يستهوي فن المايم أو' التمثيل الصامت' الكثير من الشباب من محبي المسرح خاصة وأن التعبير بدون كلام أصعب ويحتاج لمهارات في التمثيل, لكن هذا الفن يواجه العديد من الصعوبات في مصر ولا يجد الدعم الكافي الذي يساعده علي الاستمرار وهي الأزمة التي يعاني منها كل المهتمين به. 'الورشة' هو عنوان العرض المسرحي الصامت الذي قدمته فرقة' مايم يونيت جروب' منذ أيام قليلة في ساقية عبد المنعم الصاوي ويعتبر من عروض المايم الطويلة النادرة في مصر حيث وصلت مدته ل40 دقيقة وقام ببطولته الشباب عبد الرحمن القاضي و أحمد عاصم وعبدالله سلطان وأميرة سامي وإلهام علي ونوران خالد والافكار نتاج ورشة عمل وإضاءة عبد الله الشاعر وديكور محمد فوزي ومكيا سارة البطراوي والصياغة والإخراج محمد عبدالله. ويقول محمد عبد الله إن العرض نتاج ورشة عمل كان الهدف منها تقديم عرض مايم طويل ومختلف عن شكل عروض المايم المعتادة التي عبارة عن مشاهد أما كوميديا أو تراجيديا, وبدأ بعروض صغيرة' وان شوت' بدون' بلاك', عرضت منذ عدة أشهر في مؤسسة أوزوريس تحت عنوان' أوديشن' كتجربة لمعرفة رأي الجمهور فيها ومدي الإقبال عليها, رغم أن فكرة ال'ون شوت مرهقة للممثل وفرص نجاحها قليلة, ولكن هذه الفكرة حققت نجاحا كبيرا وكان الحضور في اوزوريس لا يوصف. ويضيف' لهذا قررت تقديم عرض مايم طويل لأول مرة تجمعه فكرة وقصة واحدة, علي عكس عروض المايم القصيرة المعتادة التي يتم الفصل بينها ببلاك وكل عرض له فكرته وقصته المختلفة, عرض' الورشة' هو نتاج ورشة شارك فيها الشباب بالافكار مثل فكرة الهواتف المحمولة ولعب الفتيات بالشباب وأقنعة الموظفين وباقي العرض فكرتي ثم قمت بصياغة كل هذه الافكار في إطار واحد وفي البداية لم يكن هناك خط درامي يربط بين كل هذه الأفكار وتطلب الأمر مايقرب من3 اسابيع من التفكير والبحث للوصول لفكرة مناسبة تجمع بين هذه الموضوعات إلي أن توصلنا لفكرة الورشة بحيث تدور الاحداث داخل ورشة لصناعة العرائس الماريونت وتتحرك العرائس عندما يغيب عنها صانعها ولكن التركيز لم يكن علي هذه الفكرة بقدر ما كان علي الموضوعات الاخري التي يتضمنها العرض و نراها في المشاهد المختلفة. ويشير إلي أن الناتج النهائي للعرض يراه كل متلقي من وجهة نظره والطريف أن البعض فهم العرض بشكل سياسي رغم أن هذا لم يكن مقصودا, بسبب تسلسل الاحداث ولأنه يقدم انماطا مختلفة من المجتمع بداية من سيطرة التكنولوجيا علي عقلية الشباب والتأثير السلبي لاستخدام الموبايلات والتكنولوجيا علي المجتمع, واهتمام الشباب بالتفاهات والعداء ضد الفن والفنانين ثم مشهد' التطبيل' وأقنعة الموظفين ثم ينتهي الأمر بثورة العرائس علي الصانع وقتله حتي يتحرروا من قيوده. ويقول محمد إنه بدأ تدريب الشباب المشاركين في العرض علي فن المايم منذ مايقرب من10 سنوات وكانوا وقتها أطفالا, ثم جمعهم مرة أخري منذ ما يقرب من عام ونصف للاشتراك في هذا العرض وكان بعضهم قد قام بمحاولات لتقديم عروض مايم بشكل منفرد حبا في هذا الفن, مضيفا أنه شكل' مايم يونيت جروب' في عام2010 لتكون بمثابة وحدة تجمع كل من يهتم بفن المايم في مصر لتدعيم هذا الفن والتعاون فيما بينهم, متمنيا أن ينتشر هذا الفن بشكل أكبر ويحصل علي ما يستحقه من اهتمام ويكون له وجود حقيقي في مصر مثل أوروبا ودول العالم الاخري, ففي اوروبا يلعب الفنانون المايم في الشوارع وله جمهور كبير بينما في لا يوجد في العالم العربي كله مهرجان واحد للمايم' فن التمثيل الصامت' الذي يعد أول لغة عرفها الانسان, وحتي الان لا يتم تدريسه في المعهد العالي للفنون المسرحية. ويؤكد أن هذا الفن غير معترف به في مصر بالشكل الكافي ولهذا قرر الفنان أحمد نبيل الاعتزال رغم أنه يعتبر المصنف رقم3 علي مستوي العالم في هذا الفن- وهوبعد مارسيل مارسو أفضل فنان مايم عرفه التاريخ-, وذلك بعد أن يأس من مصر تماما ومن حصول هذا الفن وصناعه علي مساحة من الاهتمام, مشيرا إلي أن نبيل حاز علي العديد من الجوائز من دول العالم بينما التكريم الوحيد الذي حصل عليه في مصر من مهرجان القاهرة لسينما الأطفال, وهو ما يدعو للتعجب لأن فن المايم ليس موجها للأطفال فقط حتي يتم التعامل معه بهذا الشكل, وما يحتاجه هذا الفن هو دعم الجمهور له والاقتناع بأنه يمكن مشاهدة عروضه مثل المسرح العادي.