تمضي الأيام من خلفها طويلة بامتداد عمرها الذي تجاوز العقد السادس, وحيدة, يحاوطها المرض ويعجز الحركة منها ولكنها تستشعر الاطمئنان أن هناك أربعة جدران تؤويها وتسترها عن الناس لكنها الأقدار أرادت لها أن تعيش سيناريو من الشقاء والتشرد في خريف العمر فقد فوجئت المرأة العجوز أنه تحتم عليها أن تغادر بيتها الذي عاشت فيه قرابة الأربعين عاما إلي الشارع فقد رأت الحكومة أنها ليست من حقها العيش في هذا البيت بمفردها وبحجة أن البيت يتجاوز تاريخ بنائه المائتي عام ولذلك فهو يعد مبني أثريا تؤول ملكيته للدولة وعليها أن تغادر البيت إلي الشارع بلا مأوي يستر شيبتها ويحميها برد الشتاء وقيظ الصيف. المأساة التي تعيشها تلك المرأة العجوز لا حول لها ولا قوة شهدها مركز منوف حيث ولدت وعاشت بعزبة القصر محافظة المنوفية وتزوجت في هذا البيت الذي طردت منه قبل أربعين عاما لتصل بها مركب الحياة إلي نهايتها تفترش الأرض في العراء إرضاء لقرار رئيس الوحدة المحلية في المنوفية الصادر بطرد السيدة المسنة سنية عبدالفتاح إبراهيم أبو موسي من البيت الأثري فهل يعقل أن نترك امرأة مسكينة في أيامها الأخيرة في مهب الريح تحت رحمة موظف لا يعرف الرحمة لمجرد بيروقراطية تحكمه؟ الخير بين أيدينا ونمتلكه لكننا نبخل به علي أنفسنا, لدينا آلاف الوحدات السكنية التي وزعت علي العشوائيات تعيش سنية علي أمل الحصول علي واحدة منهن فهي تناشد الدكتور هشام عبدالباسط محافظ المنوفية أن يرأف بحالها ويكون إنسانا رحيما بامرأة في عمر الخريف ويمنحها شقة من شقق أصحاب الحالات الحرجة فهي تواجه قدرا مجهولا بإقامتها في الشارع بلا مأوي.