الصغير قبل الكبير لا يري الآن للكرة المصرية سوي ملك واحد.. ملك يتربع علي العرش عن جدارة واستحقاق.. ملك يملك كل الأرقام القياسية سواء في عدد مرات الفوز أو عدد الأهداف المسجلة أو عدد الألقاب المحرزة. ومع انتهاء الموسم الكروي2017/2016 الطويل والصعب الذي دام لأكثر من11 شهرا يبرز في المشهد سريعا الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي الذي عاش موسما استثنائيا في كل شيء, حقق خلاله انتصارات مهمة ورائعة أعادت له الهيبة الكروية محليا وصعدت به لأن يستعيد عصرا ذهبيا عاشه مع مانويل جوزيه المدير الفني الأسطوري صاحب الأرقام القياسية في العقد الأول من الألفية الثالثة, ويفرض سيطرته علي الألقاب المحلية الكبري الدوري والكأس بعد غياب طويل دام10 سنوات كاملة عن هذا الحدث التاريخي. نتحدث هنا عن فريق كروي يسعي لكي يستعيد لقب الأميرة الإفريقية دوري أبطال إفريقيا وتنتظره مهمة صعبة جدا الشهر المقبل بملاقاة الترجي في ربع نهائي البطولة الغائبة عن النادي منذ التتويج الأخير في عام2013 وهو الأهلي الذي حقق نصرا تاريخيا له علي المصري البورسعيدي1/2 ليحقق لقب بطل كأس مصر لأول مرة منذ عام2007 ويفرض سيطرته علي الكرة المصرية. لماذا الأهلاوية.. ملوك الكرة المصرية؟.. سؤال تجيب عنه الأهرام المسائي في التقارير التالية التي نرصد كل صغيرة وكبيرة تخص رحلة موسم كامل بشكل عام والتتويج المحلي المثير والصعب في كأس مصر بشكل خاص. أشهرهم غالي وعاشور والسعيد وإكرامي
فريق العواجيز.. يتحدي الزمن الأهلي ضد الزمن.. عنوان مهم جدا في رحلة ملوك الكرة المصرية خلال موسم2017/2016 الموسم الذهبي الذي أسفر عن التتويج بالثنائية المحلية لأول مرة منذ10 سنوات كاملة تتمثل في امتلاك الفريق الأول لكرة القدم10 لاعبين تخطوا الثلاثين كانوا نجوما فوق العادة وتحدوا الزمن في رحلة التتويج الصعبة. فالأهلي هو فريق العواجيز في كرة القدم المصرية ولديه أكبر نسبة لاعبين تخطوا الثلاثين من العمر بين فرق الدوري بشكل خاص. والمثير في الأمر أن مجموعة العواجيز عناصر أساسية وتعيش فترات ذهبية إلي حد أن أكبر لاعبي الأهلي سنا وهو حسام غالي36 عاما كابتن الفريق وقع مؤخرا عقدا احترافيا ضخما للانتقال إلي النصر السعودي لمدة موسم مقابل850 ألف دولار أي ما يوازي16 مليون جنيه في صفقة اهتز لها الميركاتو السعودي. وبالنظر إلي متوسط الأعمار نجد أن الأهلي تحدي الزمن بتشكيلة كبيرة العدد من العواجيز يملكون لياقة بدنية عالية بالإضافة إلي بصمة فنية رائعة. فهناك شريف إكرامي34 عاما حارس المرمي الأكثر تألقا في الدوري الموسم الماضي والذي حقق رقما قياسيا في عدد مرات احتفاظه بشباكه عذراء, ولديه بديل وصل إلي الثلاثين من العمر وهو أحمد عادل عبدالمنعم. ولديه في خط دفاعه3 لاعبين تخطوا الثلاثين من بينهم الثنائي أحمد فتحي33 عاما الظهير الأيمن ومحمد نجيب34 عاما قلب الدفاع الأكثر مشاركة في المباريات وظهرا بمستوي جيد جدا, يضاف لهما لاعب بديل يشارك من وقت إلي آخر ويظهر بمستوي جيد وهو صبري رحيل30 عاما الظهير الأيسر. وفي الوسط حدث ولا حرج عن أهم محوري ارتكاز في مصر وهما حسام عاشور31 عاما وحسام غالي36 عاما واللذان قدما موسما رائعا حتي غالي الذي غاب في الكثير من المباريات كان نجم مواجهة الزمالك الشهيرة في الدور الثاني. وهناك عبدالله السعيد32 عاما صانع الألعاب الأول في مصر والحائز علي لقب أفضل لاعب في عام2016 في كل الاستفتاءات الكبيرة, وإلي جانبه يوجد المخضرم الموهوب وليد سليمان33 عاما الجناح الأيمن صاحب التأثير الكبير والذي سجل أكثر من8 أهداف في كل البطولات منها هدفان بالغي الأهمية في انتصار الأهلي الكبير علي سموحة في الدور قبل النهائي, وتكتمل التشكيلة الكبيرة بالمخضرم عماد متعب34 عاما رأس الحربة والقائد الجديد للفريق والذي كان منقذ حسام البدري في مباريات صعبة شارك فيها كبديل ليسجل الأهداف أو يصنعها وآخرها تسجيله في وادي دجلة في دور الثمانية من عمر الدوري الممتاز.
