أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا...هذا المثل ينطبق علي قرار مجلس جامعة الدول العربية في اجتماعه الأخير علي مستوي وزراء الخارجية, بتشكيل لجنة وزارية للتحرك العاجل لمواجهة المخططات الإسرائيلية في إفريقيا, وإفشال محاولات نيتانياهو الالتفاف علي الدعم والارتباط الوثيق والعلاقات التاريخية التي توطنت بين دول وشعوب وحركات التحرر الافريقية مع القضية الفلسطينية علي مدي عقود طويلة من الزمن. هذه العلاقات التي أسست علي القيم المشتركة الثابتة في النضال لمكافحة الاستعمار والاضطهاد والفصل والتمييز العنصري..والقيم المناقضة لممارسات وسياسات الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي التي تنتهك حقوق الإنسان الفلسطيني في أرضه وممتلكاته ومقدساته, وعدم منحه حقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف بإقامة دولته علي كامل اراضيه عند حدود.67 وكلفت اللجنة القيام بجولات ولقاء رؤساء ووزراء خارجية الدول الافريقية المحورية والمؤثرة, لتعزيز التنسيق والتعاون بين الجامعة العربية والاتحاد الافريقي للتصدي لترشيح إسرائيل لعضوية مجلس الأمن عامي2019-2020 وأوصي المجلس بتأسيس آلية تنسيق مشتركة بين الجامعة العربية والاتحاد الافريقي ومنظمة التعاون الاسلامي لمتابعة تصويت دول الاتحاد لمصلحة العرب وفلسطين في المحافل الدولية. إن الحديث عن تسللإسرائيل إفريقيا, وإيجاد موطئ قدم ونفوذ سياسي وأمني واستخباراتي واقتصادي لها, لم يعد سرا أو خافيا, بل بات مكشوفا, فإسرائيل لم تعد تخشي من إذاعة أسرار علاقاتها حتي مع بعض الدول العربية التي تسميها سنية ومعتدلة وعاقلة!. ففي الأشهر القليلة الماضية, قام نتنياهو بزيارة عدد من دول منابع النيل بينها إثيوبيا وأوغندا وكينيا وجنوب السودان..وتمكن من حضور قمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ايكواس, التي عقدت في ليبيريا, وكان حضوره مؤشرا قويا علي تعزيز العلاقات بين إسرائيل والمنظمة الإفريقية. واستقبل نيتانياهو رئيس توجو فاورا جناسينجبيالذي كتب في سجل الزوار بتل أبيب: أحلم بعودة إسرائيل إلي إفريقيا, وبعودة إفريقيا إلي إسرائيل,وكان يسعي لاتمام قمة علي أرض بلاده تجمع إسرائيل ب40 رئيسا إفريقيا اكتوبر المقبل, لكن لضغوط عربية وفلسطينية أجلت إلي موعد آخر! وما يخفي في تحركات إسرائيل الأفريقية المسمومة,هوالترويج لمزاعمها بوجود ممتلكات لليهود الذين تم سحب المواطنة منهم بعدد من الدول العربية منها الجزائر, ويهمها تأييد إفريقي لمقاضاه العرب دوليا لاستعادة تلك الممتلكات, وواجهت الجزائر مطالب من هذا القبيل أمام اللجنة الأممية لحقوق الإنسان. فعلا..لقد قضمت الدول العربية والإسلامية أكثر مما بإمكانهم مضغه من اكاذيب وتضليل في القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض مايو الماضي, بعد أن وسوس لهم ترامببان الإرهاب الإسلامي هو عدوهم, وان أمريكا معهم لمحاربته, وباع لهم أسلحة بأكثر من نصف تريليون دولار!! بل منح نصفه الثاني إسرائيل الضوء ليعربد في المنطقة بدعوي محاربة هذاالإرهاب الإسلامي, حتي عبرنيتانياهو عن ذلك- الخميس الماضي- بإعلانه نشوء علاقات جديدة بين تل أبيب والدول العربية; لمواجهة إيران وتنظيم داعش, زاعما أن تهديد الإرهاب الإسلامي خلق علاقات جديدة بين إسرائيل والدول العربية, التي لم تعد تعتبرنا عدوا, بل حليفا حيويا لها ضد تلك القوي الإسلامية المتطرفة!! لقد بات ضروريا التحرك لدي منظمة التعاون الإسلامي التي تأسست بالمغرب عام1969 وتضم25 دولة إفريقية, والاتحاد الإفريقي, الذي يضم55 دولة إفريقية, لتشديد الخناق علي إسرائيل, وكبح جماح توغلها ووقف تعزيز نفوذها الأمني والاستخباراتي والاقتصادي في القارة السمراء. إن الرهان علي تنفيذ قرارات الجامعة العربية يصب دائما في خانة الخاسر دائما, فعلي مدي أكثر من7 عقود يعيش المواطن العربي إخفاقات وتخاذل هذا الكيان وارتهانه للخارج وللنفوذ السياسي والمالي. ولكن..هذه المرة لو وقفنا عربا ومسلمين صامتين لا نحرك ساكنا في بحر تسعي إسرائيل لاقتحام لجته وكسب مغانمه السياسية والاقتصادية, لغرقت قضيتنا وماتت إلي الأبد!