وقعت صفاء طه بنت ال13كتاب قصتي ضمن سلسلة إبداعات من طفل لطفل, وهذا ليس الكتاب الأول لصفاء رمز التحدي والإرادة ليس لشخص صفاء ولكن لأسرتها ووالدها الذي لم يستسلم وبذل كل جهده لاكتشاف ابنته ودعمها. صفاء كان من الممكن أن تضاف لقائمة المعاقين ولكنها انضمت لقائمة المبدعين, وماأكثر من انضموا لقائمة المعاقين وكان من الممكن أن يكونوا في قائمة المبدعين لوتوافرت لهم الرعاية والدعم النفسي والمادي. ولدت صفاء مصابة بتيبس في كل المفاصل وضمور في العضلات واعوجاج في العمود الفقري نتيجة إصابتها بمرض نادر وهي جنين في رحم أمها, لم يندب الأب حظه ولكنه واصل رحلة طويلة لعلاج ابنته8 عمليات جراحية, وبقت صفاء عاجزة عن الحركة الطبيعية ولكنها ليست عاجزة عن الفكر والإبداع, رحلة المعاناة لم تكن في العلاج ولكن أيضا في البحث عن مدرسة تقبل صفاء, مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة لم تقبلها لأن مستوي ذكائها فوق العادي, والمدارس العادية رفضت قبولها بسبب الإعاقة الحركية,وأخيرا قبلتها مدرسة بعد تعهد من الأب بمسئوليته عن أي ضرر يلحق بابنته وهي في المدرسة, رغم المعاناة تفوقت صفاء واحتفظت بالمركز الأول طوال سنوات الدراسة, كانت تكتب وتجيب عن أسئلة الامتحانات بأصابع رجليها, وفي يوم اكتشف الأب أن ابنته عرفت طريقها إلي الكمبيوتر وأنها تستخدم الماوس بذقنها, هذه الخطوة في علاقة ابنته بالحاسب وجهته إلي وحدة تكنولوجيا المعلومات لذوي الإعاقة السمعية والبصرية والتقت به للتدريب علي استخدام الحاسب الآلي واستطاعت بعد التدريب الرسم وكتابة القصص باستخدام برنامج الرسام.. والباور بوينت وكان أول أعمالها باستخدام هذه البرامج مجموعة قصصية بعنوان بستان الأخلاق. حصلت صفاء علي المركز الأول في مسابقة القراءة العربي التي نظمتها وزارة التربية والتعليم بمبادرة من رئيس دولة الإمارات,واعتبرها وزير التربية والتعليم إنجاز الوزارة لهذا العام, وأنا أعتبرها إنجازا لوالدها ولأسرتها التي لم تدخر جهدا, ولوكانت هناك جائزة للأب المثالي لرشحت لها والد صفاء طه الذي اكتشف مواهب إبنته وأصبحت بفضل الله ثم رعايته أصغر سفيرة تنشر رسائل الحب والسلام في العالم, أما رسالتها لنا ولمجتمعها فقد لخصتها في جملة بليغة تحمل دعوة للثقافة والتعلم والجدية في العمل. صفاء إنجاز أسرتها لأن مدارسنا بها الآلاف من ذوي القدرات الخاصة الذين يحتاجون للدعم والرعاية لاكتشاف مواهبهم وقدراتهم. ومايستحق الإشادة أيضا وزارة الثقافة والمجلس الأعلي للثقافة والمركز القومي لثقافة الطفل الذي ينظم مسابقات لأعمال وإبداعات ذوي القدرات الخاصة ويقيم المعارض, فتحية لكل من يرسم بسمة علي وجه طفل مصاب بنقص في صحته ولكن متعه الله بموهبة, وتحية لكل من رسم بسمة علي وجه أب وأم عاشوا معاناة طفلهم ولم يستسلموا وقدموا للمجتمع عضوا في قائمة المبدعين.