مابين فوز بطعم فرحة100 مليون مصري بالتأهل لمونديال روسيا2018, وإخفاق علي مقعد اليونسكو,تمضي أيام شهر الانتصارات المعروف بأكتوبرالمجيد, وأجدني مشدودا لإعادة قراءة نص خطاب النصر الذي ألقاه بطل الحرب والسلام الشهيد أنور السادات في16 أكتوبر.1973 وأتوقف أمام عبارات نحتت لتبقي في ذاكرة الأمة, وأمام الرسائل التي تضمنهاالخطاب سواء للمهزوم, أو للخائن من زعماء بني جلدتنا الذي وقف في خندق العدو وأبلغه بساعة الصفر,أولأحفادالانهزاميين وأجيال البنطلون الساقط والمقطع الذين يقللون من العبور العظيم لهزيمة67!! وأيا كان كاتب الخطاب محمد حسنين هيكل, أو موسي صبري, أو السادات نفسه كما أخبرت ابنته الكبري رقية, إلا أنه يعد وثيقة بحق في مهنية كتابة الإحتفاء بالنصر, واسترداد روح الكرامة,وإطالة روح الهزيمة والقهر في نفوس جيش مازال هو العدو الأول مهما كان التطبيع والاتفاقيات مع دولته الصهيونية. إنني اخترت من الخطاب مجموعة من العبارات الخالدة والرسائل البليغة التي نحن في أشد الحاجة للتذكير بها والاعتبار منها والوقوف خلف جنودنا في حرب ضد الإرهاب والفساد والتطرف الممول والمدعوم عربيا وأجنبيا, علاوة علي انه تأريخ لأعظم انتصار في العصر الحديث. 1- إن التاريخ العسكري سوف يتوقف طويلا أمام عملية يوم6 أكتوبر1973, ولست أتجاوز إذا قلت إن التاريخ العسكري سوف يتوقف طويلا بالفحص والدرس أمام عملية يوم6 أكتوبر سنة73 حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب واجتياز خط بارليف المنيع, وإقامة رؤوس جسور لها بعد أن أفقدت العدو توازنه في6 ساعات. وإذا كنا نقول ذلك اعتزازا وبعض الاعتزاز إيمان, فإن الواجب يقتضينا أن نسجل من هنا وباسم هذا الشعب وباسم هذه الأمة, ثقتنا المطلقة في قواتنا المسلحة.. ثقتنا في قياداتها التي خططت, وثقتنا في شبابها وجنودها الذين نفذوا النصر بالنار والدم. أقول باختصار ان هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد خوف إنه قدأصبح له درع وسيف. 2-ربما جاء يوم نجلس فيه معا, لا لكي نتفاخر ونتباهي, ولكن لكي نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلا بعد جيل قصة الكفاح ومشاقه, ومرارة الهزيمة وآلامها, وحلاوة النصر وآماله. 2-نعم.. سوف يجيء يوما نجلس فيه لنقص ونروي ماذا فعل كل منا في موقعه, وكيف حمل كل منا أمانته وأدي دوره..كيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة في فترة حالكة ساد فيها الظلام ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتي تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء. 3- لست أعرف كيف كان لديفيد بن جوريون أن يفكر لو انه كان في مركز القيادة في إسرائيل اليوم؟..هل كان في استطاعته ان يفهم طبيعة التاريخ؟ أم انه كان سيظل كما نري قياده, إسرائيل اليوم في موقف معاد للتاريخ؟ 4- لم يكف الولاياتالمتحدة أن سلاحها هو الذي مكن إسرائيل من تعطيل كل محاولات الحل السلمي لأزمة الشرق الأوسط فإذا هي الآن تتورط فيما هو أفدح, فيما هوأخطر في عواقبه, بينما نحن نقاتل العدوان وبينما نحاول إزاحة كابوسه عن أراضينا المحتلة إذ هي تسارع إلي العدوان تعوضه عما خسره وتزوده بما لم يكن لديه!!. 5- إن السلام لا يفرض.. وسلام الأمر الواقع لايقوم ولا يدوم..السلام بالعدل وحده.. السلام ليس بالإرهاب مهما أمعن في الطغيان,ومهما زين له غرور القوةأوحماقة القوة, ذلك الغرور وتلك الحماقة اللتان تمادي فيهما عدونا,ليس فقط خلال السنوات الست الأخيرة, بل منذ أن قامت الدولة الصهيونية باغتصاب فلسطين. ولقد نسأل قادة إسرائيل اليوم..أين ذهبت نظرية الأمن التي حاولتم إقامتها بالعنف تارة, وبالجبروت تارة أخري طوال ال25 سنة؟, لقد انكسرت وتحطمت. ونختتم بعبارة بليغة تعكس رؤية لعلاقات مصر الخارجية: إن الأمة لم تنس أصدقاءها في الساعات الذين يقفون معها.. ولن ننسي أعداء هذه الساعات الذين يقفون مع عدونا!!