للمرة الثانية هذا العام تشهد العلاقات الأمريكية الكورية توترا حادا وتهديدا بحرب نووية. حدثتالمواجهة الأولي في أبريل الماضي عندما أطلقتكوريا الشمالية صاروخا تجريبيا عابرا للقارات عقب تولي الرئيس الأمريكي الجديد للسلطةبفترة قصيرة. جاءهم الرد الأمريكي:لقد نفذ صبرنا. ثم فيإستعراض للقوة,أبحرتقطع من الأسطول البحري الأمريكيتتكون من حاملةطائرات عملاقةومجموعة من المدمرات والغواصات النووية في اتجاه سواحل كوريا, هكذا قيل( تبين فيما بعد أنها لم تكن متجهة إلي كوريا بل لإجراء مناورات مشتركة مع أستراليا وأن الأمر كان فقط تهويشا من إدارة ترامب). كان رد كورياالشمالية هو: نقبل التحدي وجاهزون للحرب وأصرت علي الاستمرار في إطلاق المزيد من الصواريخ عابرة للقارات. إنتهت الحرب الكلامية الأولي ولكن بقت النار تحت الرماد. في أوائل هذا الشهر, منيت كوريا الشمالية بأكبر هزيمة دبلوماسية عندما فرضت الأممالمتحدة عقوبات جديدة رفعت مستوي العقوبات السابقة لمستوي جديد تماما حيث سيتمتقليص صادرات كوريا الشمالية والبالغة ثلاثة مليارات دولار بواقع الثلث. والأشد إيلاما لكوريا الشمالية أنه لأول مرة توافق الصين وروسيا علي العقوبات وتعلن إلتزامها بها.جن جنون الرئيس الكوري الشمالي وهدد أمريكا إنها ستدفع الثمن غاليا. كان الرد الامريكي هو إضافة الإهانة للألم. صرح ترامب: لا تهددوا الولاياتالمتحدة, وإلا سترون عاصفة من النار والغضب لم يشهدها العالم من قبل. لم يكن هذا التهديد حكيما, فقد حصلت الولاياتالمتحدة علي ما تريد وأكثر من خلال العقوبات القاسية. رد فعل كوريا إعلان تحضير كوريا لضرب اربعة صواريخ في اتجاه جزيرة جواما( هي جزيرة امريكية يحق لمن يولد بها حمل الجنسية الامريكية ولكن لا يحق له انتخاب الرئيس الامريكي ولا يدفع ضرائب للحكومة الفيدرالية, وهي أيضا مركز لعدد كبير من القواعد العسكرية ومنها تنطلق الطائرات حاملة القنابل), ليسقط كل صاروخ علي مسافة30 كيلومترا شمالا وجنوبا وشرقا وغربا. رد الإمبراطور الأمريكي: يبدو أن تصريحي لم يكن حازما بالدرجة الكافية. هدد وزير الدفاع ووزير الخارجية الامريكي أنه برغم أن الدبلوماسية هي الأمثل لحل الخلاف, فالخيار العسكري موجود والقوة الامريكية في تلك الحالة غير منظورة, جاء الرد الكوري: أي معركة بيننا لن تكون سوي نووية. تأثرت أسواق المال وارتفع بشدة مؤشر الخوف لتصل لأعلي نسبة زيادة مئوية لها الأسبوع الماضي. أخيرا تدخلت الصينوكوريا الشمالية لإحتواء الأزمة ودعوة جميع الأطراف لعدم إستفزاز الطرف الآخر وإنهاء الحرب الكلامية. هدأت الأمور نوعا ما ولكن للمرة الثانية: النار تحت الرماد. الحالة النفسية والمزاجية للرئيسين لها تأثير علي قراراتهما. أمريكا تري أن امتلاك كوريا الشمالية لتكنولوجيا نووية وصواريخ قادرة علي الوصول لعمق الولاياتالمتحدة هو تهديد وجودي لا يمكنها السماح به. وكوريا الشمالية تري أن التخلي عن برنامجها النووي معناه الموت السريع وليس بعيدا عن مخيلتها مصير صدام حينما سمح بالتفتيش عليه وبعدما تم التأكد من عدم وجود أي أسلحة دمار شامل, تم ضربة بقسوة غير مسبوقة وعلق علي المشنقة في يوم عيد. تلك الحرب التي شنها بوش الأبن ولا تزال المنطقه تعاني من آثارها السلبية حتي اليوم. الأمر الآن أشبه بدور شطرنج عندما يجد الخصمان أنه لا توجد وسيلة لإنهاء الدور لصالح أي منهما, فيعلنان: الدور تعادل.