أنا زهقت زهقت من الجمود, من الجمود, من التشابه.. من التكرار, من عدم وجود وسائل تعبير جديدة لردود أفعالنا!! لاحظ معي وأنت تشاهد فيلما.. أو مسلسلا أو مسرحية, لاحظ رد فعل الممثلين عن موقف معين.. تجده متشابها تماما مع كل الممثلين تقريبا, عندما يقف الممثل أمام حدث معين يتطلب رد فعل معينا, فإنه لا يجد جديدا, إنك تري نفس التعبير الذي قدمه من قبل أكثر من ممثل, وبدقة متناهية علي وجه الممثل الذي تراه!! ولم يتوقف صديقي النجم عن الكلام, بل اندفع بحماس يشرح سبب أنه زهقان.. كلنا نعلم أن لكل فرد رد فعل طبعا.. وهذه مسألة حفظت تماما.. ولكن لكل فعل رد فعل مختلف رد فعل مختلف رد فعل مختلف.. لا يمكن أن تكون كل ردود أفعالنا متشابهة. وإلا أصبحنا جميعا متشابهين نفسيا واجتماعيا وثقافيا وبيولوجيا.. أيضا.. فكل فرد يتفرد بالتعبير عن الفعل الذي يحدث له برد فعل خاص به.. هذا ما يجب؟! ولكن الذي يحدث.. أننا أصبحنا نخشي من بعضنا ردود الأفعال عن المواقف التي نتعرض لها.. بحيث أصبحنا ونحن نتصرف كأننا أنماط حتي في الأحاسيس الذاتية.. مثلا لو حدث ورأيت علي الشاشة بطلا يتعرض لموقف حب..ورد فعله, تنهيدة, وعيون رائقة.. دمعة حائرة.. نظرة إلي ما لا نهاية.. ربما.. تحطيم الفنجال الذي يمسكه!! وإذا تعرض إلي موقف رعب.. رد فعله.. صرخة.. أو جري وإغلاق الباب, وتأمل رد الفعل هذا في الأعمال.. الكوميدية.. وأصبحت محفوظة تماما للمشاهد, فكثير من ممثلينا لم يتركوا, رد فعل.. نجيب الريحاني.. أو.. فؤاد المهندس.. أو عبد المنعم مدبولي.. أو شارلي شابلن حتي الآن, وأصبح المشاهد لا يجد جديدا يضحكة أو يبكيه!! وأخيرا.. الممثل نفسه يجب أن يعلم أن لكل إنسان في شخصيته جزءا خاصا به.. لا يعرفه أحد غيره.. ولا يمكن الوصول إلي خفايا هذا الجزء.. فهو جزء.. يحرص الشخص علي أن يظل مجهولا للآخرين.. يولد معه.. ويرحل معه!! هذا الجزء الخاص الذي لا يعرفه أحد, يوجد أيضا في الشخصية التي يكتبها المؤلف, ويخرجها المخرج, ويمثلها الممثل, وعلي الممثل أن يهتم بهذا الجزء الخاص الذي لا يعلمه أحد.. لأن هذا الجزء هو ملك خاص للممثل.. يستطيع بما له من موهبة وقدرات وثقافة أن يبدع فيه.. أن يقدم من خلال هذا الجزء.. هذا التفرد الذي يجعل من الممثل لونا.. خاصا.. ونجما يعرف السر الذي يجعله ساطعا علي الدوام!! وانتهت رحلة الدرس.. لحكايتنا السينمائية المهمة؟!