السلاح هو سيد الموقف هذا هو ترجمة الوضع في باب الشعرية أحد أعرق الأحياء الشعبية وسط العاصمة, فبواسطة الاسلحة البيضاء والنارية يقوم الأهالي بتسوية أي خلاف أو الحفاظ علي أرواحهم و ممتلكاتهم من أي اعتداء في الحي الذي يبلغ عدد سكانه57114 نسمة وتبلغ مساحته1,84 كم2 المأهول منها0,37 كم2. ورغم تباين شهادات أهالي المنطقة عن وقائع البلطجة هناك بين منكر لها تماما و بين من لديه وقائع فعلية, إلا أن جولتنا هناك كشفت لنا كيف أن البلطجية ينتشرون في الحي بشكل كبير نهارا, ويرتكبون ما يحلو لهم من جرائم ليلا وسط وجود أمني اختلف بشأنه الأهالي منهم من يري أنه بدأ في الوجود من جديد, ومنهم من يؤكد عدم فاعليته فيما تشهده المنطقة من أحداث. كانت البداية مع صاحب محل لبيع المنظفات رفض ذكر اسمه حيث أكد عدم وجود أي أعمال للبلطجة في المنطقة باستثناء بعض المشاجرات التي لا يتجاوز مداها تبادل السباب والتشابك بالأيدي, وان تعرض أحد الأهالي لهجوم من بلطجية أو ما شابه فالأهالي قادرون علي حماية بعضهم البعض من خلال ما يمتلكونه من أسلحة ومن خلال ارتباطهم الوثيق ببعضهم البعض. لكن أبو ياسر صاحب محل لبيع الخضر والفاكهة بشارع باب البحر يشير إلي عدد من الوقائع التي شهدتها المنطقة بشوارعها المختلفة, ومنها شجار وقع بين اثنين من الأهالي تطور إلي أن قام أحدهما بضربه بمطواة, والمنطقة ذاتها تشهد العديد من حالات تبادل إطلاق النار دون معرفة السبب فضلا عن مواقف مشابهة تتعلق بعدم دفع عدد من الأهالي مقابل انتظار السيارات في المواقف فيتطور الأمر إلي الاشتباك بالأيدي وينتهي باشهار الاسلحة النارية والبيضاء. وقال: قبل الثورة ما كانتش الأمور دي بتحصل بالشكل ده ولا بالطريقة دي, والكل هنا بقي يأخذ حقه بدراعه لان مافيش حد بيحمينا, خصوصا أن الناس هنا بتلجأ للسلاح وساعات بتهدد بتفجير أنابيب البوتاجاز في وش الناس بهذه الكلمات يجمل الرجل الوضع كما يعيشه الاهالي, مشيرا إلي أن المنطقة تشهد حالات من السرقة باستخدام الدراجات البخارية, بل وتتعرض السيدات للمضايقات والمعاكسات التي قد تصل إلي حد التحرش بهن في الشارع. أما لوزه حربي صاحبة عربة لبيع الخضراوات من سكان المقطم لكنها تقوم ببيع الخضراوات في باب الشعرية فتشير إلي ان الأهالي في المنطقة دائما ما يتحدثون عن تبادل لاطلاق النار طوال الليل يوميا دون معرفة المصدر, وتؤكد أن شارع بورسعيد أحد أشهر الشوارع هناك ويعد مجالا واسعا لممارسة البلطجة بشكل يومي واندلاع المشاجرات العنيفة. وتقول سامية محمد ربة منزل وإحدي سكان المنطقة إن المناطق التي تشهد مثل تلك الأعمال هي في أغلبها الشوارع الضيقة والبعيدة مثل حمام التلات وبين السهارج بالإضافة إلي شارع بورسعيد التي تؤكد أنه شهد منذ أيام قليلة تبادلا لاطلاق النار حتي ساعة متأخرة من الليل, فضلا عن منطقة الحسين التي تشهد مثل تلك الأحداث ولكن بشكل أقل نسبيا. انتقلنا بعد ذلك إلي أحمد أبو الوفا عامل معادن ويعمل بأحد محال بيع أدوات الألومنيوم والسكاكين في ميدان باب الشعرية والذي كشف عن وقوع عدد من أعمال البلطجة بالحي تستخدم فيها الأسلحة البيضاء والطبنجات حتي ضد رجال الشرطة, ومن ذلك مع حدث مع أحد أمناء الشرطة حينما استوقف أحد المسجلين خط فقام الأخير بضربه في وجهه. في شارع النحاسين, يعد الاشتباك بالأيدي هو السمة الغالبة في التعامل بين الأهالي, هناك خاصة وأنه شارع مأهول بالبلطجية, والمسجلين خطر, أما في المناطق الداخلية بالحي وتحديدا المناطق التي تقع بها محال المجوهرات والمشغولات الذهبية فدائما ما تتعرض للسرقة بالاكراه. ويحكي أحد مواطني الحي رفض ذكر اسمه أن هناك حالات ل تثبيت المواطنين ليلا, حيث يعترض الطريق عدد من البلطجية والمسجلين خطر ويقومون بايقاف أحد يمر بالطريق حينها ويستولون علي ما معه من متعلقات سواء أموال أو أجهزة محمول أو غيرها. كما يقوم عدد منهم بتحصيل مبالغ مالية من أي مواطن يقوم بركن سيارته في أي جهة خاصة في الشوارع الرئيسية تحت مسمي أجرة موقف ومن يرفض الدفع قد يتعرض لما لا يحمد عقباه, كما أن السيدات يتعرضن لكثيرمن حالات التحرش والاعتداء عليهن باليد. إلا أن السرقة كانت القاسم المشترك بين جميع من تحدثوا معنا, فالكثير من المحال وفرش البضاعة تتعرض للسرقة نهارا وليلا فضلا عن عمليات النشل, بالإضافة إلي أن مدمني المخدرات خاصة متعاطي الحشيش والبانجو أصبحوا يتعاطون تلك المواد علنا وفي الشوارع وفق رواية عدد من الأهالي بعد ان كانوا يتعاطونها إما علي أسطح المنازل أو داخل بنايات مغلقة خوفا من الاهالي من جهة ومن الشرطة من جهة أخري. وعن وجود الشرطة بالمنطقة يؤكد أهالي الحي أنها غائبة تماما, وأن أمناء الشرطة الموجودين يلجأون إلي الود لتصفية الخلافات التي تنشب في المنطقة ولا سبيل آخر, كما أن حوادث السرقة التي كثيرا ما تقع وهم موجودون لا يستطيعون التعامل معها ولا حتي التعامل مع حالات التحرش بالنساء. ولكن حتي تصدق الصورة يؤكد عدد قليل من الاهالي أن الشرطة بدأت في الوجود وإن كان ضعيفا, لكن أصبح هناك مرور من عدد من أمناء شرطة الاقسام وأن الأهالي مستعدون للتعاون معهم من أجل القضاء علي مثل تلك الظواهر.