, مما تعج به الساحة الآن من اكتساح العملة الزائفة للعملة الحرة الأصيلة في مجال الفتاوي وتبليغ شريعة الله للناس, ومن تصدر بعض أدعياء العلم حلقات تشويه الإسلام والجرأة علي القرآن والحديث وتراث المسلمين, وجلوسهم علي مقاعد العلماء, في حملة موزعة الأدوار, وفي جرأة ممقوتة, ما أظنها تخفي علي أحد, ممن يضيق بهذه الفوضي, وينشغل بهذا الهم الذي لا هم يفوق خطره, حتي لو كان هم العيش وضرورات الحياة وأضاف فضيلته أن دور الإفتاء هي الجهات الوحيدة التي يعرفها الناس, ويطرقون أبوابها كلما حزبهم أمر البحث عن حكم الله تعالي فيما يطرأ لهم من شؤون الدنيا والدين, وفيما يرغبون أن تستقيم علي هديه حياتهم: إبراء للذمة وطمعا فيما عند الله.. وكان اختيار المفتي هو بمثابة اختيار لمن يبلغ عن الله تعالي.. وقد تبين لي حين كنت في منصب المفتي أن أغلب أسئلة المستفتين مما تسهل الإجابة عليه, وأن بعضا منها لا يمكن أن يستقل بالإفتاء فيه وقت واحد, مهما بلغ حظه من الإحاطة بعلم الفقه والأصول, مثل: مسائل البنوك, ونقل الأعضاء, وبنوك اللبن, والحقن المجهري وتحديد الجنين, وغير ذلك. وأكد فضيلة الإمام الأكبر أن أهل العلم الصحيح وأهل الفتوي في أيامنا هذه قد ابتلوا بنوع من الضغوط والمضايقات لم يعهدوه بهذا التحدي, وأعني به الهجوم علي تراث المسلمين, والتشويش عليه من غير مؤهلين لمعرفته ولا فهمه, لا علما ولا ثقافة, ولا حسن أدب أو احترام لأكثر من مليار ونصف المليار ممن يعتزون بهذا التراث, ويقدرونه حق قدره ولم يعدم هذا الهجوم المبيت بليل دعاوي زائفة يغلف بها للتدليس علي الشباب, كدعاوي التنوير وحرية الإبداع وحق التعبير, بل حق التغيير حتي لو كان تغيرا في الدين وشريعته, وأصبح من المعتاد اقتطاع عبارات الفقهاء من سياقاتها ومجالاتها الدلالية لتبدو شاذة منكرة ينبو عنها السمع والذوق, قبل أن تبث في حلقات نقاشية, تلصق من خلالها بشريعة الإسلام وأحكام فقه المسلمين عبر حوار ملؤه السفسطة والأغاليط والتشويش والخطأ في المعرفة, والعجز عن إدراك الفروق بين توصيف الفعل في ذاته, والآثار الشرعية المترتبة عليه. واقترح فضيلة الإمام الأكبر علي هذا المؤتمر الجامع لأئمة الفتوي في عالمنا العربي والإسلامي إنشاء أقسام علمية متخصصة في كليات الشريعة أو كليات العلوم الإسلامية باسم قسم الفتوي وعلومها يبدأ من السنة الأولي, وتصمم له مناهج ذات طبيعة موسوعية لا تقتصر علي علوم الفقه فقط, بل تمتد لتشمل تأسيسات علمية دقيقة في علوم الآلة, والعلوم النقلية والعقلية, مع الاعتناء بعلم المنطق وعلم الجدل مطبقا علي مسائل الفقه. من جانبه أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن هناك ظرف عصيب تمر به مصر والمنطقة بأسرها, بل والعالم كله, بسبب تنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف نتيجة إصدار تلك الفتاوي المضللة المنحرفة المجافية للمنهج الوسطي الصحيح واتباعها; مما كان له أسوأ الأثر في انتشار العنف والفوضي, وتدمير الأمن والسلم, وتهديد الاستقرار والطمأنينة التي تنعم بها المجتمعات والأفراد. وقال المفتي إنه إذا كان العالم بأسره ينتفض الآن لمحاربة الإرهاب فإنه ينبغي علي أهل العلم وحراس الدين والعقيدة من أهل الفتوي والاجتهاد أن يعلموا أنهم علي ثغر عظيم من ثغور الإسلام, ألا وهو ثغر تصحيح المفاهيم المغلوطة وصد الأفكار المتطرفة ونشر قيم الدين الصحيحة.