ما بين نساء بلا غد ونساء في الحب والمقاومة تنقل مساء أمس جمهور وضيوف مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي, فالعرض الأول من مصر والثاني من تونس الشقيق. قدمت فرقة المعهد العالي للفنون المسرحية نساء بلا غد علي خشبة مسرح مركز الإبداع الفني من تأليف جواد الأسدي وإعداد وإخراج نور غانم, ويتناول العرض مأساة ثلاث لاجئات سوريات, يتقاسمن الحياة والمعيشة بتفاصيلها في ملجأ بألمانيا; حيث لم يحصلن بعد علي حق اللجوء وتدور الأحداث ما بين الملجأ ومكتب المحقق الذي يحقق معهن للموافقة علي اللجوء, وتظهر العلاقات المتوترة بينهن ونتعرف علي ظروف خروجهن من سوريا التي لم تكن طبيعية علي الإطلاق وأثرت علي شعورهن بالأمان والاستقرار. الشخصية الأولي هي مريم الفتاة المتدينة التي تعرضت للاغتصاب علي يد داعش تحت مسمي جهاد النكاح, والثانية فاطمة الممثلة الشهيرة التي تعرضت للاعتقال والإهانة علي يد الأمن واضطرت للهرب من البلاد, والثالثة أديل التي فقدت طفلتها برصاصة طائشة نتيجة للنزاع الدائر في البلاد. أما عرض نساء في الحب والمقاومة فهو لفرقة مسرح البديل من تونس تأليف مريم العكاري وإخراج فتحي العكاري وهو تأمل في واقعنا المعاصر ورهاناته وهي محاورة لأطروحتان من يحكمنا ومرجعياته ومساءلة لكيف يحكمنا, واعتراف بحق المرأة التونسية وتاريخ نضالها وتمردها علي السلطة الذكورية. من جانب آخر اختتمت أمس جلسات المحور الفكري لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي, بمائدة مستديرة تحت عنوان الخروج من الخطاب السائد والبني التقليدية إلي آفاق المعاصرة والتجريب بحضور د. سامح مهران رئيس المهرجان, والناقد أحمد خميس, والناقدة هبه بركات. وتناول الناقد أحمد خميس في كلمته مسرح ما بعد الدراما, قائلا: يستخدم المصطلح في المقام الأول لوصف نوع من المسرح دون التخلي عن المفاهيم المتعلقة به, والمناسبة له, بالإضافة إلي فك ثنائية الدراما والمسرح التجريبي, فهو مسرح يسعي إلي تغيير المتفرج, مثل العرض المسرحي المشارك في فعاليات المهرجان خريف من المغرب, فهو واحد من العروض الدالة بقوة علي مسرح ما بعد الدراما لأن هناك اهتماما كبيرا بالجسد والصوت والتعبير بالموسيقي باعتبارها عناصر فعالة في العرض المسرحي, فهو نص مكتوب عن قصة حقيقة لأخت مخرجة العرض, وأعادت صياغتها كعرض مسرحي. بينما رفض د. سامح مهران المفاهيم الوضعية لبناء المعرفة, معتبرا أن مسرح ما بعد الدراما هو مجموعة ملامح أساسية تميز المصالحة بين المسرح والسوق, قد يكرس في العرض المسرحي ما يسمي بأخلاق السوق, بالإضافة الي فكرة الدعم المتبادل بين الخشبة والصالة في نوع من أنواع المسرح التفاعلي. وأشار الي البعد الرابع المتمثل في الخفوت الدرامي وبروز الأداء, وأوضح الفرق بين الممثل و المؤدي, حيث إن المؤدي هو مؤلف يمزج ما بين الذات والموضوع في وحدة لا تقبل الانفصال, ولديه قاموس من الأغاني الشعبية والحركات الراقصة وفقا لظروف العرض, والمزج ما بين ما هو تراثي وحديث.