استعرضوا عضلاتهم في كأس مصر الفوز5 مرات.. والهجوم يسجل18 مرة هل كان الأهلي يستحق لقب بطل كأس مصر؟ سؤال يطرح نفسه بعد24 ساعة من التتويج المثير في الثواني الأخيرة علي المصري البورسعيدي2/.1 نعم الأهلي يستحق لكونه الفريق الأكثر قوة وروعة وانتصارا في رحلة دامت 5 مباريات فقط اعتبارا من دور ال32 وحتي بلوغه نهائي برج العرب. باختصار نحن أمام فريق قدم كرة جميلة وهجومية مرعبة منذ أن بدأ مشواره في البطولة بملاقاة الألومنيومفي دور ال32 وحقق فوزا كبيرا بستة أهداف. وسجل الأهداف عماد متعب3 أهداف هاتريك وعمرو جمال هدفين ومؤمن زكريا, وفي دور الستة عشر تخطي الأهلي فريقا آخر وهو الداخلية بهدفين لهدف سجلهما حسام غالي وعمرو جمال. وفي دور الثمانية أبدع الأهلي بشكل كبير أمام وادي دجلة وهزمه بأربعة أهداف مقابل هدف في لقاء سجل خلاله الأهداف كل من صالح جمعة هدفين ومؤمن زكريا وعماد متعب وفي دور الأربعة سحق الأهلي منافسا قويا وهو سموحة السكندري وهزمه بأربعة أهداف دون رد سجلها وليد سليمان هدفين وصالح جمعة جونيور أجايي. وفي الدور النهائي فاز علي المصري البورسعيدي بشكل درامي بهدفين مقابل هدف سجلهما عمرو جمال وأحمد فتحي لينال اللقب المحلي الكبير. وبحسبة بسيطة نجد أن الأهلي هو الأكثر تهديفا في البطولة برصيد18 هدفا.
الجهاز استهلك أكثر من30 لاعبا الأساسي والبديل.. الجاهز يصنع الحدث رغم أن من أهم مبادئ تحقيق الانتصارات تثبيت التشكيل والاستقرار الفني علي مجموعة لا تزيد علي15 لاعبا يجري بينهم التدوير إلا أن الوضع كان مختلفا في الأهلي ولدي مدربه حسام البدري الذي نجح في الفوز بالثنائية المحلية دوري وكأس بعد استهلاكه لأكثر من30 لاعبا في كل المباريات. ومن تابع لقاء المصري البورسعيدي في النهائي, يجد أن سياسة التدوير وتجهيز البدلاء كانت من أهم الأوراق الرابحة في تتويج الفريق الذي يدين في انتصاره إلي الثلاثي عمرو جمال وصالح جمعة وأحمد حمودي الذين شاركوا في النصف الثاني من المواجهة وبالوقت الإضافي وأحدثوا الفارق الكبير وهو ما يعبر عن سياسة تجهيز جميع اللاعبين بشكل عام وعدم الوقوف علي مجموعة بعينها. واستهلك الأهلي في مشوار الدوري والكأس أكثر من30 لاعبا في كل مبارياته يتصدرهم الثلاثي شريف إكرامي ومحمد الشناوي وأحمد عادل عبدالمنعم, بالإضافة إلي الرهان علي4 مدافعين في كل المباريات هم أحمد حجازي قبل احترافه في وست بروميتش ألبيون الإنجليزي ومحمد نجيب ورامي ربيعة وسعد الدين سمير, ولعب في الدوري والكأس ب6 لاعبين في مركزي الظهيرين الأيمن والأيسر هم أحمد فتحي وباسم علي ومحمد هاني يمينا وعلي معلول التونسي وحسين السيد وصبري رحيل يسارا, وفي الارتكاز كان هناك5 لاعبين دفعة واحدة هم: حسام غالي كابتن الفريق وحسام عاشور وأكرم توفيق وعمرو السولية وعمرو بركات, بالاضافة إلي عبدالله السعيد صانع الألعاب وبديله صالح جمعة وكذلك وليد سليمان وأحمد حمودي وكريم نيدفيد ومؤمن زكريا في منطقتي الجناح المهاجم يمينا ويسارا وأخيرا جونيور أجايي وعماد متعب وعمرو جمال ومروان محسن بالإضافة إلي جون أنطوي ومحمد حمدي زكي قبل رحيلهما إلي مصر المقاصة وإنبي معاريين في وقت سابق وكذلك الإيفواري سليماني كوليبالي رأس الحربة الهارب عن صفوف الأهلي قبل شهور قليلة. لم يخسر في39
