الحرب العصرية هي حرب الإعلام بكل صنوفه الصحافة والإذاعة والتليفزيون والندوات والشائعات وكل وسائل الاتصال الجماهيري وقد نجحت هذه الحرب في تفتيت دول كثيرة كما يخطط الغرب وعلي رأسه أمريكا بدءا من الاتحاد السوفيتي وتشيكوسلوفاكيا وغيرهما من الدول.. معتمدة علي الصراعات الداخلية فيها وعلي استغلال الخلافات وتحفيز الأضداد والاقليات والآن يعمل هذا المخطط الأنجلو أمريكي في دول الشرق الأوسط. ويبدو أنه نجح في العراق وسوريا والسودان واليمن ويسعي بكل ما يملك إلي تقسيم مصر والتي هي رمانة الميزان في المنطقة وقد كاد ينجح عن طريق ما سماه الربيع العربي وكاد يحقق المخطط علي أثر ثورة25 يناير حيث كانت مصر في حال من الفوضي يؤهلها لأن تكون دولة فاشلة وهذا هو الهدف..لكن بقدرة من الله وفهم من بعض القائمين عليها أمكن لمصر أن تستعيد عقلها ورشدها إلي أن وصلت إلي ثورة30 يونيو ومازال الصراع قائما علي أشده معتمدا من الغرب علي سخونة الحرب الإعلامية ومن مصر علي التصحيح والبناء والتعمير. ونأتي إلي النقطة المهمة المقصودة وهي الإجابة عن هذا السؤال: هل يدخل الفن ضمن الحرب الإعلامية؟ والإجابة نعم.. حين يكون فنا هابطا أو غبيا فإنه يعمل لمصلحة العدو.. وقد رأينا أشكالا منه في السنوات الماضية عن طريق مسلسلات التليفزيون ذات التأثير الجماعي الخطير حيث كانت مطاوي قرن الغزال والرغبة العالية في الانتقام والدم والفوضي والبطل الشعبي الذي يقاوم ويصارع بل ويتغلب علي القانون وعلي الشرطة هازئا بكل القيم والموازين والمفاهيم الوطنية.. إنها حرب إعلامية داخلية خبيثة سواء مقصودة أو غير مقصودة.. والأغلب أنها مقصودة من أصحاب رأس المال المنتج. ان مصر الآن وقد استعادت وعيها وجزءا كبيرا من عافيتها تنهض في جميع المجالات لمن يري ولمن يريد أن يري.. وحيث إن مسلسلات رمضان قادرة علي أن تجمع عشرات الملايين من المواطنين سواء في مصر أو في العالم العربي فهي الفرصة الأكبر لتوصيل القيم العليا والأصيلة والإيجابية إلي العقل والوجدان المصري والعربي الجمعي.. حيث إن الدراما أكثر وأكبر تأثيرا من أي وسيلة أخري.. وهل عاشت مصر وجدانيا ومعها الشعب العربي سوي بالفن؟ سواء في السينما أو الراديو.. أو لم تكن أم كلثوم قادرة علي تجميع مئات الملايين في وقت واحد حول جهاز الراديو؟ المطلوب في مسلسلات هذا العام الوعي والضمير لا الأنانية في الكسب وأن يعود الفن إلي رسالته في بث القيم الجميلة والتي كان يتمتع بها الناس في مصر.. والبعد تماما عن ذلك الفن الغبي الذي يهدم ولا يبني والذي يعتبر خيانة.