هي قصة حياة, عشت فيها وهي قصة عناصرها كلها سينمائية ويبدو علي مشواري في أعمالي أنها أعمال سينمائية, كنت في السنة الثالثة في كلية الحقوق جامعة عين شمس, وكان سؤالا مهما عن حادثة, وهل هذه الحادثة جناية, أم جنحة, وذكرت أنا الوحيد في إجابتي أنها مجرد جنحة وليست جناية!! وحصلت علي الإمتياز عن إجابتي علي الرغم من أنني كتبت أنها جنحة, وجميع زملاتي الحاصلين علي الامتياز.. أو جيد.. أو المتوسط.. كتبوا.. أنها جناية!! وأعلنوا بعد معرفتي بحصول علي الامتياز.. وأطلقوا كل الزملاء.. أن هناك واسطة لإنجاحي بهذا اللقب.. امتياز!! وبعد أجازة السنة والعودة إلي السنة النهائية كان قد أصابتي الألم من أقوال زملائي أني نجحت بواسطة!! وفي أول محاضرة في القانون الجنائي في السنة النهائية وقف الدكتور لكي يبدأ درس المحاضرة في بداية المحاضرة فوقفت وطلبت الكلمة منه واستغرب كل زملاء الدفعة, وسمح الدكتور لي بالكلام فشرحت له أنني الوحيد الذي حكم علي الجريمة بأنها جنحة وليست جناية, ومع ذلك حصلت أنا علي الامتياز في نجاحي وأعلن الجميع أنني نجحت بواسطة!! وضج الزملاء بالإيجاب بأنها.. واسطة والامتياز الذي حصلت عليه.. سيء.. وخطأ!! وهنا.. طلب الأستاذ من الطلبة أن يصمتوا ويسمعوا رأيه, وسادت المحاضرة الصمت وقال الدكتور لي إسمع.. يا من حصلت علي الامتياز علي الرغم من أنك الوحيد الذي حكمت علي الجريمة بأنها جنحة.. وأريد أن أخبرك.. أنني لو كنت القاضي وأنت المحامي في محكمة الجنايات.. لكنت حكمت علي المتهم بالجريمة أو علي أنها جنحة, ويمكن براءة أو تخفيف الحكم, بناء علي ما كتبته أنت في المرافعة وما ذكرت من أسباب نفسية أدت إلي ارتكاب الجريمة.. وشرحت هذه الأسباب التي من خلالها ظهر في كلية حقوق عين شمس.. ما أصبح يسمي.. بعلم النفس الجنائي.. الذي سيتم دراسته هذا العام والفضل لك ومعالجتك النفسية للقضية المذكورة أدت إلي براءته وفي القانون الجنائي النفسي يمكن أن يخفف الجريمة!! وهذه حكايتي مع الأستوري الخبري ومع علم النفس الجنائي فالخبر وحده لا يكفي!! وأول لقاء مع الأستاذ الكبير.. محمد حسنين هيكل في جريدة الأهرام كان بسبب القصة الخبرية فقد طلب لقائي بسبب القصة الخبرية, وطلب مني الجلوس معه في مكتبه وقال لي أنت الذي كتبت الإستوري أي القصة الخبرية المنشورة في الجريدة اليوم هل كانت دراستك الصحفية في الخارج فقلت له دراستي كانت في كلية حقوق عين شمس, وحكيت له قصة الامتياز والسبب في إيجاد قانون علم النفس الجنائي, وبعد هذه المقابلة والقصة أصبحت الصديق المقرب لرئيس تحرير الأهرام.. الأستاذ الكبير محمد حسنين هكيل!! الخبر وحده لا يكفي.. وعيون المشاهد.. والسنيمائيات في صمتها لا تقدم أخبارا ولكن تقدم.. القصة الخبرية وإلي لقاء!!