الليثيوم القصة الكاملة| تراجعت أسعار المعدن وبدأت التخفيضات على السيارات الكهربائية    استشهاد 8 فلسطينيين وإصابة آخرين في مخيم النصيرات بغزة    وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظومات باتريوت    أرقام قياسية بالجملة للأهلي بعد الوصول لنهائي إفريقيا الخامس تواليًا    «ونعم الأخلاق والتربية».. تعليق مثير من خالد الغندور على احتفال محمد عبد المنعم بهدفه في مازيمبي    رسالة شديدة اللهجة من خالد الغندو ل شيكابالا.. ماذا حدث فى غانا؟    طارق يحيى يهاجم مسئولي الزمالك: كله بيشتغل للشو و المنظرة    اليوم.. جلسة محاكمة مرتضى منصور بتهمة سب وقذف عمرو أديب    تحذير دولي من خطورة الإصابة بالملاريا.. بلغت أعلى مستوياتها    للحماية من حرارة الصيف.. 5 نصائح مهمة من وزارة الصحة    محمد جبران رئيسا للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب    نتيجة انتخابات نادي القضاة بالمنيا.. عبد الجابر رئيسًا    د. محمد كمال الجيزاوى يكتب: الطلاب الوافدون وأبناؤنا فى الخارج    «المركزية الأمريكية»: الحوثيون أطلقوا 3 صواريخ باليستية على سفينتين في البحر الأحمر    «حماس» تتلقى ردا رسميا إسرائيليا حول مقترح الحركة لوقف النار بغزة    د. هشام عبدالحكم يكتب: جامعة وصحة ومحليات    لدورة جديدة.. فوز الدكتور أحمد فاضل نقيبًا لأطباء الأسنان بكفر الشيخ    حقيقة انفصال أحمد السقا ومها الصغير.. بوست على الفيسبوك أثار الجدل    رسميًا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 27 إبريل بعد الانخفاض الآخير بالبنوك    2.4 مليار دولار.. صندوق النقد الدولي: شرائح قرض مصر في هذه المواعيد    كولر : جماهير الأهلي تفوق الوصف.. محمد الشناوي سينضم للتدريبات الإثنين    "في الدوري".. موعد مباراة الأهلي المقبلة بعد الفوز على مازيمبي    3 وظائف شاغرة.. القومي للمرأة يعلن عن فرص عمل جديدة    والد ضحية شبرا يروي تفاصيل مرعبة عن الج ريمة البشعة    رسالة هامة من الداخلية لأصحاب السيارات المتروكة في الشوارع    بعد حادث طفل شبرا الخيمة.. ما الفرق بين الدارك ويب والديب ويب؟    أستاذ علاقات دولية: الجهد المصري خلق مساحة مشتركة بين حماس وإسرائيل.. فيديو    عمل نفتخر به.. حسن الرداد يكشف تفاصيل مسلسل «محارب»    دينا فؤاد: الفنان نور الشريف تابعني كمذيعة على "الحرة" وقال "وشها حلو"    حضور جماهيري كامل العدد فى أولي أيام مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير .. صور    شعبة البن تفجر مفاجأة مدوية عن أسعاره المثيرة للجدل    الدكتور أحمد نبيل نقيبا لأطباء الأسنان ببني سويف    تنفع غدا أو عشا .. طريقة عمل كفتة البطاطس    مقتل 4 عمّال يمنيين بقصف على حقل للغاز في كردستان العراق    حريق يلتهم شقة بالإسكندرية وإصابة سكانها بحالة اختناق (صور)    الأمن العام يضبط المتهم بقتل مزارع في أسيوط    العراق.. تفاصيل مقتل تيك توكر شهيرة بالرصاص أمام منزلها    عاصفة ترابية وأمطار رعدية.. بيان مهم بشأن الطقس اليوم السبت: «توخوا الحذر»    "أسوشيتدبرس": أبرز الجامعات الأمريكية المشاركة في الاحتجاجات ضد حرب غزة    الرجوب يطالب مصر بالدعوة لإجراء حوار فلسطيني بين حماس وفتح    الترجي يحجز المقعد الأخير من أفريقيا.. الفرق المتأهلة إلى كأس العالم للأندية 2025    حمزة عبد الكريم أفضل لاعب في بطولة شمال أفريقيا الودية    في سهرة كاملة العدد.. الأوبرا تحتفل بعيد تحرير سيناء (صور)    علي الطيب: مسلسل مليحة أحدث حالة من القلق في إسرائيل    رغم قرارات حكومة الانقلاب.. أسعار السلع تواصل ارتفاعها في الأسواق    السيسي محتفلا ب"عودة سيناء ناقصة لينا" : تحمي أمننا القومي برفض تهجير الفلسطينيين!!    