مباراة ونال بطولتين البدري.. بطل علي كل شكل ولون لا أحد يختلف علي الأخطاء السلوكية وأبرزها الغرور والتعالي الذي تعامل به حسام البدري المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم في الكثير من المواقف ووضعت الأهلي في ورطة كبيرة وأمام عقوبات مالية تارة واعتذار معلن تارة أخري. في الوقت نفسه لا أحد ينكر أن حسام البدري57 عاما كمدرب هو الأفضل بين أقرانه في الكرة المصرية, وفقا لحساب البطولات والألقاب وآخرها الموسم الذهبي الذي حسم به أكبر بطولتين وهما الدوري والكأس لموسم2016/.2017 وأصبح حسام البدري رقميا مدربا أسطوريا للأهلي لتحقيقه كل الألقاب في رحلة تدريبية دامت عبر3 ولايات, فهو حقق الدوري الممتاز مرتين وحقق الكأس مرة وحقق كأس السوبر المصري مرة وحقق كأس دوري أبطال إفريقيا مرة وحقق كأس السوبر الإفريقي مرة بالإضافة إلي المركز الرابع في بطولة كأس العالم للأندية. ويحسب لحسام البدري في موسمه الذهبي نجاحه في تحقيق رقم قياسي كبير تمثل في الفوز بالبطولتين الدوري والكأس وخوض39 مباراة قوية بدون أن يتلقي خسارة واحدة خاصة في الدوري الممتاز الذي خاض خلاله34 مباراة بدون هزيمة. وحقق رقما قياسيا من النقاط بالنسبة إلي النادي, ويضاف لهذا تطبيقه سياسة التدوير بنجاح والتي صنعت من الأهلي الفريق الأكثر امتلاكا للاعبين المؤثرين. ومن أهم بصمات البدري في الموسم الجاري إعادته للحياة من جديد لاعب موهوب أختفي لفترة طويلة وهو صالح جمعة24 عاما صانع الألعاب الذي برز بشدة في الفترة الأخيرة, وأصبح إنضمامه للمنتخب الوطني مسألة وقت. وكذلك يحسب للبدري سيطرته علي النجوم الكبار والتصدي بقوة لأي خروج عن النص وعلي رأسهم حسام غالي وعماد متعب ومؤمن زكريا. ويحسب له عدم التأثر بغياب لاعب مهما كان تأثيره داخل الملعب ولعل أشهر الإختبارات الصعبة هي إصابة مروان محسن نجم هجومه الأبرز في الدور الأول. ثم هروب سليماني كوليبالي رأس الحربة الأكثر تأثيرا والذي سجل6 أهداف متتالية برفقة الفريق عند قدومه في يناير ثم سافر إلي إنجلترا رافضا استكمال عقده وكذلك تعويض رحيل أحمد حجازي إلي وست بروميتش ألبيون الإنجليزي بدون أن يهتز دفاعه في كأس مصر والذي واجه خلاله فريقين كبيرين هما سموحة خامس الدوري ثم المصري رابع الدوري في الدورين نصف النهائي والنهائي الصعب. باختصار.. يستحق حسام البدري لقب المدرب الأفضل لكونه حاصد الألقاب الكبري وفي نفس الوقت الرجل الذي منح الأهلي لقب الفريق الذي لا يهزم محليا.
