علي طريقة وللكلاب حظوظ التي استعرضها عادل إمام في مسرحيته الشهيرة الواد سيد الشغال في لفتة كوميدية ساخرة موجهة للفنانة مشيرة إسماعيل في دور( هدي هانم), الابنة الوحيدة والمدللة لصاحب المنزل الذي يعمل به خادما بعد أن طلبت منه تجهيز وجبة الإفطار بقائمة من الأصناف المفضلة لكلبها المدلل( شحيبر),فكان رده الساخر للتهكم علي رفاهية شحيبر بجملته الشهيرة:والنبي ياست هانم ممكن خدمه..ممكن تكلميلنا شحيبر يكلملنا حد من المسئولين يسفرنا أي بلد عربي؟!. تتجسد نظرة الشاب المصري لفكرة السفر للخارج علي أنه طوق النجاة للهروب من الظروف الطاحنة المحيطة التي يقاسيها في ظل ضيق الأفق في إيجاد الفرص المناسبة ليس فقط لتحقيق طموحاته وبناء مستقبل يليق بها,وإنما في التمتع بكافة حقوقه ومستحقاته في الحصول علي حياة آدمية كريمة تناسب متطلباته وتواكب احتياجاته دون مبالغة أو مغالاه وإن خلت جوانبها من شتي وسائل الرفاهية والراحة.. لذا كان من الطبيعي أن تنطلق طموحات الكثيرين للسفر للخارج مع انطلاق صفارة الحكم لإعلان فوز المنتخب الوطني وتأهله لكأس العالم في روسيا2018, ورغم أن الهدف الأساسي هو حلم تشجيع المنتخب وصعوده وحصوله علي الكأس,إلا أن التعليقات الساخرة لم تخل من إبراز الطموح للسفر لروسيا دون العودة لأهداف أخري كثيرة. وتزايدت وطأة الأمل في قلوب البعض بعد أن أصدرت روسيا بطاقات دخول للراغبين في تشجيع منتخبات بلادهم في بطولة كأس العالم دون تأشيرة,وذلك من خلال الحصول علي بطاقات(FANID) وهي بطاقات خاصة بالمشجعين فقط;لحضور مونديال2018 من دون تأشيرة دخول إلي روسيا,وبعد أن قالت السفارة الروسية بالقاهرة إنه يمكن تقديم طلب للحصول علي البطاقة فقط بعد موافقة فيفا علي طلبك للحصول علي تذكرة المباراة من خلال شرائها من الموقع الخاص بفيفا. وبما أن شعبنا المعروف بانهشعب ابن نكتة يتمتع بأفضلية التعامل مع الأحداث بروح الفكاهة والكوميديا حتي وإن ارتبطت أحيانا بحقائق مؤلمة..فإن تلك النظرة لا تخلو من ربط كل احداث بالمرح والسخرية المصاحبة لعدد هائل من افيهات الهزلية الساخرة,وهذا مايندرج تحت مصطلح كوميديا سوداء. وعلي سبيل التهكم علي كلام بعض المشجعين في الزواج من روسيات كجواز مرور يسمح بالاستقرار هناك,ونظرا لجمال الروسيات التي ينتظر رؤيته معظمهم, انطلقت التعليقات التحذيرية الساخرة التي تلخصت في مجملها بعنوان عشان متفرحش لو هتسافر المونديال..5 حاجات هيقفلوك من ستات روسيا: وهي انهن يعشقن المال..لذا عليك تحضير دفتر شيكاتك قبل وصولك إلي روسيا..غير أنهن نساء يعرفن بالبخل فلا ينفقن إلا علي أنفسهن,فإذا كنت تحلم بالدلع والمنجهة فلا تحلم بامرأة روسية,وغير وجهة طائرتك إلي أي بلد آخر..وثالثا:بيحبوا الأكل فلا تحاول الهروب من زوجتك الثمينة للبحث عن فتاة أحلامك الرشيقة في روسيا,فأنت من الصعب أن تجد امرأة روسية متوسطة الحجم,فالروسيات إما يكن في منتهي الرشاقة أو في منتهي السمنة..أما رابعا فهنعاشقات للكرنب:فكن علي حذر وأعلم أن النساء الروسيات في صدارة عشاق أكل الكرنب,الذي ينفر من محبيه معظم الرجال..وخامسا كلامهن مستفز:فاللغة الروسية هي لغة تستفز معظم سامعيها,نظرا لانحصار معظم حروفها بين حرف ال ش وحرف الخ,فأنت إذا تحدثت مع فتاة روسية سوف يتنهي بك المطاف بشعورك بالإهانة أوالسب. وكأن تلك الأسباب كافية لإقناع البعض بالتراجع عن فكرته في عبور بوابات السفر ورفاهية العيش بالخارج بطريقة كوميدية ساخرة رغم أنها في واقعها ماهي إلا كوميديا سوده لأنها لن تجمح طموحهم للسفر بل تتقزم أمام الواقع العاجز عن توفير الرفاهية.