الأمثال الشعبية تكون في العادة نتاج خبرات توارثتها الأجيال لذلك تكتسب لدي البعض أهمية تفوق أهمية العلم, يسري هذا علي الأمثال بأنواعها بما فيها تلك التي تتداول المعلومات الغذائية لكن علوم التغذية التي تقوم علي الأبحاث والتجارب قد تكون لها وجهة نظر أخري, وفي السطور التالية تقدم لك دكتورة أريج ياسين أخصائية التغذية بالمعهد القومي للتغذية, تفنيدا علميا لبعض تلك الأمثال الشعبية عن الغذاء وأنماطه. إذا فاتك الضاني عليك بالحمصاني يدل المثل الشعبي علي أن تناول الحمص يعوض عن تناول اللحم, والصحيح أن اللحم مصدر غني بالأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم ولا يستطيع أن يصنعها داخليا لذلك يعتبر مصدرا كاملا للبروتين, أما الحمص فرغم أنه مصدر للبروتين إلا أنه فقير في بعض الأحماض الأمينية الأساسية مثلmethioninetryptophan والتي يجب تعويضها بتناول الحبوب كالطحينة المصنوعة من السمسم. الجعان يحلم بسوق العيش ما يحدث في الجسم عند عدم تناول الطعام لفترة طويلة( الجوع) هو أن ينخفض مستوي السكر في الدم( الجلوكوز الذي يتحول إلي مصادر للطاقة), فيدخل الجسم في حالةketosis تجعل المخ يعمل بأقل مستوي من الطاقة وبالتالي لا يعمل بكفاءة مما يدفع الجسم للبحث عن أي مصدر للطاقة استجابة لهرمونيinsulin وglucagon وهما المسئولان عن الحفاظ علي مستوي السكر في الدم فتحفز الجسم علي تناول المزيد من الجلوكوز خاصة في صورته البسيطة كالسكر والخبز. وجع بطني ولا رمي طبيخي هذا المثل غير صحيح علي مستوي المعايير الغذائية السليمة لسببين أولهما أن تناول طعام يفيض ويزيد علي احتياجات الفرد تجعل تلك الكمية مصدرا لسعرات حرارية زائدة تؤدي إلي زيادة الوزن, وثانيهما أن تخزين الطعام المتبقي بطرق غير صحية خاصة في الأجواء الحارة قد يكون مصدرا للتلوث الغذائي حيث تتكاثر البكتيريا في الطعام منتجة سمومها وعند إعادة تسخينه تموت البكتريا لكن تظل سمومها وتظهر أعراض التسمم بعد مرور1-6 ساعة في صورة غثيان وقيء وآلام بالبطن. افطر زي الملك واتغدي زي الأمير واتعشي زي الغفير وجبة الإفطار مهمة ورئيسية لرفع كفاءة الجسم بعد انقضاء8 ساعات في النوم, وبالتالي لابد أن تكون متكاملة وتحتوي علي ما يقرب من1.3 احتياجات الجسم لإمداده بالطاقة التي يتم استهلاكها خلال اليوم فلا يقوم بتخزينها, عكس وجبة العشاء التي يفضل أن تكون خفيفة حتي لا تؤدي إلي عسر هضم كما يفضل أن تكون قبل النوم بساعتين حتي لا يقوم الجسم بتخزين الفائض منها. أكل الرجال علي قد أفعالها ويشير هذا المثل إلي مقدار الأجر الذي يعطي للرجال مقابل الجهد, وهو صحيح غذائيا لأن حساب السعرات الحرارية التي يحتاجها الشخص يتم علي أساس معدل نشاطه تبعا لنمط حياته, ويتوقف ذلك علي معدل التمثيل القاعديBMR وهو مقدار الطاقة التي تحتاجها العمليات الحيوية في الجسم مضاف إليها نسبة مئوية من معدل النشاط طبقا للتالي: حالة نشاط منخفض ويغلب الجلوس كثيرا25-40%. نشاط خفيف يتضمن المشي50-70%. نشاط متوسط يتضمن ممارسة رياضة خفيفة أو العمل بحركة مستمرة65-80%. نشاط شاق ويتضمن عملا يتطلب مجهودا بدنيا شاقا90-120%. نشاط مضاعف كما في حالة الرياضين130-145%. الجزر يقوي النظر الجزر غني ببيتا كاروتين لكن لا يستطيع الجسم الاستفادة منها في صورتها غير النشطة فيحولها إلي الصورة النشطة وهي فيتامين أ وما يعرف بretinol حيث إن2 جزيء بيتا كاروتين يتحولان إلي جزيء فيتامين أ والذي يلعب دورا رئيسيا في سلامة وصحة العين ويزيد من تكيفها علي التغير في الضوء الساطع وأيضا قدرتها علي التمييز بين الأشعة الضوئية المختلفة وبالتالي التمييز بين الألوان. ويوجد البيتا كاروتين في العديد من الخضروات والفواكه, خاصة البرتقالية والصفراء والحمراء والتي تمتص في الجسم بصورة أفضل عند طهيها فكوب واحد من الجزر النيئ يحتوي علي ما يقرب من10 جرامات من البيتا كاروتين بينما يحوي مطبوخا علي13 جراما بيتا كاروتين. أردب فول ولا أردب شعير من المعروف أن البقوليات ومن ضمنها الفول مصدر غني بالبروتين حيث إن100 جرام من الفول الجاف تعطي24.1 جم من البروتين, بخلاف الشعير الذي يحتوي100 جرام منه علي10.7 جرام بروتين, فيبدو للوهلة الأولي أن المثل صحيح لكن الحقيقة أن القيمة الحيوية للبروتين لكلا النوعين منخفضة لذلك الأفضل دمجهما معا لرفع قيمة البروتين, حيث تعتبر البقول غنية في احتوائها علي الحمض الأمينيisoleucinelysine لكنها فقيرة في احتوائها علي واحد أو اثنين من الحمضينmethioninetryptophan فيما عدا فول الصويا والذي يعتبر غني بجميع الاحماض الأمينية الأساسية, بينما الشعير غني بهذين الحمضين.