احتفلت مصر, شعبا وقيادة, بالذكري الخامسة والستين لثورة23 يوليو المجيدة, التي كانت نقلة حضارية وسياسية, ليس في تاريخ مصر فحسب, بل امتد أثرها إلي إقليم الشرق الأوسط وقارة إفريقيا وإلي كل دول العالم الحر, وجاءت تلك الثورة البيضاء استجابة لتوق الشعب المصري إلي التحرر من قيود الاستعمار البريطاني, والفكاك من أسر الملكية التي كانت عونا للاستعمار, تحميه ويحميها, وتتويجا لرغبة المصريين, الذين كانوا يعانون سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية, في التغيير, والارتقاء بمستوي معيشة الفرد, ونقله من رعية لجلالة الملك إلي مواطن كامل الأهلية, ومن فلاح أجير في إقطاع البشوات إلي صاحب أرض يزرعها لنفسه, ويجني ثمارها هو وأولاده. و كانت الثورة المصرية مثالا يحتذي في قوة تأثيرها, وتغييرها الأوضاع المتردية إلي الأفضل, وخلوها من أي عنف أو إراقة للدماء, ففي ليلة الثالث والعشرين من يوليو, تحركت قوات من الجيش, وفق تخطيط للضباط الأحرار, واستولت علي المنشآت المهمة في البلد, وعزلت الملك فاروق الذي تنازل عن العرش لابنه الرضيع أحمد فؤاد, وغادر مصر منفيا إلي إيطاليا, ولم يمض وقت قليل حتي ألغي النظام الملكي, وأعلنت الجمهورية, ليبدأ عهد جديد, وهنا يذكر التاريخ أبطال هذا الحدث, وأولهم اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية, والزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر وإخوانه من الضباط الأحرار, الذي حملوا رءوسهم علي أكفهم, من أجل إيقاد شمعة الحرية في مصر, بل وفي العالم كله, ومجابهة الاستعمار الأوروبي الذي كان يسيطر علي القارة السمراء وكثير من دول العالم في آسيا وأمريكا اللاتينية. وجاء الاحتفال هذا العام مميزا, حيث افتتح الرئيس السيسي أكبر قاعدة عسكرية في مصر والمنطقة, وأطلق عليها اسم اللواء محمد نجيب, اعترافا بدوره في الثورة وإعادة تقدير له بعدما تعرض له من إقالة وتحديد إقامته في بيته بعد خلافات سياسية مع الضباط الأحرار. وحضر افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية العديد من الضيوف العرب, وجاءت مشاركتهم تأكيدا لوحدة الصف العربي, واعترافا بدور مصر الرائد في قيادة العالم العربي عسكريا وسياسيا لمواجهة الإرهاب الأسود الذي يضرب المنطقة العربية والعالم كله. انعقد في الإسكندرية, وعلي مدار يومين متتاليين خلال الأسبوع الفائت, مؤتمر الشباب الدوري الرابع, افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي والتقي بشباب مصر الواعد من منطقة غرب الدلتا, وكرم المتفوقين منهم علميا وسياسيا, ومن ذوي الاحتياجات الخاصة, وكان اللافت للنظر أن جلس علي يمين الرئيس الأولي علي الثانوية العامة مريم فتح الباب, وعلي يساره ياسين الزغبي, وهو شاب معاق, ومثال للإرادة الصلبة, وهو من أبناء محافظة البحيرة, جاب محافظات مصر علي دراجته البخارية للاستماع إلي المواطنين, والاطلاع علي شكاواهم وحصرها لنقلها للمسئولين, خصوصا المشاركين في المؤتمر, تحت عنوان: لازم اللي جوه القاعة يسمع اللي بره القاعة, عاشت مصر مزدهرة بقادتها وبأبنائها الشباب, وتحيا مصر.