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية التعاملات السبت 27 إبريل 2024    استئصال ورم سرطاني لمصابين من غزة بمستشفى سيدي غازي بكفر الشيخ    قلاش عن ورقة الدكتور غنيم: خلاصة فكره وحرية الرأي والتعبير هي درة العقد    تعرف علي موعد صرف راتب حساب المواطن لشهر مايو 1445    حظك اليوم برج العقرب السبت 27-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    تهاني شم النسيم 2024: إبداع في التعبير عن المحبة والفرح    أعراض وعلامات ارتجاج المخ، ومتى يجب زيارة الطبيب؟    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحرف اليدوية الجندي المجهول
في ملحمة دعم الاقتصاد

تتميز الحرف اليدوية بالمزج بين الفن والجهد والربح, فصاحب حرفة تستخدم الرسم يمتلك فنا, ويبذل مجهودا, ويكتسب ربحا, وكذلك في الحرف كافة.. والتي تعتمد علي الإنسان بيديه وإبداعه دونما الاعتماد علي الآلات بشكل كلي.. شباب وكهول ونساء وحتي الأطفال, وجدوا أنفسهم في حضرة الموهبة فنموها واستغلوها في التطور والانتشار بين المعارض والمهرجانات.
ويأتي مهرجان الحرف اليدوية ببيت السناري في ضوء اهتمام الدولة بتطويرها والاستفادة منها في الارتقاء بالاقتصاد ودفع عجلة الإنتاج, وذلك عن طريق الحد من الاستيراد وتوفير العملة الصعبة, بالإضافة إلي تقليل البطالة وتوفير فرص عمل للشباب والسيدات, والاستفادة من الثروة البشرية التي تمتلكها مصر في الإنتاج والعمل, فالاهتمام بالحرف يحقق ثلاث نتائج إيجابية كفيلة بالنهوض بالوطن, وهي توفير العملة الصعبة, والحد من البطالة, والتصدي لمخططات تفتيت الوطن.
مع دخول بيت السناري خلال المهرجان تجد أصحاب الحرف موجودين فمنهم الذي يبحث عمن يقدرنه.. فتري من وجد حرفته متماشية مع مجال دراسته في ضربة حظ ربما لو رسمها ما كانت تحدث هكذا, ومن كان يمتهن عملا معينا وبعد تجاوز سن المعاش يتفرغ إلي حرفته التي يهواها منذ صغره وحال بينهما العمل, ومن يعملون في مجالات لا علاقة لها بالحرف أو الفنون ومع ذلك يشغلون أيديهم وأوقاتهم بالفن الذي يفترشون به أرجاء بيت السناري, ومن سخر وقته وعمره في خدمة حرفته واعتبرها مهنة وأكل عيش.
تري في بيت السناري أثناء فعاليات مهرجان من فات قديمه تاه مشاركين من كل الفئات بدءا من الأطفال مرورا بالشباب والفتيات وصولا إلي الكهول وكبار السن ممن استغلوا مواهبهم في تحسين دخلهم بعد المعاش, وتري المعروضات من كل شكل ونوع.. الأرابيسك والخزف والنجارة والرسم بالحرق والسجاد والملابس والجلود والشموع وحتي أدوات التجميل والطعام وغيرها من المنتجات التي خرجت إلي المستهلك بصناعة يدوية استغرقت مجهودا بدنيا وذهنيا.
هناك من اتخذها سبيلا للتمرد علي البطالة, وهناك من اتخذها وسيلة لدر المال بعد سن المعاش, وهناك من اعتبرها فرصة لقضاء الوقت والتسلية المفيدة في فن ومهارة يمتلكها, وهناك من يدخر فنه وجهده فيها للتميز والانطلاق إلي الشهرة فقط, وهناك عديد من الأهداف المتعددة وراء أصحاب الحرف اليدوية, لكن تعددت الأهداف والفن واحد.
