واستغل قيادته لسيارة الإسعاف لإخفاء النبات المخدر داخلها حتي لا ينفضح أمره وحقق أرباحا مادية لا بأس بها ولم يضع في الحسبان علي الإطلاق أن يقع في أي لحظة بين يدي الأجهزة الأمنية متهما في قضية مخدرات يلوث بها سمعة أسرته ويقضي علي مستقبله الوظيفي وراح ينفذ عملياته بإتقان شديد بالتنسيق مع المصدر السري الذي يدبر له البانجو السيناوي الفاخر ويكلفه بتسليمه لأحد تجار المخدرات. وأغري زميلا مسعفا يتحرك معه في رحلاته المكوكية لنقل المصابين للمستشفيات أن يساعده ويكون العين الثاقبة التي يري بها ووعده بمكافأة مالية مجزية مع كل عملية يقوم بها. وانتعشت أحوال الاثنان خلال فترة قصيرة ولاحظ المقربين لهما انتعاش أحوالهما المادية غير المناسبة بالمرة مع دخلهما الشهري وأوقع الحظ العثر السائق والمسعف في شر أعمالهما عندما استدعاهما شخص ينتمي لأصول بدوية يعرفهما جيدا وعرض عليهما حمل لفافات من النبات المخدر واستلامها منهما بالإسماعيلية وبدون تردد أو خوف من العواقب الوخيمة سال لعاب الإثنين معا ووافقا علي القيام بهذه المهمة علي أكمل وجه وبعد تخطي الارتكازات الأمنية شرق قناة السويس وغربها علي خلفية ذهابهما للمستشفي العام لتوصيل مريض بسيارة الإسعاف وعقب انتهاء مهمتهما خرج السائق يحمل حقيبتين من البلاستيك بين يديه وشاهده أحد أفراد الأمن الإداري بالمنشأة الصحية وطلب منه الاطلاع علي ما بداخلها لكنه رفض وشك في أمره واستدعي زملاءه الذين أصيبوا بذهول تام أثناء استخراجهم لفافات البانجو وتم التحفظ علي السائق والمضبوطات وانتقل رجال مباحث الإسماعيلية سريعا للمستشفي العام وألقوا القبض عليه مع صديقه المسعف وتحرر المحضر اللازم لهما وتولت النيابة العامة التحقيق في الواقعة. وكان اللواء محمد علي شحاتة مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء أحمد عبد العزيز مدير إدارة البحث الجنائي لفحص المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يزاول من خلالها العناصر الإجرامية بيع المواد المخدرة الذين يقوموا بتجنيد أشخاص معدومي الضمير في وظائف حكومية تسمح لهم بالتنقل بين الارتكازات الأمنية دون تفتيش حسب مهام عملهم والاستفادة منهم في توريد حصص ثابتة من الهيروين والحشيش والأفيون والبانجو والبرشام لعملائهم تمهيدا لطرحها للشباب الذي يقبل علي شرائها وتم الاتفاق علي وضع الخطط المناسبة لاستهدافهم وضبطهم وتقديمهم لمحاكمات عاجلة للقصاص منهم لاسيما وأنهم يعدوا السبب الرئيسي في دفع المدمنين لارتكاب جرائم القتل والخطف والسرقة والاغتصاب والتحرش الجنسي فضلا عن زيادة حالات الطلاق بين المتزوجين منهم والتي ينتج عنها دوما تشريد أبنائهم. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد مدحت منتصر رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت وكيل إدارة البحث الجنائي والمقدم محمد سليمان رئيس مباحث ثالث ومعاونيه النقباء أحمد هديب وإسلام مشهور ومحمد خضر وعصام شاهين دلت تحرياتهم أن المدعو عادل34 سنة سائق بوزارة الصحة مقيم في أبو سلطان وله سكن آخر في قرية الأبطال بالقنطرة شرق لعمله في مرفق الإسعاف تعرف علي مزارع يدعي يوسف مسلم منذ فترة وكلفه بنقل لفافات البانجو السيناوي الفاخر أثناء توصيل الحالات المرضية للمستشفيات للعلاج نظير مبالغ مالية متفاوتة حسب الكميات التي يحصل عليها وأضافت التحريات أن السائق قام بتعريف المسعف محمد44 سنة مقيم في حي ثان بالإسماعيلية بما هو موجود بحوزته ووعده بمنحه جزءا من الأرباح المادية التي تعود عليه بشرط مساعدته في هذا العمل وانفضح أمر الاثنان في آخر عملية لهما داخل المستشفي العام عقب اكتشاف الأمن الإداري حيازتهما10 كيلوجرامات من البانجو وانتقل ضباط المباحث فورا وألقوا القبض عليهما وباقتيادهما لغرفة التحقيقات وبمواجهتهما بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف المتهم الأول بحيازته للمضبوطات وحاول الثاني الإنكار لكن زميله السائق كذبه وبإحالتهما إلي شريف الخطيب وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معهما تحت إشراف محمد النحاس رئيس نيابة ثان وثالث الذي أمر بحبسهما أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد لهما في الميعاد وسرعة ضبط المصدر السري صاحب شحنة البانجو.