من اجل امرأة استغاثت واطلقت صيحتها الشهيرة وا معتصماه تحركت الجيوش لفك اسرها.. الآن وبعد مئات السنين الآلاف من المسلمين في ميانمار يقتلون وتغتصب نساؤهم.. تبقر بطون الحوامل.. وتدهس الأجنة بالاحذية و تقطع اجساد الرضع لتصبح أشلاء.. منذ مئات السنين تحركت الجيوش لتحرير الاسيرة. لم يكن هناك مجلس أمن او أمم متحدة أو منظمات لحقوق للانسان.. كانت هناك نخوة وغيرة علي دين الله الحنيف. شعارات الاستغاثة ومطالبة الاقوياء بالتدخل لن تجدي أو تغير من الامر شيئا. الوقت يمر وحرب الإبادة مستمرة بلا هوادة.. توقيت تحرك القوي الفاعلة محسوب مقدما.. نعم سيحدث هذا التحرك ولكنه سيكون بعد تحقيق هدف استئصال المسلمين من هذه الارض. تحريك الجيوش في زمننا هذا حتي إن كانت موجودة لن يكون مسموحا به او قابلا للتطبيق علي ارض الواقع بيد ان السلاح الاقتصادي يمكن ان يكون تأثيره أقوي وأشد. بعيدا عن تفصيلات الارقام فإن قيام الدول العربية والاسلامية بقطع جميع اشكال التعاون الاقتصادي والتمثيل الدبلوماسي مع دولة ميانمار الارهابية السلوك سيكون له أثر لا يستهان به. انتظار تحرك القوي العظمي هو مساعدة بشكل مباشر في هذه المجزرة. القضية يجب وضعها فورا علي اجندة قادة دول العالم الاسلامي ولنتذكر جميعا ما حدث في صربيا منذ سنوات. قيام منظمة المؤتمر الاسلامي بدعوة اعضائها لتقرير سبل التعامل مع هذه الهجمة الارهابية الشرسة التي تشنها سلطات ميانمار ضد المسلمين الضعفاء امر لا يحتمل التأجيل أو الانتظار. اجراءات عديدة وقرارات سريعة يمكن القيام بها ومنها علي سبيل المثال طرد كل من يحمل جنسية هذه الدولة المارقة من اراضي الدول الاسلامية والعربية ومنع منح أي تأشيرات سواء للسياحة او العمل لمواطني هذه الدول. من الناحية الاقتصادية يجب فورا ايقاف اية تعاملات تجارية ومالية مع هذه الدول ومخاطبة الشركات العالمية الكبري العاملة بدول العالم الاسلامي والعربي ولها نشاط او استثمار حالي او مستقبلي بالاختيار بين الاستمرار في انشطتها بالدول الاسلامية وبين عملها بدولة ميانمار سوف تمثل اوراق ضغط فاعلة لإيقاف ما يتم ارتكابه من مجازر ضد المسلمين العزل. تقديم المساعدات الاقتصادية بشكل سريع لدولة بنجلاديش لاستقبال وايواء الفارين من سعير الملاحقة والابادة لا يقل اهمية عن الاجراءات الأخري فبنجلاديش بدات تئن وتوصد الابواب أمام الآلاف من النازحين اليها. الاكتفاء بالشجب والادانة لن يغير من الامر شيئا.. هي لن تكون الاخيرة مادام كان رد فعل الدول الاسلامية دولة تكتظ بملايين البشر وتزخر أراضيها ومياهها بثروات طائلة بهذه الدرجة من الوهن والضعف.