جولة الأهرام المسائي بين جدران بيت السناري تنقل تفاعلات بعض العارضين من أصحاب الحرف اليدوية معها, وتدق باب الأمل في إنعاش روح الشباب الذي يبحث عن أي فرصة للانطلاق, بالإضافة إلي النكهة المغربية التي صبغت أجواء المهرجان بمشاركة شرفية, تبرز أهم ما رصدته خلال مهرجان من فات قديمه تاه.
عادل يراهن: المصري يكسب الصيني.. ويستقبل الجالية المغربية بصورة الملك
وسط ضجيج السمسمية في ساحة بيت السناري يجلس الرجل الخمسيني في ركن مزين بفن من نوع خاص.. لمنتجاته رونق خاص يجذب الزائرين, فكل من يمر علي الساحة يلقي نظرة عليه, فهو يبيع الشموع المزخرفة فجمالها وتنوع تصميماتها تضيف هالة من الإبداع الفني.
أنا أساسا بشتغل مهندس ميكانيكا لكن بحب الرسم علي الشموع وصناعتها.. بشغف بدا علي وجهه استرسل عادل عبد الحميد في الحديث عن حرفته, موضحا أن وظيفته تصيبه بالملل, فهي روتين يومي لا يتغير إلا مرة كل عام وقد لا تأتي, فكان يهرب من هذا الفتور إلي هوايته في صناعة وزخرفة الشموع.
أنا ليا نحو10 سنوات في الحرفة دي بشتغلها جنب شغلي.. يروي عادل قصته مع حرفته, فهو يعشق هذه الحرفة لإمكانية الإبداع فيها, فالشموع المتواجدة في السوق رديئة في الجودة الفنية, وفي الخامات, لذا قرر أن يصنع شموعا تتميز بجودة في الخامة وإبداع في الشكل الخارجي.
وأضاف عادل أن هذه هي المرة الأولي له في المهرجان الدولي للحرف اليدوية, بل وفي بيت السناري ككل, وعلم بالمهرجان عن طريق الإنترنت, فهو يسوق لمنتجاته عن طريق الفيسبوك فرأي إعلان التقديم للمشاركة في المهرجان, ولم يترك الفرصة.
عملت شمعة مربعة عليها الملك محمد السادس وعلم المغرب كهدية مني لإخواننا المغاربة.. وضح عادل وهو يمسك الشمعة بفخر, خاصة أنها لاقت رواجا بين المغربيين في المهرجان زوارا ومشاركين, وكانت هذه لفتة طيبة من عادل تجاه ضيوف شرف المهرجان.
سلوي وفطومة.. حديث مغربي عن الحنة ودم الغزال
يزين علم المغرب الركن الخاص بهن بلونه الأحمر ونجمته الخضراء.. يطربن مسامع الحضور ببعض من أغاني الفلكلور المغربي والزغاريد التي تعبر عن فرحتهن بمشاركتهن, ضمن وطنهم الذي حل كضيف شرف في المهرجان الدولي للحرف اليدوية هذا العام.. إحداهن تبيع أدوات التجميل المغربية الطبيعية التي تصنعها بنفسها, والأخري تبيع الطعام المغربي الشعبي.. الشيف سلوي وفطومة إدريس.
علمنا بالمهرجان من جمعية الجالية المغربية الاجتماعية في مصر, وأصدقاؤنا رشحونا للمشاركة بلهجتهن المغربية التي يعرفها الكثير من الشاشات الرياضية, بدأن كلامهن عن المشاركة في المهرجان, وأوضحن أنه عندما جاءت الدعوة للجالية المغربية أن تكون ضيف الشرف في المهرجان السابع, قامت الجالية بدعوتهن وأخريات كسيدات تمتهن حرفا يدوية ناجحة في مصر.
أنا بشتغل في أدوات التجميل الطبيعية ومفيهاش أي كيماويات.. تصف فطومة إدريس منتجاتها التي تتميز عن باقي مثيلاتها في السوق بأنها مصنوعة يدويا من مواد طبيعية قادمة من المغرب, وتنوعت ما بين الحنة المغربية ودم الغزال واللافاندر والجرجاع أي عين الجمل, وتكمل بأن هذه النوع من المنتجات لها صدي كبير بين السيدات المصريات, مضيفة أنها لا تصنع المنتجات وحدها, بل تساعدها أختها في المغرب, والتي ترسل لها المواد الخام.
