تحولت منطقة رمسيس وماتحتويه من شوارع الي واحد من أخطر أوكار البلطجة والمخدرات في مصر؟ لاتندهش فما رصدناه من وقائع وماجاء علي لسان الأهالي. يجعل الإجابة عن هذا السؤال نعم وبكل تأكيد خاصة مع الغياب التام لأفراد الشرطة عن المنطقة وعن الميدان, هذا الميدان الذي احتله المئات من الباعة الجائلين من البلطجية أصحاب السوابق الاجرامية وكشفت جولتنا في منطقة الفجالة عن العديد من الصور المرفوضة فقد أكد أهلها أنه لاتوجد أي أحداث بلطجة وقعت لديهم وأن جميع مايحدث من اعتداءات وغيرها يتم قرب الميدان. انتقلنا من هناك الي ميدان رمسيس, هذا الميدان الذي امتلأ بالباعة الجائلين بشكل مبالغ فيه ويبيعون كل شيء بدءا من الولاعات والأشياء الصغيرة وحتي الملابس والأحذية, ولا يمكن أن تسير دونما تصطدم ب فرشة بضاعة هنا أو هناك. هذه المبالغة كان لابد من السؤال عمن وراءها, والعديد من الأهالي أجابونا بأن رجلا يدعي الشبكشي هو من وراء كل مايحدث قائلين لاحد قدر عليه قبل الثورة ولا بعد الثورة...وكل العيال اللي بتبيع دي تبعه وتحت حمايته وبنخاف نتكلم لأنه راجل شراني وايده طايلة. هذا الرجل تسبب في أن يحتل مئات البلطجية ميدان رمسيس بما يبيعونه من بضائع, وقد يحدث لك مالا تحمد عقباه اذا فكرت في الشجار مع أحد منهم حتي وإن كان معك كل الحق, فهم من المتمرسين في أمور البلطجة وخريجي السجون. وبعد محاولات صعبة للخروج من هذا الميدان فوجئنا بما رأيناه بالساحة المحيطة بمسجد الفتح في الميدان, هناك وجدنا عددا كبيرا من البلطجية يفترشون الساحة سواء للنوم أو لبيع الشاي أو لمجرد الجلوس ولامانع من تعاطي المخدرات هناك, وماكان لنا نرصد أو نعلم كل ذلك إلا من خلال الأهالي الذين دفعتهم معاناتهم للتعاون معنا. الأهالي أكدوا لنا أن الأمر وصل الي حد أن خطيب المسجد أصبح يكرر نداءه في كل صلاة جمعة انجدونا انجدونا ومامن مجيب فالوضع هناك أصبح من الخطورة مما يصعب معه العيش في أمان. هنا البلطجية مستخبيين في الناس وعاملين نفسهم بياعين في الشوارع لكن ساعة الجد تلاقيهم ظهروا علي وشهم الحقيقي ومطلعين كل السلاح اللي تتخيليه..سنج ومطاوي وطبنجات هكذا يحكي لنا بائع صحف بالقرب من مسجد الفتح والذي يؤكد أن هؤلاء البلطجية ينشطون يوم الجمعة استغلالا لزحمة صلاة الجمعة وكذلك استغلالا لجو المظاهرات التي طالما ماتنظم يوم الجمعة في ميدان التحرير. هذا البائع اعتدوا عليه منذ أيام واستولوا منه علي عدد من الصحف والكتب المتخصصة في مجال الكمبيوتر ولايجد هذا البائع من يلجأ اليه أو يستغيث به, فالغياب التام للشرطة هناك والذي لمسناه عن قرب يشجع علي أن تصبح تلك المنطقة من أخطر أوكار البلطجة والمخدرات وهذا ما لاحظناه بالفعل. موظف بالشركة القابضة لمياه الشرب التي تقع في الميدان يصف لنا هؤلاء البلطجية ويقول أن معظمهم في سن صغيرة لاتجاوز العاشرة, وجميعهم يحملون سلاحا ولايجرؤ أحد علي اعتراض طريقهم وكثير ممن هربوا من السجون والأقسام بعد جمعة الغضب يتمركزون في تلك المنطقة. صاح أحد الأهالي وهو يتحدث معنا قائلا: وزير الداخلية ده لازم يتشال...إزاي سايبنا في الوضع ده احنا بنفسنا بنشوف لما بنمسك هربانا أو بلطجيا ونوديه القسم بيطلعوه تاني..حرام اللي احنا فيه احنا لاعارفين نعيش في بيوتنا ولانمشي في الشوارع وبناتنا قعدناهم في البيت لأننا مش ضامنين ايه اللي ممكن يحصل لهن. أما مواقف الميكروباص خاصة أمام مبني الطب الشرعي وموقف القللي, فحدث ولاحرج, فالبلطجة هناك مسألة حياة أو موت ولايتضرر منها سوي المواطن العادي, فالمشاجرات بين أصحاب السيارات لاتنتهي وقد تتطور لحد استخدام الاسلحة البيضاء والنارية وهناك من يفرض الاتاوات علي أصحاب سيارات الميكروباص خاصة السيارات التي تقطع طريق سفر. أحد المواطنين قال لنا: رجعت أيام البلطجة والمخدرات تاني...واللي عايز يعيش لازم يدفع وإلا يقول علي نفسه يارحمن يارحيم. تثبيت الناس بعد الساعة12 بالليل أصبح عادة علشان كده بنحاول نروح بيوتنا بدري ونقفل علي نفسنا هكذا قال أحد الأهالي فالبلطجية ومعظمهم من صغار السن يقومون باشهار أسلحتهم في وجه من يمر بأي من شوارع رمسيس ويقومون بالاستيلاء علي كل مامعه, والأخطر أنهم ينتظرون أمام دورالسينما بحفلات منتصف الليل فهذا بالنسبة لهم مورد رزق عالي قوي الحكر والوايلي والقللي أشهر المناطق التي تشتهربها رمسيس في البلطجة وهي المناطق التي يقطنها البلطجية نهارا ويتركونها ليلا لإلحاق الضرر للمواطنين والحصول علي مايشاءون دونما مانع أو رادع.