أثرت الثقافة المصرية في العالم, وأنارت العقول, علي فترات متعاقبة, وتباهت بالقوة الناعمة من المسرح والسينما والفنون بأنواعها, والتيمة المصرية الخاصة والخالصة.. فغذت العقول وغرست الانتماء. . وفي المرحلة التاريخية الحالية من حياة المصريين تحتاج العقول والوجدان دور الثقافة لمحاربة التطرف الفكري, والإرهاب, من القرية إلي المدينة مرورا بالكفور والنجوع والقري.. لبناء الدولة القوية, وتوعية المواطن بخطورة محاولات تشويه الهوية وتصدير فكر إقصاء الآخر وتكفير الدولة واستحلال دماء أبنائنا, وضرورة الحفاظ علي الهوية الثقافية المصرية بروافدها الحضارية.. وعن كيفية مواجهة الشطط في الفكر واحتضان المواهب عبر بيوت وقصور الثقافة في الأقاليم, من خلال المسرح والأتيليه والندوات, والعروض, وغيرها من المقومات الثقافية في المجتمع.. الأهرام المسائي واصلت تجولها بين المحافظات, ورصدت أن رجال الأزهر وأساتذة الجامعة, والكتب القيمة عوامل جذب للشباب.. تنير العقول وتصحح الفكر الخاطئ.. كما أن ضيق المكان, وفقر بعض الأنشطة, والعوائق المادية يسبب عزوف الجمهور, وكانت السطور التالية.. الإسماعيلية.. قلعة الفنون يعد قصر ثقافة الإسماعيلية قلعة الفنون الأكبر من حيث المساحة علي مستوي الجمهورية وتم افتتاحه عام96 بتكلفة قدرت وقتها بنحو37 مليون جنيه ويضم قاعة مسرح مجهزة بالصوت والإضاءة الحديثة وأخري للمؤتمرات فضلا عن مثيلتها للموسيقي ومعارض الفنون التشكيلية والكتاب ومكتبة عامة وأندية للعلوم والمرأة والأدباء ويؤدي الدور المطلوب منه علي أكمل وجه في حدود الإمكانات المتاحة له لمحاربة الأفكار المتطرفة التي تقود الشباب للانحراف والإرهاب بتكثيف وعقد الورش والندوات لتبصيرهم بأهمية المرحلة الحالية التي تحتاج لجهودهم في العمل والتخلي عن الروح السلبية لرفعة شأن الوطن. يقول ماهر كمال, مدير عام فرع ثقافة الإسماعيلية, القائم بأعمال الإدارة المركزية بإقليم القناة وسيناء: يوجد بيوت ثقافية منتشرة في الحضر والريف وبالتحديد في التل الكبير والضبعية والقنطرة شرق والشيخ زايد والمكتبات العامة الراعي وأبو صوير والسبع آبار والقصاصين والخشاينة وحي السلام تعمل بانتظام ويمارس أعضاؤها أنشطتهم دون توقف علي مدار العام ويخضعون جميعا للرقابة والمتابعة وإذا حدث أي قصور لا نتواني للحظة للتدخل لحله. وأضاف أن قصر ثقافة الإسماعيلية يضم13 فريقا وناديا للمسرح للكبار والأطفال معا علي حد سواء ونوفر الدعم المالي السنوي لكل واحد منهم علي حدة بما لا يقل عن1500 جنيه وقال: يشارك بعضهم في المهرجان الإقليمي لنوادي المسرح ونجحوا في الصعود للمنافسات علي مستوي الجمهورية بأعمالهم الفنية الرائعة التي تهتم بالقضايا الاجتماعية والوطنية وسبق أن قدم مخرجين كبارا لهم سمعتهم الطيبة محليا وخارجيا أبرزهم وائل إحسان وأحمد حزين. وأشار القائم بأعمال الإدارة المركزية بإقليم القناة وسيناء إلي أن فريق الفنون الشعبية يتكون من40 راقصا وموسيقي تم تأسيسه عام75 وآخر مشاركاته الخارجية بالمغرب الشهر الماضي ويستعد حاليا لمهرجان الإسماعيلية الدولي الذي ينطلق بعد غد الأحد ثم يطير بعدها لليونان وقال: حقيقة نحن فخورون بأعضائه الذين يحملون علي عاتقهم توصيل رسالة لشعوب العالم عن طريق التابلوهات الراقصة أن مصر بلد الأمن والأمان. وأوضح أن فرقة الآلات الشعبية السمسمية التي تم تكوينها منذ سنوات بقصر ثقافة الإسماعيلية تؤدي الدور المطلوب منها بالمشاركة في التظاهرات الفنية علي مستوي الجمهورية بخلاف فرقة الموسيقي العربية التي تضم40 فردا تقدم أعمالها الرائعة لجمهور المشاهدين الذين يستمتعون بالأناشيد والألحان القديمة الرائعة وخرج منها فنانون كبار أمثال فايق عزب ومحمود عامر وحجاج عبد العظيم ومطربون شباب أصبحوا مشهورين منهم ياسر علي وياسمين علواني وإسراء جمال. وأكد أن نادي الأدباء بقصر ثقافة الإسماعيلية والتل الكبير والقنطرة شرق يحرص أعضاؤه علي تقديم أعمالهم المتميزة في مؤتمرهم السنوي الذي تشرف عليه لجان تحكيمية ذات مستوي رفيع لاجتيازها وقال: نحن لا نتواني في نشرها داخل كتيب يتم دعمه ماديا بخلاف الصالون التشكيلي الذي ينظم مسابقته في شهر فبراير من كل عام ويقدم أبناء الإقليم خلاصة إبداعاتهم والتي تنال إعجاب الجميع.. موضحا أن هناك ورش عمل وندوات يحاضر فيها رجال الدين من الأوقاف والأزهر لتبصير الشباب خطورة الأفكار الهدامة والمتطرفة وكيفية مواجهة الإرهاب ودحره والعمل لرفعة شأن وطنهم. وتابع كمال أن فريق الإنشاد الديني بقصر ثقافة التل الكبير يقدم لونا مختلفا من الأغاني الشعبية المستوحاة من البيئة الريفية المحيطة بها وبرنامجه دوما مزدحم في شهر رمضان المبارك حيث يجوب أعضاؤه المراكز والمدن بالإسماعيليةوالمحافظات المجاورة التي يطرب أهلها سماع أناشيدهم الجميلة بالتزامن مع الشهر الكريم وكذلك فريق الفنون الشعبية للأطفال التي تتكون من40 فردا أعمارهم لا تزيد علي14 عاما يحرصون علي المشاركة في المهرجانات القومية بانتظام. ويأمل مدير عام فرع ثقافة الإسماعيلية أن يتم إنشاء فرع لقصر الثقافة بمدينة الإسماعيلية الجديدة التي سيتم افتتاح المرحلة الأولي منها في ديسمبر المقبل لتقديم الخدمات اللازمة لسكانها الذين بحاجة ماسة لوجود هذا المكان لكي يجتمعوا حوله ويستمتعوا بالأنشطة المختلفة التي تقدم داخله والدولة لن تتواني في تحقيق هذا المطلب الهام بالمرحلة المقبلة. الإسماعيلية خالد لطفي