سيطرت حالة من التخبط وعدم التنظيم علي إدارة مهرجان الجونة السينمائي والذي انطلقت فعالياته أمس الأول, وكانت أبرز مظاهر هذا التخبط هو إلغاء المؤتمر الصحفي لفيلم الافتتاح' الشيخ جاكسون' بعد أن أعلنوا عن هذا الموعد ليلة الافتتاح, الأمر الذي أرجعه البعض إلي أنه ردا من قبل إدارة المهرجان بعد أن أساء لهم يوم الافتتاح ووجه الانتقادات لشاشة العرض التي ستعرض فيلمه, لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط ولكن انتشرت شائعة كالنار في الهشيم حول طرد الفيشاوي من المهرجان كرد آخر علي إساءته. وردا علي ذلك قال الفيشاوي ل'الأهرام المسائي' إن ما تردد مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة وأنه مستمر في مهرجان الجونة حتي نهايته والمشاركة في فعالياته, مشيرا إلي أن المهرجان تأجل ليوم واحد فقط ولم يلغ نهائيا, كما أن إدارة المهرجان وعدته بعرض الفيلم علي شاشة جيدة تظهر جماليات العمل علي عكس ما جري في حفل الافتتاح. أما بالنسبة للإساءة التي بدرت منه تجاه المهرجان قال الفيشاوي في بيان خاص أصدره' أنه يأسف لما صدر منه خلال حفل الافتتاح ولم يكن لديه أي نيه أو قصد أن يضايق أحدا, وأشكر القائمين كل القائمون علي المهرجان لانهم قدموا مجهودا رائعا واهتموا بجميع التفاصيل مما أخرج المهرجان بشكل مشرف, وكل ما في الأمر إنني كنت اتمني أن نشاهد حفل الافتتاح علي شاشة غير مهزوزة'. وأضاف أن الكلمة التي قالها علي الهواء خرجت منه بشكل عفوي ومتسرع وأتأسف عليها جدا ولم أتعمد أن أجرح أي شخص, الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فحسب ولكن عمرو سلامة مخرج الفيلم حرص هو الآخر علي توضيح الصورة في بيان له قال فيه إن ثلاث سنوات هي عمر المجهود الذي بذله أكثر من مائة شخص لصنع فيلم الشيخ جاكسون, و53 سنة من عمري لأكون الانسان الذي يستطيع ان يكتبه, أما عن عرضه في مهرجان الجونة كفيلم افتتاح, فهو أيضا نتاج مجهود أكثر من ألف إنسان علي مدار عامين, كمحاولة جادة لصنع مهرجان مصري بمستوي عالمي. وأضاف عمرو في بيانه بعد الافتتاح, كان هناك اهتمام بكلمة قالها احد ممثلي الفيلم المدعوين للمهرجان, لكنني ادعوا جميع الصحفيين والاعلاميين ان ينأوا بأنفسهم عن الخوض في أمور اولا ليست علي قدر كبير من الأهمية, وثانيا عدم التشويش علي صورة المهرجان والأفلام المشاركة به, وثالثا أن يقوموا بكل المجهود لدعم هذا المهرجان, والنقد البناء ليتدارك أخطاءه ويتعلم دروس هامة لتطويره في الدورات القادمة, مؤكدا هناك احساس ينتابنا جميعا بالإحباط وحتي القهر أن يتم هدم كل مجهودنا بسبب سلوك إنسان واحد, أو بسبب أخطاء إنسانية لا تقارن بحجم المجهود والطاقة والأمل لصنع حدث مصري سينمائي كبير يشرف صورة مصر. وفي سياق متصل واستمرارا لنفس الأزمات التي يمر بها المهرجان منذ الليلة الأولي استمر غضب الصحفيين تجاه المهرجان حيث انقسم الغضب ما بين تراكمي لما حدث ليلة الافتتاح وعدم دعوتهم للحفل, ورفض انتشال التميمي إصدار بيان اعتذار للصحفيين والاكتفاء بالاعتذار الشفهي الذي قدمه مساء أمس الأول داخل فندق إقامتهم, وهو ما دفع البعض للانسحاب من استمرار تغطية فعاليات المهرجان, أما الأمر الآخر الذي أغضب الصحفيين هو حالة التخبط, وإلغاء العروض والمؤتمرات الصحفية دون إبلاغهم بشكل رسمي. من ناحية أخري غاب عدد كبير من الحضور في مهرجان الجونة عن عرض فيلم الحدود المتوحشة وذلك بسبب عرضه في نفس موعد عرض مباراة العودة لفريقي الأهلي والترجي, الأمر الذي دفع الحضور لتفضيل متابعة فريق الأهلي وتأهله, علي حساب الفيلم الذي قد يتسني له مشاهدته في أي وقت لاحق. الأمر لم يختلف كثيرا بالنسبة لباقي الأفلام التي عرضت علي مدار اليوم حيث جاء الإقبال أقل من المتوسط علي فيلمي لا فراش للورود من الهند, وزاما إنتاج مشترك بين إسبانيا, والبرازيل وفرنسا, وكلاهما مشارك في المسابقة الرسمية.