أما الشيف سلوي, فقد جذبت الحاضرين بالمخبوزات المغربية الشهية المعروضة علي طاولتها, الأكل المغربي مميز بالنسبة للمصريين مع إني بحب الأكل المصري جدا.. تحدثت سلوي عن إقبال الزائرين علي طعامها, فهو منزلي الصنع ودائما صابح كما قالت.
وبالعودة إلي فطومة, فقد لفتت النظر بوجود ابنها فؤاد صاحب السبع سنوات الذي أضاف جوا مرحا حول الركن الخاص بأمه بزيه المغربي الجلباب والطربوش وبشاشته, أنا بساعد ماما عشان تبيع كل الحاجه اللي ع الترابيزة.. بابتسامة واسعة عبر فؤاد عن رغبته في مساعدة والدته خلال المهرجان, كما لفتت أمه إلي أن زوجها مصري, وفؤاد هو ميكس بين البلدين الشقيقين.
حدوتة مصرية
أنقذته الحرفة من خط: دبلوم بطالة غربة
اضطرته ظروفه المعيشية الصعبة إلي أن يتغرب عن أهله, وأعاده شغفه للفن إلي أرض الوطن.. أقنعه المال بالسفر وأعادته عرائس الماريونيت.. عاد ليؤسس مشروعه الصغير حدوتة مصرية, وهو بالفعل حدوتة, فالتصميمات الجذابة لعرائسه تجعله مميزا وسط الحضور من المشاركين في المهرجان الدولي للحرف اليدوية.
معايا دبلوم صنايع لكن حرفتي أحسن من أي شهادة.. بفخر يملأ وجهه بدأ طلعت مرزوق حديثه موضحا أنه في هذه الحرفة منذ2010, حيث يعمل رفقة والديه وإخوته, بالإضافة إلي مجموعة من الشباب, فبنصمم شغلنا ونسوق له.
أمي سبقتني في الحرفة من25 سنة.. أوضح مرزوق أن هذه الحرفة قد ورثها عن أمه التي كانت تصنعها منذ أن كان طفلا صغيرا, مشيرا إلي أنها هي من أعطته كل الورش التي كان يحتاج إليها ليصبح مالكا لأدوات حرفته.
بشارك في معارض عشان الناس يتفرجوا علي مجهودي.. أكد الشاب الثلاثيني أنه يعتبر المعارض والمهرجانات فرصة لعرض ما يصنعه, وتكليلا للمجهود الذي يبذله, مشيرا إلي أنه أصبح يتلقي دخلا مرضيا من خلال هذه الحرفة التي أنقذته من البطالة.
فاطمة وأهلها.. تجارة فيسبوك شطارة
تعمل بهوايتها.. وأسست مشروعها منذ..2011 والزوج والأخوات شركاء النجاح
بالحلي والحقائب المصنوعة من القماش تزين طاولتها بالطابق الثاني داخل بيت السناري, وللمرة الثانية تشارك في من فات قديمه تاه, وبمساعدة زوجها وأخواتها أسست كيانا لها, وبفن ومهارة تميزت معروضاتها.. تجلس فاطمة عزيز إلي جوار ما صنعته يداها استعدادا للمهرجان.
لينا صفحة علي فيسبوك بنبيع من خلالها.. قالتها صاحبة الوجه العشريني عن مشروعها الذي كللت به حرفتها وفنها في صنع الإكسسوارات الحقائب, فأنا بشتغل بإيدي وجوزي وأخواتي مسئولون عن الصفحة والتسويق, مشيرة إلي أنها راضية تماما عما تجنيه من هذا المشروع. بستعد للمهرجان من شهر يونيو.. أوضحت فاطمة أنها لم تستغرق أكثر من شهرين حتي تصنع هذه المعروضات التي تملأ الطاولة المجاورة لها, لافتة إلي أن بعض القطع كانت جاهزة من قبل, كما توقعت أن يكون الإقبال عظيما, وأن تفرض فنها علي الزبائن الباحثين عنه.
