مع كل مشاركة فاعلة لدولة عربية في تجمعات دولية أو إقليمية وآخرها مشاركة مصر في قمة تجمع بريكس يقفز السؤال الدائم بلا إجابة حتي الآن.. لماذا تنجح التجمعات والتكتلات الأجنبية وتفشل العربية؟ ولماذا يتحقق التكامل الاقتصادي العربي في الواقع رغم كثرة الحديث عنه؟و هل حقا التعاون الاقتصادي العربي والإقليمي مطلوب الآن؟ أم أن الاندماج في الاقتصاد العالمي كاف,وبالتالي فإنه لا محل مع اتجاهات العولمة والانفتاح علي العالم لتعاون إقليمي عربي؟ والإجابة هي انعدام إرادة الاتحاد والاندماج, عند بعض حكامنا وغياب ثقافة الاحترام والمساواة والعدل, والاتفاق فقط علي ألا يتفقوا, في أن تذهب خيرات بلدانهم لغير شعوبهم!! ويكفي الإشارة إلي الهبئة العربية للتصنيع التي لو وجهت لها تريليونات الدولارات العربية لشراء السلاح من الغرب وإسرائيل لأصبحت أكبر كيان للتسليح في العالم وتحقق الغرض من تشييدها علي أرض مصر في مد الجيوش العربية بما تحتاجه من المعدات والذخائر!! ومن يطلع علي خريطة الحلفاء في الإقليم العربي والشرق الأوسطي الآن يفهم اسباب الفشل في إنجاح أي تحالفات أو قمم أو تجمعات عربية وإقليمية بالمنطقة. فقد شهدت العلاقات بين الحلفاء في الإقليم, سواء كانوا أحزابا سياسية أوميليشيات مسلحة الدخول في صراعات داخلية, أو مشاركة قوي إقليمية ودولية علي خلفية توتر في العلاقات الثنائية, أو الدخول في حروب بالوكالة! ويمكن تفسير تلك الحالات المختلفة, سواء الداخلية أو الخارجية, بالمصالح المنقوصة التي تباعد بين الأطراف التي يفترض أن تكون متحالفة. وربما تأكيد الرئيس الروسي بوتين في مقال نشره قبل ساعات من مشاركته في قمة مجموعة بريكس حاليا بالصين علي أن أهم ما يميز المجموعة, أنها بنيت منذ البداية علي مبادئ المساواة والاحترام والأخذ بعين الاعتبار وجهات نظر بعضنا البعض, والتوافق في الآراء, يرسخ مفهوم فشلنا العربي في الوحدة.!! وتابع بوتين في مقاله قائلا: في بريكس- لا أحد يفرض أي شيء علي الآخر. فعندما تتطابق التوجهات, نقوم بعمل صبور وصعب من أجل تقريب وجهات النظر وفي هذه الأجواء من الثقة تفضي لتنفيذ المهام الموضوعة أمامنا بنجاح. إن تجمع بريكس- الذي يشارك فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي علي رأس وفد رفيع المستوي,- لم يتعد عمره7سنوات, لكنه بلغ سن الرشد بعد شهور من إعلانه في2011, بعضوية خمس دول هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا, وهي دول تمثل ما يقرب من ربع الاقتصاد العالمي أسهمت بأكثر من نصف النمو العالمي في عام2016, وتنتج تلك الدول30% مما يحتاجه العالم من السلع والمنتجات, فيما يمثل تعداد مواطنيها40% من تعداد العالم. ووفقا لتقرير لهيئة الاستعلامات, فإن أهم الإشارات إلي أهمية بريكس للاقتصاد العالمي نصيبه من احتياطيات العملة الأجنبية, حيث تعتبر دول التجمع من بين أكبر عشر دول تحتفظ باحتياطيات تبلغ نحو40% من مجموع احتياطيات العالم. وتمثل مجموعة بريكس أكبر اقتصادات خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية..حيث تشكل مساحة دولها الخمس30% من اليابسة وتضم40% من مجموع سكان العالم, ويصل حجم الناتج الاقتصادي لدولها ما يقرب من18% من الناتج العالمي, وتجذب نصف استثمارات الكرة الأرضية!! والمتفق عليه الآن وفقا لرؤيا المحللين أنه لن يقتصر دور المجموعة علي الشأن الاقتصادي فقط, وإنما سيمتد ل السياسي وسيكون فاعلا ومؤثرا في حسم العديد من الأزمات والمعارك والقضايا الدولية وفي مقدمتها الأزمتان السورية والليبية. فعلا.. للمواطن العربي كل الحق والعذر في أن يغضب من ضعف إرادة بعض حكامه في تكوين مجموعات وجبهات عربية وإسلامية فاعلة اقتصاديا وسياسيا, وأن يترحم علي زمن حكم فيه العرب العالم بقوة إخلاص ودين حكامهم.