الجوكر الذي يظهر في الوقت المناسب أحمد فتحي.. المكافح من أهم ملامح ملوك الكرة المصرية يظهر المكافح أحمد فتحي رمز الأهلي الكبير والذي أتي إليه لاعبا كبيرا في عام2008 قادما من شيفلد يونايتد الإنجليزي مقابل625 ألف جنيه إسترليني ليكتب التاريخ الحافل. ويعد أحمد فتحي33 عاما بطل كأس مصر بهدفه القاتل في مرمي بوسكا في الثواني الأخيرة الذي منح به الأهلي اللقب الكبير وهو إعادة لسيناريو هدفه الشهير في مرمي طلائع الجيش عام2009 الذي أنقذ بطولة الدوري الممتاز وأبقي عليها في الأهلي بعد أن كانت في طريقها إلي الإسماعيلية ومنحت الأهلي3 نقاط غالية لعب بسببها المباراة الفاصلة مع الإسماعيلي علي تحديد هوية بطل الدوري وحسمها الفريق لصالحه وقتها بهدف الأنجولي فلافيو أمادو. ومن يتابع أحمد فتحي يجد أنه القلب النابض للأهلي وصاحب الروح القتالية الكبيرة وكذلك الخبرات الواسعة في عالم الكرة, إلي جانب مرونته التكتيكية التي أتاحت لحسام البدري الكثير من الحلول في الموسم الجاري; حيث اعتمد عليه لاعب وسط مدافع لفترة وكذلك مساكا لفترة بخلاف مركزه كظهير أيمن. ويستحق أحمد فتحي الكثير من التقدير لتاريخه علي مدار9 سنوات ارتدي فيها قميص الأهلي وحقق فيها ألقابا بالجملة يتصدرها الفوز ببطولة الدوري الممتاز6 مرات بالإضافة إلي دوري أبطال إفريقيا3 مرات بالإضافة إلي كأس مصر. ويعد فتحي علامة بارزة للكفاح وبات عميد اللاعبين المصريين بشكل عام في الكرة المصرية; حيث يلعب في الدوري الممتاز منذ عام2001 حينما قام محسن صالح المدير الفني للإسماعيلي بتصعيده للدراويش وهو في السابعة عشرة من عمره, وهو لاعب ملتزم فنيا وتكتيكيا ولم يثر مشكلات ضخمة في رحلته.
سجل أغلي أهدافه بالرقم9 عمرو جمال المجد قبل الرحيل Manofthematch.. لقب شرفي عاد به عمرو جمال مهاجم فريق بيدفيست بطل جنوب إفريقيا إلي قلوب جماهير الأهلي قبل أن يبدأ رحلته الاحترافية في بلاد الأولاد لمدة موسم واحد علي سبيل الإعارة ويضمن له في حالة العودة الحصول علي فرصة حقيقية ومكانة أكبر مما كان عليها في آخر3 مواسم. ويعد عمرو جمال26 عاما ظاهرة تستحق الدراسة وتمثل نجاحا للأهلي بشكل عام, فهو المهاجم البديل الجاهز باستمرار والذي ينتظر الفرصة من وقت إلي آخر وينجح في تقديم الإضافة, وفعلها في موقعة المصري البورسعيدي بتسجيله لهدف التعادل ثم صناعة هدف الفوز في ختام مثير جدا لرحلته مع الفريق قبل الذهاب إلي جنوب إفريقيا لبدء مسيرة احترافية لمدة موسم واحد قابل للبيع النهائي فيما بعد. ويعد مردود عمرو جمال في لقاء المصري إنعاش لمجد القميص رقم9 الذي طالما ارتبط بأهداف الأساطير في النادي مثل: حسام حسن ومحمد رمضان وعماد متعب لسنوات طويلة وهو الرقم الذي ارتداه عمرو جمال قبل3 سنوات, والمستفيد الأكبر من هذا التألق اللافت هو الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب الوطني الذي بات يراهن علي عمرو جمال ليكون مهاجم المنتخب الأول بعد تراجع مستوي باسم مرسي مهاجم الزمالك وإصابة مروان محسن هداف الأهلي بقطع في الرباط الصليبي منذ يناير الماضي وغيابه حتي نهاية العام الجاري.