وقالت فاطمة إنها بدأت في العمل بهذه الحرفة منذ عام2011, مؤكدة أنها هوايتها منذ الصغر, ولكنها قررت أن تستغلها في إنشاء مشروع يصنع لها اسما, ويجلب لها رزقا, ويملأ وقتها بشيء مفيد يجمع بين هواية وفن وعمل.
حكاية نورهان مع الحرفة والتوريث
بقالي7 سنين شغالة في الحرفة دي.. قالتها نورهان ياسين وهي تشير بإصبعها إلي طاولتها التي تفترش بالإكسسوارات النحاسية والصلصالية والأحجار, ثم أشارت إلي الجدران قائلة إنها تشارك في هذا المهرجان للمرة الأولي, كما أبدت سعادتها بالأجواء المحيطة والتي تبشر بالخير.
في البداية بدأت بأحجار وكريستال وشغل المسامير العادي.. أوضحت نورهان أن بدايتها في الحرفة كانت محدودة قبل أن تتوسع خطوة وراء أخري, فالنحاس كان الخطوة الثانية, وتلاه الصلصال الحراري الذي يشكل برسومات فنية وألوان مختلفة. في الأول كنت بشتغل لنفسي لمزاجي الخاص.. أشارت نورهان إلي أن المرحلة الأولي لعملها علي هذه الحرفة كان للاستفادة الشخصية وتسلية الوقت في هوايتها فقط, ثم اتخذتها مهنة وبدأت تبيع منتجاتها, حتي إن ولادي بياخدوا ورشا في بيت السناري بقالهم فترة,
وذلك لتنمية اللمسة الفنية بداخلهم لتملك حرفة تكون لهم بمثابة المنقذ في المستقبل في حال العجز عن العمل بالشهادة. السنة اللي فاتت قدمت في المهرجان واتقبلت لكن حصلت ظروف منعتني من المشاركة.. ألمحت نورهان إلي أن هذا المهرجان كان ويظل هدفا لها لإبراز الموهبة التي تمتلكها والفن الذي تخرج به المعروضات, مؤكدة أنها فور معرفتها بمهرجان هذا العام تقدمت وتم قبولها.
شجرة الفن.. عائلة يوسف وأختيه
طفل قصير القامة بنظارة نظر يجلس بجوار بعض اللوحات المرسومة يدويا, وبعض القلل والمصنوعات الفخارية التي رسم عليها بالألوان حتي أصبحت أكثر جمالا, وبطاولة مفروشة بالأساور واللوحات الصغيرة الورقية والقماشية برسومات تعبر عن طفل يقول عن نفسه مشروع فنان.
أنا اللي عامل الحاجات دي وأختي جني ساعدتني.. بابتسامة واسعة عبر الطفل يوسف سيف عن سعادته بمشاركته في فعاليات المهرجان الذي ظل يستعد له منذ أن سمع عنه, حتي جاء ليشارك برفقة أختيه اللتين حضرتا معه دون إشراف من أحد أفراد عائلته الكبار في تمرين جاد للاعتماد علي النفس.
أنا عندي موهبة الرسم من زمان.. تحدث يوسف عن حكايته مع الفن, موضحا أنه قد حصل علي ورش عدة لتنمية موهبته في أحد المراكز بحي السيدة زينب, ابتديت أرسم بألوان المياه وأشكل, مؤكدا أن أهله كانوا ولا يزالون عونا له يساعدونه في تنمية الموهبة بكل الطرق ويقدمون له كل الممكن من أجل أن يصبح مشروع فنان.
وتحدث يوسف عن المدة التي استغرقتها المعروضات علي طاولته, قائلا إن بعضها تم صنعها قبل أسبوعين, والبعض الآخر يتراوح بين أربعة إلي ستة أشهر, وأخري صنعها قبل عام, بينما اللوحة المعلقة علي الجدار من خلفه لها قصة خاصة; فكانت لدي جدته التي كانت تعمل خياطة لناس خواجات زمان, لكنه أعاد إنتاجها بنفسه حتي خرجت بهذا المشهد, ولكن القطعة المختلفة عنهم كانت رسمة لأم كلثوم قال إنه قد انتهي منها منذ ثلاثة أيام فقط من بدء المعرض.
