كتب العديد من الصحف عن مصير مسلمي( الروهينجا) في السنوات الأخيرة, باعتبارهم أكثر الناس اضطهادا في العالم, ومع ذلك فإن الجزء الأكثر رعبا في حياتهم ليس أن ما يقرب من نصفهم قد نزحوا من ميانمار بلد ميلادهم, للإقامة في مخيمات المشردين داخليا, ولكن الخوف مما قد يأتي بعد ذلك وهو خطر تعرضهم للإبادة الجماعية علي يد البوذيين. ومنذ وصول أونج سان سوكي إلي السلطة أواخر العام الماضي, كان هناك علي الأقل بعض الأمل في أن تتمكن البلاد من البدء في تحقيق بعض التقدم في وضع الروهينجا. وبالفعل, فإن المجتمع الدولي ضغط بنجاح علي حكومتها لتشكيل لجنة لهذا الغرض برئاسة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان, ولكن الآن تغير الوضع تماما ويصر البوذيون علي إلحاق الأذي بالروهينجا. والروهينجا هم الأقلية الإثنية المسلمة في ميانمار, والذين لا يزالون يعانون منذ عقود التمييز والملاحقة في البلد ذي الأغلبية البوذية. وتعتبر حكومة ميانمار طائفة الروهينجا البالغ عددهم نحو1.33 مليون شخص تقريبا مستوطنين غير شرعيين, بينما تصنفهم الأممالمتحدة علي أنهم من أكثر مجموعات اللاجئين تعرضا للاضطهاد في العالم. في زيارتها لهم في وقت سابق من هذا العام, لم تشاهد يانجهي لي, المقرر الخاص للأمم المتحدة حول حقوق الإنسان في ميانمار أي تحسن في الطريقة التي تتم بها معاملة الروهينجا في البلد. وقالت في بيان لها: إن الظروف في المخيمات المسلمة حيث يعيش المشردون الروهينجا محليا قاتمة جدا, كما تلقيت إفادات من أناس من الروهينجا الذين أبلغوني بأن لديهم خيارين فقط: ابقوا وموتوا, أو غادروا علي متن قارب. بين العامين1826 و1948, كان البريطانيون خلال حكمهم الاستعماري قد جلبوا الروهينجا من الهند للعمل في ميانمار, ومنذ ذلك الحين لا يزال أصل هذه المجموعة موضع نزاع; حيث يقول البعض: إنهم ينحدرون من بنجلاديش, بينما يقول آخرون إنهم قدموا من ولاية راخين في جنوب شرقي ميانمار. ويتم وصف الروهينجي بأنه بنجالي للإيحاء خطأ بأن الروهينجا هم مهاجرون غير شرعيين من بنجلاديش, وكان رئيس بورما قد دعا الأممالمتحدة إلي تسهيل إبعاد الروهينجا إلي بلدان أخري, لكن الأممالمتحدة رفضت الاقتراح. وفي العام الماضي, أماطت ميانمار اللثام عن خطة مثيرة للجدل تعرض علي الروهينجا الجنسية والمواطنة إذا غيروا إثنيتهم إلي بنجلاديشية الأصل, وبالنسبة للروهينجا, فإن وصفهم لأنفسهم بأنهم بنجاليون يعني ضمنا أنهم سيكونون غير شرعيين في البلد, وهو الأمر الذي يرفضه معظمهم. وفي عام1982, جردت حكومة ميانمار الروهينجا من مواطنتهم. وحظر قانون الجنسية البورمي وصولهم إلي التعليم والخدمات وحرية الحركة, وسمح بالاستيلاء علي ممتلكاتهم بشكل تعسفي. ويعيش أكثر من140.000 روهينجي في مخيمات للمشردين داخليا, والتي تقع من حول سيتوي, عاصمة ولاية راخين في جنوب غرب ميانمار, حيث يعتمدون بشكل كامل علي المساعدات الدولية, كما قالت منظمة هيومان رايتس ووتش في العام.2014 ويعيش أكثر من200.000 لاجئ من الروهينجا في بنجلاديش, وفقا لمنظمة ريفيوجيز انترناشيونال, وهم من الناحية الفعلية بلا دولة. الآن, يخشي نشطاء حقوق الإنسان من تصاعد العنف والتفرقة ضد الروهينجا. وفي العام الماضي, ذبح أكثر من40 روهانجيا في قرية دو تشي يار تان بأيدي رجال محليين, كما أكدت الأممالمتحدة. ولذا فقد حان الوقت لنشر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في ميانمار لحماية مسلمي الروهينجا من الإبادة الجماعية المرتقبة.