لى شقيقة تعيش فى أمريكا مع زوجها، وعندهم خمسة من الأولاد كلهم مسلمون ومحافظون على الدين الإسلامى ويعظمون أركانه، ويعيشون عيشة هادئة فى مجتمع يتبادلون فيه مع من يتعاملون معهم من مجاملات وتهانٍ إلى غير ذلك فما مدى شرعية المجاملات فى المناسبات المختلفة. وفى أعياد من يتعاملون معهم فى المجتمع الذى يعيشون فيه خصوصًا أنهم من الجيران والزملاء فى العمل وجميعهم وجميع الهيئات التى يتعاملون معها يبادلونهم التهنئة فى الأعياد والمناسبات الدينية الإسلامية، فض على أنَّ المجتمع والحكومات تعمل على توفير كل الوسائل لممارسة شعائر ديننا بيسرٍ وبقدر عالٍ جدًّا من الاحترام والتقدير، وتعمل على وضع القوانين لمنح الإجازات فى أعيادنا الإسلامية؟ الجواب: الدكتور شوقى إبراهيم علام لا مانع شرعًا من ذلك؛ فالإسلام دينٌ كلُّه سلامٌ ورحمةٌ وبرٌّ وصلة، يأمر أتباعه بالإحسان إلى الناس جميعًا، ولا ينهاهم عن بر غير المسلمين، ووصلهم، وإهدائهم، وقبول الهدية منهم، وما إلى ذلك من أشكال البر بهم، بل يأمر بهذا كله ما لم يظهر الآخرُ العداء، وكان النبى صلى الله عليه وآله وسلم القدوةَ الحسنةَ فى التطبيق؛ فكان يقبل الهدايا من غير المسلمين كما ثَبَت فى صحيح السنة، ومن هنا فهم علماء الإسلام أن قبول هدية غير المسلم ليس فقط مستحبًّا لكونه من باب الإحسان، بل لكونه سُنَّةَ النبى صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى هذا النهج سار الصحابة الكرام والأئمة الأعلام؛ فروى شهود بعضهم أعياد غير المسلمين والأكل من الأطعمة المُعَدَّة للأكل فيها، مستحسنين لها بلا أدنى حرج، ونص الفقهاء على جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم مع مراعاة ألا يقترن ذلك بطقوس دينية أو ممارسات تخالف ثوابت الإسلام.