وعن الأسعار التي وضعها قال يوسف إنه هو من قدرها بنفسه, مشيرا إلي أن المعيار الذي وضع من خلاله الأسعار كان حسب مقدار الوقت والجهد الذي بذلهم في التصنيع, بالإضافة إلي التكلفة المادية التي تكلفها حتي يخرج بهذه المعروضات.
جيت المهرجان بالصدفة.. أوضح ذو ال14 ربيعا أن حكاية مشاركته في من فات قديمه تاه عن طريق مجيئه منذ عدة أيام للسؤال عن ورش عمل للرسم, ولكن الموظف الذي استقبله سأله عن رسوماته, وعندما رآها أعطاه كارت بتفاصيل المهرجان ودعاه للمشاركة.
رحلة ولاء من المحاسبة
إلي الحرق علي الخشب.. والأم تشارك بالكورشيه
فتاة ووالدتها تجلسان في ركن به طاولة مفترشة بالقطع الخشبية المشكلة علي مختلف الهيئات, وغيره من المزين بالحرق الذي يرسم عليه, وخلفهما قطع مزينة بفن الكورشيه.. مثال للتمرد علي حياة الوظيفة التقليدية فهي محاسبة تركت وظيفتها وامتهنت هوايتها منذ نعومة أظافرها وهي الحرق علي الخشب.. وعندما بحثت عن شريك لم تجد أفضل من والدتها التي تهوي فن الكورشيه.
أنا بشتغل مع ماما من زمان.. عبرت ولاء الشاذلي عن سعادتها بنجاحها برفقة والدتها كثنائي عمل, فأوضحت أن حرفة والدتها هي الكورشيه, وهي تساعدها في التصميم النهائي فقط.. أما الحرق علي الخشب فتقوم به وحدها.. أنا ليا سنة ونص في الشغل ده موضحة أنها كانت في الأصل تعمل محاسبة في إحدي الشركات, لكنها تركت وظيفتها وفضلت العمل الخاص في هواية تحبها.
أنا اللي عملت الشعار الخاص بالمهرجان.. توضح ولاء أنها أيضا رسمته بطريقة الحرق علي أكثر من خامة من الأخشاب, وبرغم صعوبته, إلا أنها استطاعت إنجازه بشكل يرضي الجميع.
تكمل ولاء بأن هذه هي السنة الثانية لها في المهرجان الدولي للحرف اليدوية, لكنها شاركت في ستة معارض من قبل, وتري أن الحرف اليدوية هي مهن مهمة, وستساعد كثيرا علي النهوض باقتصاد الدولة, خاصة أن هناك الكثير من الفنانين التي وصفتهم بينافسوا أي منتج يدوي برة مصر.
طلعت أرابيسك
براويز ومشربيات وصواني نحاسية, وطاولات,,35 سنة أرابيسك منذ صغره وحتي أصبح أسطي يشهد له بالمهارة, فحرفيته ودقته جعلتا ضيوف مهرجان الحرف اليدوية يصطفون حوله, ليذكرنا بشخصية حسن أرابيسك ببشاشة وجهه وفنه في رائعة أسامة أنور عكاشة.. هو طلعت إبراهيم الشهير ب طلعت أرابيسك.
أنا مبسوط جدا إن شغلي عجب الناس.. بسعادة غامرة عبر أرابيسك عن فرحته بالإقبال الشديد علي المعرض, خاصة الركن الخاص به, موضحا أن هذه هي المرة الأولي التي يشارك فيها بمهرجان الحرف اليدوية, وأنه علم به عن طريق أصدقائه الذين شجعوني جدا بس كنت متردد لكن الحاجه نضيفة وعجبت الناس.
شغل الأرابيسك بيموت ومحتاج اللي يدب فيه الروح.. بلهجة فاترة وصف طلعت الفنون المستحدثة بكلام فاضي, فهو يري أن الفن الحقيقي هو فن الأرابيسك الذي يوضح عظمة التراث المصري القديم ويزيد جمال البنايات من الداخل والخارج, وقد سخر حياته لإحياء هذا الفن وإظهاره من جديد.
ابني بيساعدني في الشغل و مش مستني أبيع.. بنبرة راضية أوضح أرابيسك أنه لا ينتظر مبيعات من وراء المعرض, بل التسويق لمنتجاته, فيكيفه أنه شارك في مثل هذا الصرح ورأي الإعجاب في أعين الزائرين, فلو طلعت ب10 زباين بيجولي الورشة عن طريق المعرض يبقي رضا.
