تواجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والكونجرس قرارات حاسمة علي مدي الأشهر القليلة المقبلة والتي يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة علي النظام النووي الدولي, وهي تشمل ما إذا كانت الإدارة الأمريكية ستواصل تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني لعام2015, وماذا تفعل بشأن برامج كوريا الشمالية للصواريخ النووية, علاوة علي خفض كمية الأسلحة النووية لدي روسيا وأمريكا, وكيفية رسم مسار للتخلص من الأسلحة الأمريكية النووية المتقادمة. ومنذ فجر العصر النووي قبل أكثر من70 عاما, نادرا ما واجه العالم صعوبة في مواجهة مجموعة من التحديات الأمنية المتصلة بالأسلحة النووية كما يواجهها الآن. وكما كتب المحلل الأمريكي مايكل كريبون في مركز ستيمسون للأبحاث مؤخرا, فان النظام النووي العالمي متذبذب, وما يزيد الأمور سوءا تصاعد الانتشار النووي عالميا وسط خطوات محدودة للحد منه. وأعرب ترامب عن عدائه الشديد لاتفاقيتين نوويتين أساسيتين تم التفاوض عليهما من قبل سلفه باراك أوباما هما معاهدة الحد من الأسلحة الإستراتيجية( ستارت) لعام2010 مع روسيا, والاتفاق النووي المتعدد الأطراف مع إيران. وهدد ترامب بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران في أي وقت, كما هدد بشكل متهور بالرد علي الاستفزازات الكورية الشمالية ب الحرائق والغضب, ورفض المشاركة الدبلوماسية مع بيونج يانج. كما أنه يعمل علي زيادة حجم الترسانة النووية الأمريكية. وليس من قبيل المبالغة القول أنه بحلول نهاية فترة ترامب الأولي, يمكن أن يواجه العالم سباق تسلح نووي جديد بين الولاياتالمتحدةوروسيا, و برنامج نووي إيراني غير مقيد قادر علي إنتاج مواد نووية كافية للعديد من الرءوس الحربية النووية, وترسانة كورية شمالية من عدة صواريخ باليستية عابرة للقارات مسلحة برءوس حربية نووية. وعلي الجمهور الأمريكي وأعضاء الكونجرس المعنيين والحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة أن يلعبوا دورا مهما في تشجيع الإدارة الأمريكية علي الحفاظ علي التزامات الحد من المخاطر النووية التي لا تزال تفيد الأمن الأمريكي والعالمي. إن الركائز الرئيسية لهيكل خفض الأسلحة النووية بين الولاياتالمتحدةوروسيا, مثل العلاقة الثنائية بينهما والتي تخضع لمستقبل موضع شك. وأكبر تهديد هو انتهاك روسيا المزعوم لمعاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدي لعام1987, وهو اتفاق أساسي ساعد علي وقف سباق التسلح النووي خلال الحرب الباردة وإزالة تهديد كبير لأوروبا. واتهمت الولاياتالمتحدةروسيا باختبار ونشر صواريخ كروز في انتهاك للاتفاقية التي قضت علي جميع أنظمة التسلح النووي الأمريكية والروسية, وتنفي موسكو أنها تنتهك الاتفاق, واتهمت واشنطن بانتهاكه.