أستاذة جامعية ترسم لوحاتها علي المفارش
أثناء صعودك إلي الطابق الثاني ببيت السناري تري مجموعة من المفارش والأقمشة المزينة برسومات خاطفة للأنظار, وبجوارهما طاولة عليها وسادات مغطاة بأقمشة تبدو كاللوحات, وأمامها سيدة أربعينية ذات هيئة فنية.. الدكتورة دعاء خليل المدرسة بكلية الفنون التطبيقية تشارك في المهرجان بتصميماتها التي وضعتها علي أقمشة لتبدو في شكل فني بديع.
تخصصي الدقيق طباعة منسوجات.. بوجه باسم أوضحت دعاء أن هذه الحرفة جاءت نتاجا لدمج هوايتها مع تخصصها الأكاديمي في مشروع خاص يهدف إلي منافسة نظيرتها التي الجاهزة التي يتم استيرادها, وهو ما يدفع بالاقتصاد إلي الأمام في حال تعميمه, فالناتج سيصبح تقليلا للاستيراد بالعملة الصعبة, وتوفير فرص عمل للشباب ويقضي علي البطالة.
بركز علي الطابع الشرقي.. أوضحت أستاذة الفنون التطبيقية أنها تعمل بتصميماتها التي لها طوابع متعددة مثل الإسلامي والفرعوني والشعبي الشرقي, لكن الإقبال علي الأخيرة جعلها تصب اهتمامها الأول بها, فعملت حاجات مودرن بس فيها من الروح المصرية القديمة تأكيدا علي الطابع الشرقي المصري الذي يغلب علي تصميماتها الفنية.
أول مرة أشارك في من فات قديمه تاه.. أكدت دعاء أنها تشارك للمرة الأولي, والتي علمت بها عن طريق فيس بوك, مشيرة إلي أنها قبل ذلك تعمل عن طريق صفحتها التي أنشأتها لمشروعها علي مواقع التواصل الاجتماعي, والتي تعرض من خلالها ويأتيها الزبائن, كما أنها تشارك في المعرض رفقة فتاتين من مساعديها.
شنط الجلد.. صناعة وإخراج مدرسة الأحياء
مظهر أنيق كهوانم جاردن سيتي تطل به علي زبائنها, بحديثها اللبق وابتسامتها التي تستقبل بها الزائرين تكمل المظهر المثالي, وابتسامتها.. تبيع الحقائب الجلدية يدوية الصنع التي تضاهي الماركات العالمية جودة وجمالا, والمفاجأة أنها بدأت في هذه الحرفة منذ أكتوبر الماضي بعد تركها وظفيتها التي كانت مدرسة أحياء. سمعت عن ورشة بتعلم تنصيع الشنط من الجلد في بيت السناري فحضرتها وحبيت الحرفة دي جدا.. بصوت مرتفع وشغف واضح تروي سحر البرماني قصتها مع التحول من مدرسة إلي رائدة عمل حر,
فمنذ أن تركت التدريس من عام تقريبا وهي تجلس في منزلها بدون عمل, فتسلل الملل إلي حياتها تدريجيا, لتفضل أن تبدده بما هو مفيد ومربح, موضحة أن هذا ثالث معرض تشارك فيه منذ أن امتهنت هذه الحرفة.أنا بشجعها بس وهي بتاخد رأيي في حاجات.. بلهجة فخورة أوضح هشام دوارة زوج سحر الذي كان يجلس بجانبها وعيناه تراقبها وهي تحدث الزبائن بشغف عن مدي سعادته بأن زوجته قد وجدت المهنة التي تجعلها سعيدة ومنتجة, فأنا فخور بيها جدا. وأضافت سحر أنها أخذت فترة في البحث عن الخامات حتي وجدتها في باب الشعرية وباب الخلق, وبدأت تنفذ ما تصممه يدويا وحدها, وعن مساعدة زوجها لها تقول مساعدته نفسية بس لكن مش بيعملي أي تصميمات مع أنه مهندس ديكور وبيفهم في الفن.
رفيقا الحرف والمعارض يبحثان عن الفرصة
ريهام وطوني: نشارك في كل المهرجانات.. والشغل اليدوي فن ممتع
في إحدي غرف بيت السناري العتيقة تلاقت كلية التربية الفنية مع معهد السالزيان دون بوسكو الإيطالي.. شاب وفتاة قررا أن يشتركا معا في تسويق منتجاتهما يدوية الصنع.. حلي من الفضة النحاس, ومنتجات من الجلد الطبيعي مبتكرة, يملأهما حماس الشباب والإبداع الذي لا حدود له الناجم عن ذلك يظهر واضحا علي منتجاتهم.
بعشق شغل الفضة والنحاس وكليتي حببتني في الفن.. بلهجة متفاخرة تروي ريهام قصتها مع المجال في البداية منذ6 سنوات كهواية تحبها, فبدأت بجمع الخامات, ثم التصميم والتنفيذ, لتتحول الهواية تدريجيا إلي حرفة تمتهنها وتعرضها في أكثر من معرض, لتقول بابتسامة واسعة: وأخيرا بقي عندي ورشة.
وأضافت ريهام أنها علمت بالمهرجان الدولي للحرف اليدوية عن طريق الإنترنت, فتم إرسال دعوة لها, وتتوقع أن يكون فاتحة خير كبيرة لها.
أي حد بيحب الهاند ميد هتبقي هواية في البداية لكن بعد كده هتبقي موهبة.. هكذا عبر طوني المصري خريج معهد السالزيان دون بوسكو الإيطالي عن رأيه في أصحاب الحرف اليدوية, والذي يعمل في حرفته منذ8 سنوات, مضيفا أنه استطاع أن يوظف حرفته بشكل غير تقليدي في جذب الزبائن, فمثلا استطاع أن يدمج بين الجلد وأكثر من خامة أخري كالقماش والخوص والكورشيه.
وعن تجربته مع ريهام قال طوني: إحنا صحاب جدا من زمان وهي أول ما بتسمع إن في معرض بتعرض عليا الفكرة وبنشارك سوا, موضحا أنهم أصدقاء منذ فترة طويلة جعلت من صداقتهما شراكة طويلة الأمد كان آخر ثمراتها هو هذا المهرجان.
رسام علي الخزف والأطباق والأخشاب:
أنا أرسم علي أي حاجة
علي يمين الممر المجاور للمكتبة تجده في بيت السناري, لوحة مبهجة من الألوان, يتقن الرسم علي كل شيء.. خزف وخشب وأطباق وصناديق خشبية.. يبدع في اختيار رسوماته وألوانه المناسبة لكل خامة, بل وأحيانا يصنع الخامات, خاصة التي لها علاقة بالنجارة.
دي هوايتي من صغري ومن بعد سن المعاش اتفرغتيلها.. بشغف أوضح محمد نمر أن حرفته هواية أكثر منها مصدر رزق, فهو يتمتع بمعاش جيد, لكنه يحب الرسم علي الخامات والنجارة وصناعة الخزف ويبدع فيها لدرجة أنه يقول هاتلي أي خامة وأنا أرسملك عليها البدع.. ده مش منتج ده فن.
ويضيف الرجل السبعيني أن هذه ليست المرة الأولي له في المهرجان, فمنذ عام2011 وهو يشارك بشكل دائم في فعاليات المهرجان, كما أنه شارك في معارض أخري مثل: معرض ساقية الصاوي, وعلي بدرخان.
ويروي نمر.. أنا بستمتع بنظرة الإعجاب اللي بشوفها في عيون الناس لما بيشوفوا شغلي ومش لازم يشتروا دي رفاهية والظروق صعبة.. موضحا أن المشتري الرئيس لمنتجه هو الأجنبي ليس المصري لأن الأسعار مرتفعة إلي حد ما.
أنا بشتغل لوحدي من زمان.. بثقة وفخر أعلن نمر أن كل منتجاته الفنية اليدوية لا شريك له فيها, فيجلس في غرفته لفترة طويلة ليخرج بإبداعات تجذب أعين الناس, ويبدأ في الرسم علي الخامات التي قام بتجميعها سلفا, أو يقوم بتصنيع بعض الصناديق والتحف الفنية ليبدأ الرسم عليها لاحقا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.